رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأعوام.. سيرة الطفولة».. قصة مذكرات نجيب محفوظ المجهولة

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

يُتوّج الكاتب الصحفى والباحث محمد شعير مشروعه الكبير عن الأديب العالمى نجيب محفوظ بكتاب جديد انتهى منه مؤخرًا، يحمل اسم «الأعوام.. سيرة الطفولة»، ويتضمن مذكرات كتبها «أديب نوبل» بخط يده وتتناول تفاصيل حياته وهو فى عمر ٧ أو ٨ سنوات، ويحكى فيها عن نشأته وتكوينه الإنسانى فى سنوات طفولته.

■ بداية.. ماذا عن كتابك الجديد حول نجيب محفوظ؟
- اسمه «الأعوام.. سيرة الطفولة»، وهو عبارة عن سيرة ذاتية عن طفولة نجيب محفوظ مكتوبة بخط يده، وهو نص طويل كتبه بنفسه بعنوان «الأعوام»، من بدايات الأعمال التى كتبها، وهى تعتبر السيرة الذاتية الوحيدة له، ويتناول فيها سنواته الأولى، وأنا أدرس بجانب ذلك كيف انعكست نشأته على فنه وإبداعه.
■ المذكرات تتناول سيرة نجيب محفوظ فى أى عُمر بالضبط؟
- تتناول حياته وهو فى سن ٧ أو ٨ سنوات، ولم يترك «محفوظ» شيئًا ذكره فى هذه السيرة لم يتناوله فى كتاباته الروائية المتنوعة، لذلك تثبت هذه السيرة أنها العنصر الأساسى والرئيسى لكل كتابات «أديب نوبل»، وندرك من خلالها أنه استوحى كل العالم والكتابات من خلال رؤيته وسيرته الذاتية، ومن هنا نعتبر المذكرات نصًا مؤسسًا لرؤية محفوظ للطفولة.
■ متى كتبها؟
- كتبها تقريبًا خلال عامى ١٩٢٨ أو ١٩٢٩.
■ برأيك.. لماذا لم ينشرها؟
- لأن جزءًا من أعمال البدايات ضاع منه تمامًا، ولم يتمكن من نشره.
■ هل كان يقصد من كتابتها التأريخ أم الحكى عن تفاصيل طفولته؟
- لم يكن يقصد التأريخ.. لكنه قصد تدوين أحداث طفولته، تقليدًا لعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين فى كتابه «الأيام»
■ ألم يتحدث عن هذه المذكرات فى أى من لقاءاته؟
- نعم تحدث عنها فى أكثر من مناسبة، وتحدث أيضًا عن تأثير طه حسين عليه، ولكن النص فُقد منه تمامًا، وأنا وجدته خارج مصر، ومعظم الأوراق الأصلية لـ«أديب نوبل» موجود خارج البلاد.
■ هل ذكر فيها شيئًا عن ثورة ١٩١٩؟
- نعم.. تحدث عن مشاهدته أحداث الثورة من شرفة منزله المواجه لقسم شرطة الجمالية، قبل أن ينتقل إلى العباسية، والخمس سنوات الأولى فى حياته انعكست على أعماله وتجاربه.
■ ماذا عن الفتوات؟
- هو كتب عنهم لكن فى نصوص وأعمال أخرى، لأنهم كانوا موجودين فى تلك الفترة من حياته وظلوا حتى خمسينيات القرن الماضى.
■ كيف أثرت سنوات الطفولة على أدبه؟
- نجيب محفوظ ظل يستلهم سنوات طفولته بدءًا من عمله الأول حتى الأخير، ويظهر ذلك جليًا لكل من قرأ ويعرف «أديب نوبل»، وهناك مقولة شهيرة مفادها: «الطفل أبوالرجل»، لذلك يظل تأثير السنوات الأولى حاضرًا، وانعكس ذلك على سبيل المثال فى «الثلاثية» أو فى «حكايات حارتنا» أو «حديث الصباح والمساء» أو «أصداء السيرة الذاتية» أو فى «الأحلام».
■ هل تستطيع أن تحدد نسبة الأحداث الحقيقية فى رواياته؟
- شخصية كمال عبدالجواد فى «الثلاثية» تكاد تكون هى الطفل نجيب محفوظ، والسيرة نفسها تكشف ذلك، وهناك أحداث كثيرة داخل أعماله الأدبية استلهمها «محفوظ» من طفولته.
وهناك أحداث حقيقية رواها فى «حكايات حارتنا» مثلًا، وهو عمل عبارة عن فقرات أو قصص قصيرة ينظر فيها إلى العالم بعيون الطفل الصغير الذى ظل داخله، كما أنه تناول فى أعماله ثورة ١٩١٩ كما شاهدها بعيون الطفل من خلال شرفة منزله، وكيف كان الجنود الإنجليز يحتلون قسم الجمالية، كما تعكس أعماله التأثير الكبير لأمه عليه.
■ كيف أثرت أمه عليه؟
- والدة «محفوظ» فى هذه الفترة كانت تقوده إلى المتاحف وأضرحة الأولياء، ورأى العالم من خلال اصطحابها له، وانتقل من حيز الجمالية الضيق إلى حيز أوسع وأرحب وأكثر اتساعًا.
وأمه كانت الحكاءة الكبيرة التى تحكى له القصص قبل نومه، وحكت له عن الجن والعفاريت والخيال والأولياء والأنبياء، وكلها قصص شكلت تجربة «محفوظ»، ووالدته كانت حكاءة بالفطرة وغرست فيه الشغف للحكى، لذلك كان تأثير حكايات والدته عليه قويًا جدًا.