رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير: منظور الولايات المتحدة للمنطقة تغير ولا يمكن الاعتماد عليها

جريدة الدستور

تحدث جيرالد فيرستين، الخبير بمعهد الشرق الأوسط فى واشنطن، عن الموضوعات المرتبطة بالتغيرات العولمية في المنطقة قائلا: "عندما تنظر للتغيرات الجغرافية السياسية فى المنطقة، يجب أن ترى أن منظور الولايات المتحدة الأمريكية للشرق الأوسط تغير، وأن هذه المشكلة التى جاءت عن طريق الشعور أنه لا يمكن الاعتماد على أمريكا كلاعب أساسى فى هذه المنطقة.

ويعقد معهد الشرق الأوسط بواشنطن بالتعاون مع المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اليوم الأربعاء، مؤتمرًا لمدة يوم واحد تحت عنوان مصر في شرق أوسط متغير" بمشاركة عدد كبير من الخبراء من مصر والولايات المتحدة، وذلك علي هامش الاجتماعات الرفيعة المستوي للجمعية العامة بمدينة نيويورك.

وتابع: إنه "منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ذا رأيت إلى 2003 وغزو العراق وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية كشيء مهم جدا للسياسية الخارجية الامريكية، لأن الغزو فتح الباب لتقديم الديمقراطية فى المنطقة، واعادة تشكيل الشرق الاوسط فى تخيلنا والذى كان مصدر رعب لنا، هذا التخيل سقط وأخفق، وأمريكا فى 18 عام كانت فى تدخل عسكرى فى أفغانسان، والعراق، وكان هناك شعور ولد بعد ردود الافعال فى المنطقة، وهى أمور تحدث عنها أوباما بأن هناك شعور باالجهاد لدى الامريكيين".

وأضاف: "فى الأيام السابقة رأينا قدرة أمريكا على انتشار بعض قواتها، ودونالد ترامب أمن المصادر الطبيعة والقدرة على تصدير النفط، لكن فى واقع الأمر هناك اهتمام للاستجابة لهذه الإدارة من ناحية أنه إذا كان ترامب يريد الانسحاب، لكن هذا المنظور بأن الانسحاب الكامل من المنطقة، هناك السعودية والإمارات، واذا لم تلعب أمريكا هذا الدور مرة أخرى عليهم اتخاذ المسئوليات بأنفسهم، فى اليمن نجد احساس أمريكى خاصة بين العامة أن التأكيد على الحل السياسى للصراع، وحل داخلى والتأكيد أن الدفاع الرئيسى والمشترك فى الصراع اليمنى هو الصراع السعودى الايرانى، وفى واقع الأمر أن السعودية لن تستجيب لضغوط امريكا وستستمر لما يعتبرونه أمرا أمنيا ومهما جدا لهم".

وتحدث الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عن أهم التغيرات الاستراتيجية التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط فى المرحلة الأخيرة وموقف مصر منها، وتراجع الاهتمام الأمريكى بالمنطقة، وريادة دور القوى الإقليمية كبديل للدور الأمريكى، وتراجع الاهتمام بالصراع العربى الإسرائيلى، وزيادة الاهتمام بايران، وزيادة اهمية مناطق جغرافية أخرى مثل شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر كمناطق أصبحت مصدرا للصراع، من ناحية ومصدرا أيضا للتعاون بين الدول المختلفة".

وقال كمال إن مصر تتعامل بحرص شديد مع هذه التغيرات الإقليمية وترفض التورط العسكرى فى أى من النزاعات الموجودة فى المنطقة، وتتبنى الحل السلمى القائم على استعادة الدولة ومؤسساتها المختلفة كأساس لحل عدد من الصراعات مثل سوريا وليبيا واليمن، مؤكدًا أن مصر تسعى لعمل تحالفات وتعاون مع عدد من الدول العربية الشقيقة لحل هذه الصراعات، وأن هناك اهتماما مصريا كبيرا بشرق المتوسط والتعاون من أجل تطوير الغاز من أجل شعوب المنطقة.

وأكد أن مصر أيضا تشجع أن تكون هناك مبادرات من القوى الكبرى مثل أمريكا وروسيا؛ للمساهمة فى حل نزاعات المنطقة وعدم ترك النزاعات فقط للقوى الإقليمية ذات المصالح التى تتعارض مع مصالح جموع جدول المنطقة.