رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غنت الإمارات.. فسمعت القلوب


«نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائى بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر.. وهذه وصيتى، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هى القلب،

وإذا توقف القلب فلن تُكتب للعرب الحياة».. هذه وصية الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة، التى أوصى بها أولاده، ووجدت طريقها للشعب الإماراتى الشقيق، لتصبح فيما بعد، دستوراً يحكم العلاقة بينهم وبين أبناء الشعب المصرى، الذى يبادل الإمارات حباً بحب، ووفاءً بوفاء.

هذا هو الشيخ زايد الذى قال «إن البترول العربى لن يكون أغلى من الدم العربي»، حينما أعلن قراره التاريخى بوقف تصدير النفط للغرب خلال حرب أكتوبر، وكانت وقفته مع مصر وبناء مصر على جميع الأصعدة، وكان يردد دوماً، خلال لقاءاته مع القادة العرب، «عندما تبدأ المعركة مع إسرائيل، فسوف نغلق على الفور صنابير البترول، ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبداً»، وفى ذلك، التقت إرادته مع إرادة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، الذى أطلق شرارة حظر البترول عن الغرب تضامناً مع معركة مصر والعرب فى أكتوبر 1973.

عندما سأل أحد الصحفيين الأجانب الشيخ زايد فى هذا الوقت «ألا تخاف على عرشك من الدول الكبرى؟».. لم يتردد العروبى الأصيل أن يقول «إن أكثر شىء يخاف عليه الإنسان هو روحه، وأنا لا أخاف على حياتى، وسأضحى بكل شىء فى سبيل القضية العربية، إننى رجل مؤمن، والمؤمن لا يخاف إلا الله».. كان الشيخ منحازاً دوماً إلى مصر، وحتى عندما قاطعوا مصر بعد قمة بغداد بسبب اتفاقية كامب ديفيد، قال مقولته الشهيرة «لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود بدون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأى حال أن تستغنى عن الأمة العربية»، وظل على تواصله مع مصر رغم مقاطعة الآخرين.

لم يكن غريباً إذن أن تنبرى مجموعة من فنانى الإمارات على صياغة أوبريت، فى حب مصر، بكلمات مست شغاف القلوب، وعكس قيمتها فى عيون محبيها.. ومن عجب أن يعترف إخواننا فى الإمارات بهذا الفضل لأرض الكنانة، فى حين ينكره بعض أبنائها، الذين هم من طين ترابها.. قال الإماراتيون، وما أجمل ما قالوا، كلمة ولحناً..

«زايد موصينا عليك يا شعبها.. أشر بإيديك هذه العمر.. هذه مصر.. هوه فيه أغلى من مصر؟.. خطواتها فوق السحب.. تمشى بها وينزل مطر.. هذه البلاد الغالية.. هذه الرفيعة الوافية.. درع العروبة السامية.. هذه البلاد الغالية

هذه الفخر.. هذه مصر.. هوه فيه أغلى من مصر؟.. فى شعبها صدق ووفا.. حضن العرب ظل ودفا.. تقول للخاين كفى.. مالك عذر.. هذه مصر.. يا شعبها أشر بإيديك.. زايد موصينا عليك.. وبكل غالى نفتديك.. هذه العمر.. هذه مصر.. هوه فيه أغلى من مصر؟».

هذا غرس حكيم العرب الذى كان سنداً قوياً لأبناء المحروسة، انتقلت محبته إلى أبنائه، وأصبحت مصر فى قلب كل إماراتى، ولاسيما الآن، بعد أن خرجت مصر من النفق المظلم ونبذت الجماعة الظلامية التى تسلقت السلطة، فعادت القاهرة بقوة إلى الحضن العربى، وفشل ما قام به الإخوان من محاولات لبث الفرقة بينها وبين أشقائها، لأن الإخوان فكر طارئ، لا جذور له، ولا مناعة عنده تحميه من الزوال!.. بل البقاء لمصر ما بقيت الدنيا، بإذن من وهب شعبها الحياة.