رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إدارة عموم الشلاليت


أوباما الأمريكى فقد نال شلوتًا من النوع المغرّى، كان يظن أن مصر لقمة سائغة فى يده يستطيع أن يشكلها كما يشاء، وحين أخذ يسير فى طريق تفريق مصر وتقسيمها وفقًا للمخطط الأمريكى المعد سلفًا منذ سنوات عديدة كان يظن أن جماعة الإخوان هى التى ستكون سنده الأكبر فى تنفيذ خطته.

هل أتاكم نبأ «إدارة عموم الشلاليت» التى تم إنشاؤها عقب ثورة ثلاثين يونيو العظيمة، نعم كما سمعتم بالضبط «إدارة عموم الشلاليت» وهى غير إدارة عموم الزير التى كتب عنها الكاتب الكبير الراحل حسين مؤنس، إدارة عموم الشلاليت يا مولانا هى إدارة عظيمة من شأنها أن ترفع جنابك لفوق لفوق لفوق، ولكن ليس لها علاقة بما سيحدث لك بعد ذلك، وأين ستستقر بعد الشلوت «المـُكن» الذى ستناله، كان الشلوت الأكبر هو ذلك الشلوت الذى ناله محمد مرسى، كان الرجل يظن أنه داهية عصره وفلتة زمانه، وكان دائمًا ما يهدد ويتوعد بأصابعه، لم يقل هذا الرجل فى أى مرة من المرات التى خطب فيها وهو يتحدث عن المستقبل كلمة «إن شاء الله» كأن الأمر معقود على مشيئة مرسى لا مشيئة رب الناس، المهم أن الشعب أعطاه الشلوت الذى لم يفق منه بل يبدو أن هذا الشلوت أصابه بحمى فى عقله جعلته يهذى من وقتها إلى الآن وهو جالس فى زنزانته يتصور نفسه حاكمًا ورئيسًا، فينفخ أوداجه ويشخط وينطر، ولم لا أليست جماعة البلهاء الأغبياء يخرجون فى مظاهراتهم بصورة هذا الرجل ويتحدثون عنه على أنه أفضل من الخلفاء الراشدين، وأروع من الصحابة، وأقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وذلك الشخص الذى يسمونه البلتاجى الذى كان يهدد ويتوعد وهو جالس فى ميدان رابعة فيقول: سيتوقف الإرهاب فى الثانية التى سيعدل فيها عبد الفتاح السيسى عن الانقلاب! دون أن يسند الأمر إلى الله فيقول مثلا: «إن شاء الله» ثم أخذ بعد ذلك يرغى ويزبد ويزايد بغباء لا مثيل له حتى تكاد تظن أن هذا الشخص عبارة عن كتلة من الغباء تم تشكيلها فى صورة رجل، هذا الرجل أعطاه الشعب شلوتًا معتبرًا أصابه بالبواسير، فترك رابعة هاربًا بعد أن كان يتحدث عن أنه سيقدم عمره فداء للإسلام، فإذا به يقدم عمر غيره فداء للإخوان وليس للإسلام، واختبأ هو خائفًا مرتعدًا فى حجرة مظلمة فى بيت تحت الإنشاء يخشى أن ينكشف ستره، ولكن الله شاء فانكشف المستور ووقع الإرهابى المذعور البلتاجى فى قبضة العدالة.

صفوت حجازى أخذ شلوتًا مختلفًا، فهذا الرجل يذكرنى بأشعب الطفيلى، دخل إلى دائرة الإخوان من أجل وليمة أراد أن يغترف منها قدر طاقته، فناله ما ناله، أما أشعب فيحكى عنه أنه كان يسير فى يوم من الأيام فى الطريق فرأى مجموعة من الرجال يسيرون جماعة، فقال فى نفسه: لاشك أنهم ذاهبون الآن إلى وليمة كبرى، فلأمشى خلفهم وأدخل معهم البيت الذى سيدخلونه وآكل معهم، وحين دخلوا إلى بناية كبيرة وجد نفسه أمام الخليفة، فأخذ يمنى نفسه بوليمة عظيمة، أليست هذه هى وليمة الخليفة! إلا أنه فجأة وجد أن الخليفة استقدم هؤلاء الناس ليضرب رءوسهم لجرائم ارتكبوها، فأراد أن يفر فسأله الخليفة: من أنت؟

قال أشعب: أنا أشعب الطفيلى وقد تطفلت على هؤلاء ظنًا منى أنهم مقدمون على وليمة، فقال له الخليفة: أنت صاحبهم فلتأخذ بعضًا من عطاياى لهم، وأمر بجلده.

