رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة أيقونة "مارجرجس".. بين الأسطورة ورمز الكنيسة

جريدة الدستور

يحتفل دير الشهيد العظيم مارجرجس بميت دمسيس، اليوم، بعيد تكريس كنيسته الأثرية تحت رعاية البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبحضور الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، والنائب البابوى لدير الشهيد مارجرجس بميت دمسيس، وبإشراف وكيل الدير القمص مكارى غبريال.

للشهيد العظيم مارجرجس الرومانى مكانة كبيرة في قلوب الأقباط، فهو "أمير الشهداء " و"سريع الندهة"، وتزامنًا مع احتفالات الكنيسة ترصد الدستور قصة أيقونة "القديس مارجرجس" البطل الرومانى.

«أيقونة القديس مارجرجس».. رسمها العديد من الفنانين، وأشهر رسام رسم أيقونة القديس مارجرجس يظهر على حصان يقتل التنين وفى الخلف تظهر امرأة هو الفنان، ورافاييل هو أشهر فنانى عصر النهضة فى إيطاليا، ورسم هذه الأيقونة بين عام 1504 لـ1506، وهو أشهر فنان عصر النهضة في إيطاليا والأيقونة الأصلية موجودة حاليًا فى معرض الفن الوطنى فى واشنطن.

«الأيقونة».. تعبر عن قصة أسطورية تداولتها الكثير من البلاد منذ قرون وأنتقلت إلى أوربا عبر الحروب الصليبية وتم تدوينها في كتاب ياكوبوس دا فيرجيني "الاسطورة الذهبية" الصادر في ١٢٦٠
وتقول الأسطورة التى دونها "ياكوبوس دا فيرجيني" أن مارجرجس البطل هو ضابط رومانى، عبر على مدينة فى ليبيا كانت تعانى من تنين يهدد سلامة المدينة ولكى يضمن أهل المدينة إلا يقتلهم التنين أو يقضى عليهم يقدموا له فى كل عام ضحايا أو قرابين حيه، فى بداية الأمر كانوا يقدمون له حيوانات خرفان أو ماعز، ثم قرابين أدمية، وفى نهاية الأمر كان يقدم له عذراء فى كل عام، وكان الأختيار يقع بالقرعة على هذه العذراء.

وفى عام وقع الاختيار أخيرًا على بنت الملك، فحاول الملك إلا يقدم بنته، ولكن الناس أثروا كما أن بناتهم قدموا للتنين من قبل فالملك يقدمه للتنين هذا العام، وكان "مارجرجس" عابرًا فى هذا العام بالصدفة على المدينة، وعندما رأى الفتاة تقدم للتنين أنقذها وأرجعها إلى الملك والمدينة، وقال لهم سأقتل لكم التنين ولكن عليكم أن تؤمنوا بـ"المسيح" إلهًا، وبالفعل ذهب مارجرجس وقاتل التنين وقتله، وحينها أعلن الملك وأهل المدينة إيمانهم بالسيد المسيح وصاروا مسيحين.

يعتبر "مارجرجس" أشهر قديسى العالم، وهو قديس شهيد أستشهد فى عصر دقلديانوس عام 303 ميلاديًا، ويأخذه الكثير من الدول بطلًا قوميًا لهم، أهمهم "إنجلترا"، مع أن السجلات التاريخية تؤكد أن مارجرجس لم يصل أبدًا إلى أنجلترا.

ولكن الكنيسة القبطية تأخذ الأيقونة والصورة بمعنى رمزى وليس بالمعنى الحرفى، فترمز للفتاة بالكنيسة، وترمز للتنين بالشيطان، وأن مارجرجس بقوة إيمانه أستطاع أن يحمى الكنيسة من الشيطان.

وقال القس بولس حليم، المتحدث الإعلامى الرسمى، باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن صورة القديس مارجرجس تحمل معنى رمزيًا مهما في حياة الكنيسة فالعروس التي تظهر في الأيقونة تُشير إلى الكنيسة، وهذا حسب مفهوم الكتاب المقدس الكنيسة عروس السيد المسيح، التي تنظر إلى أبنائها الشهداء بفرحٍ وفخر واعتزازٍ.

وأضاف «حليم»، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن التنين يُشير إلى الشيطان الذي يحرك العالم الشرير ضد الإيمان منذ بداية المسيحية حتي الان والي اخر الايام، أما الحربة التى ظهر في الأيقونة فهي تشير إلى صليب السيد المسيح الذي يهب النصرة للذين يؤمنون باسمه، وهزيمة التنين تُشير إلى هزيمة الشر ومصدره (إبليس) بقوة الإيمان.

ولفت القس بولس حليم إلى أن يقف الأقباط أمام الأيقونة للتشفع بمارجرجس لان الكنيسة تعلمنا أن للشهداء مكانة خاصة عند الله لانهم بذلوا حياتهم من أجل الإيمان، مضيفًا ومن ثم نتشفع نحن الأقباط بالشهداء ومنهم أمير الشهداء القديس مارجرجس لأن صلواتهم مستجابة عند الله.