رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دار الياسمين تطرح "الرصاصة الصديقة " لـ سونيا بوماد

جريدة الدستور

عن متاهات اللاجئين في كل بقاع العالم، وكيف صار البر والبحر ومن قبلها اراض الوطن منفى لأصحاب البلاد وابنائها، تنطلق الكاتبة اللبنانية سونيا بوماد في سرد موجع بروايتها " الرصاصة الصديقة " الصادرة عن بيت الياسمين للنشر والتوزيع.

الرواية شبه سيرة تدخل القارئ في إزدواجية المواطن المسلوب الإرادة تجاه الحروب، وعبر سيرة تشبه حياة الكاتبه وحيوات الاخرين ممن تعاطفت معهم الراوية، وحلم العيش في وطن بديل، ليكون الغرق في البحر من بعد وقبل القتل في الوطن.

الكاتبة تسرد روايتها على أكثر من مستوى إرتبط بتفاصيل حميمية تخلقها مشتبكة أو تنطلق من حواس الأنا الكاتبة او الراوية الساردة إلى وعي المتلقي او القاريء، ليرى سلب الروح، من بدء الطفولة وبكارة او خصوبة المشاعر التي تنضح بها الانا الساردة والتي تتعدد تموجاتها مابين خفة الروح وشفافيتها وسرمدية الاجواء في المعيشي والحياتي بل والوجودي المتاثر بتلك الأليات السلطوية المستبدة التي تسير غالبية انظمة الحكم في العالم الثالث والعالم العربي، سوريا والسودان وليبيا واليمن بل ومن قبل وبعد متاهة لبنان، بيروت التي ينطلق منها الحدث والتي تحس فيه بظلال جمة مرتبطة لآلآم وهواجس الكاتبة كمواطن سوي متعاطف بالفطرة قبل الفكر مع غربة وإغتراب البشر او المواطن العربي أولًا..

تاخذنا سونيا بوماد بعد صور مروعة لتحطم الاوطان في رحلة البحث عن بدائل للعيش عبر البحار والجبال والاراض الواعرة في هجرات ومطاردات مرعبة، تمس بوجع ووله وشغف خبايا النفس باللغة المتعددة التأوييل والترميزوالتي لا تقتصر على بلدا بعينه، بل بمفاهيم ومغاز النفي.

تتفرد الكاتبه في هذا العمل ببنية روائية فارقة ومحكمة الرصد وافعالية البناء الجمالي قبل البنية الواقعية وهي مبتدا الحكي ووعورة التفاصيل، في الرصاصة الصديقة هناك رحلة قاسية بين زمن قاس وبيئات طاردة بسبب الحروب الاهلية والطائفية، ورحلة اخرى صوفية متعددة المجازات كثيرة الترميز والتاوييل برعت فيها الكاتبة باللغة الجارحة والجانحة والشفافة مابين خفة وثقل المفردة الواحدة مما يعبر عن فرادة الكاتبة في النهل من ذوات الآخريات والاخريين قبل الطفو النفسي والحياتي والسياسي التي يفور بداخلها والدافع ودوما للإختلاف في طرق واشكال وماهيات السرد مما يحطم مقولات كاذبة عن كتابة انثوية واخرى ذكورية.

الرواية تقع في 418 صفحة من القطع المتوسط، وصدرت بغلاف موح وذو دلالات عدة ارتبطت بالحدث صممه الفنان عبد الرحمن الصواف.