صفوت حجازى الذى أطلقوا عليه «فارس الميدان» كان أول من فر من الميدان، وحين تم القبض عليه تبرأ من الجميع وظهر جبنه وخسة طبعه، رجل نفعى متسلق وصولى لا يستحق إلا الشلوت الذى أصابه من شعب مصر، وإن كان يجوز لنا وصف هذا الشخص فليس لنا أن نقول إلا أنه لسان خرج من رجل.

ويا لروعة الشلاليت التى نالها خيرت الشاطر ومحمد بديع، وكان الأروع من هذا وذاك هو الشلوت الذى أخذته جماعة الإخوان، تلك الجماعة التى ظلت تبيع الوهم للشعب عبر سنوات طويلة وتدعى أنها جماعة الله التى تريد تطبيق شريعته فإذا بالشعب يكتشف أنها قامت بتطبيق الشريعة فعلا ثم وضعتها فى ظرف فى درج مكتب محمد مرسى وكتبوا على الظرف من الخارج «ممنوع فض هذا المظروف أو استعمال ما فيه»، ولكن الشلوت المعتبر هو الشلوت الذى ناله قادة الإرهاب من الجماعة الإسلامية أمثال عاصم عبد الماجد وإخوانه الذين ظنوا أنهم خرجوا من السجن إلى القصر ولم يدر بخلدهم أنهم خرجوا من السجن إلى باب القصر ثم إلى القبر.

بعض أصدقائى نالوا شلوتًا من النوع الصعيدى أصابهم فى الوسط، فقد ظنوا أنهم سيحكمون مصر فى المستقبل فداهنوا الإخوان ونافقوهم وارتموا فى أحضانهم وخالفوا ضمائرهم ومبادئهم ومعتقداتهم من أجل دنيا يصيبونها، كان ظنهم أنهم أزكى إخواتهم وأنهم يفهمون فى السياسة كما لا يفهم غيرهم، وكانت كل الحكاية أنهم اعتبروا مصر مشروعًا تجاريًا لهم ولقمة عيش يغتنمونها لأنفسهم ووظائف للعاطلين منهم فلما قامت ثورة يونيو فقدوا شعورهم ومشاعرهم وأخذوا يصرخون دفاعًا عن لقمة عيشهم التى كانوا ينظرون لها وهى فى يد الإخوان، فكان أن نالهم الشلوت الذى لا يعرف الصاحب من العدو، فصاحبه فقط هو صاحب مصر، وعدوه فقط هو عدو مصر.

أما أوباما الأمريكى فقد نال شلوتًا من النوع المغرّى، كان يظن أن مصر لقمة سائغة فى يده يستطيع أن يشكلها كما يشاء، وحين أخذ يسير فى طريق تفريق مصر وتقسيمها وفقًا للمخطط الأمريكى المعد سلفًا منذ سنوات عديدة كان يظن أن جماعة الإخوان هى التى ستكون سنده الأكبر فى تنفيذ خطته، فقد كانت التقارير التى تصل إليه من الست «خيبتها» السفيرة الجهولة والتى كانت تمتدح فيها قوة الإخوان أكبر الأثر فى خديعته، فضلا عن جهاز المخابرات الأمريكى الفصيح الألمعى الذى عزم أمره على أن الإخوان هم سيف أمريكا فى المنطقة لشعبيتهم الطاغية وسط الجماهير!! فإذا بالشلوت الشعبى الكبير لا يطيح بالإخوان فقط وإنما يطيح بأوباما ومشروعه، انهار المشروع الأمريكى فى المنطقة لسبب وحيد هو أن شعب مصر انتبه ووجه الشلوت لأمريكا وصنائعها فى المضبوط.

آن لى الآن أن أنتهى من هذه المقالة، وحين أخذت أكتب الكلمات الأخيرة سمعت لغطًا يدور فى الشقة التى تجاور مكتبى فخرجت أستطلع الأمر فعرفت أن هناك طبيبًا ممتازًا فتح عيادة فى تلك الشقة، وحين دخلت العيادة وجدت كلاً محمد مرسى ومحمد بديع وخيرت الشاطر وصفوت حجازى والبلتاجى وأوباما يجلسون صفًا واحدًا، فتعجبت أشد العجب من هذه الصدفة الغريبة، فسبحان من جمع المتشلتين، جلس كل واحد منهم ينتظر دوره، وإذ زادت دهشتى خرجت من العيادة كى أقرأ على لافتة العيادة أى تخصص برع فيه هذا الدكتور، فوجدت اللافتة مكتوبًا فيها: الدكتور «المصرى أفندى» دكتور البواسير الكبير زمالة آلام الشرج من جامعة الشعب المصرى وخبير فى إدارة عموم الشلاليت.

■ منشق عن جماعة الإخوان