رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاتحاد من أجل المتوسط ينظم المنتدى الثانى للطاقة والمناخ فى لشبونة

جريدة الدستور

نظم الاتحاد من أجل المتوسط، الدورة الثانية من منتدى الأعمال في مجال الطاقة والمناخ بمدينة لشبونة البرتغالية، وذلك بالشراكة مع وزارة البيئة والتحول الطاقي بالبرتغال والوكالة البرتغالية للطاقة.

وأوضح الاتحاد - في بيان اليوم الخميس - أن المنتدى الذي يعقد تحت شعار (دعم السلطات المحلية في جهودها نحو التحول الطاقي)، يعمل على تعزيز الدور النشط الذي يلعبه الاتحاد في تأييد ودعم مبادرات الحوار الإقليمي والمشروعات مثل: مزرعة الطفيلة للرياح (الأردن)؛ من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة وشموليةً للمنطقة.

وأضاف أن نحو 150 ممثلًا عن السلطات المحلية، والعُمَد، وأصحاب المصلحة، والمستثمرين من القطاع الخاص، والشركات، ومقدمي الخدمات، والمؤسسات المالية الدولية والمنظمات الدولية والإقليمية العاملة في مجال الطاقة والعمل المناخي ناقشوا - خلال المنتدى - سبل تعزيز التعاون وتشجيع حلول التمويل المبتكرة والملموسة المُوجهة نحو دعم جهود السلطات المحلية في تطوير مصادر الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة والتكيف مع الإجراءات المناخية والحد منها من أجل تحقيق تحول طاقي مستدام.

وأوضح أن السلطات المحلية في الوضع الأمثل لقيادة مسيرة تخفيض الانبعاثات، وذلك من خلال قدرتها على صياغة السياسات المتعلقة بالأراضي، والمباني، والمياه، والنفايات والنقل، مشيرًا إلى أن مجالس المدن في جميع أنحاء المنطقة تتخذ مبادرات في محاولة لتعزيز الطاقة المتجددة، ومعالجة أمن الطاقة، وخفض الفواتير وتوفير فرص عمل من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في نهاية المطاف.

من جهته.. قال وزير الدولة البرتغالي للطاقة "جواو جالامبا"- خلال كلمته الافتتاحية بالمنتدى: "يجب التعامل مع عمليتي إزالة الكربون ونقل الطاقة كخطوط عمل مدفوعة في مجتمعنا ككل، لأن ذلك يمثل فرصة استراتيجية كبرى تنطوي على حشد جميع المجتمعات المحلية".

وأضاف "جالامبا": "أنه سيتم تعزيز الاتحاد من أجل المتوسط في دوره الفريد للحوار الإقليمى ومنصة النقاش على جميع المستويات، بما في ذلك الجهات الفاعلة الرئيسية والإسهام بنشاط في بناء سياسة طاقة شاملة واستباقية في البحر المتوسط، مما يضمن الوفاء بأهداف الطاقة والمناخ والالتزامات المتعلقة بهما"، منوهًا بأن هذا المؤتمر يوفر ملتقى مهمًا وضروريًا؛ لمناقشة التحديات الرئيسية التي يفرضها انتقال الطاقة خلال العقود القادمة.

وبدوره.. قال "جورجيه بوريجو"، نائب أول للأمين العام في أمانة الاتحاد: "على الرغم من أن تغير المناخ لا يزال يمثل مشكلةً عالميةً، فإنه يتم تنفيذ أفضل الاستراتيجيات لتخفيف حدة المشكلة على المستوى المحلي، حيث إنه عند معالجتها بشكل ملائم، يمكن أن تصبح تحديات الطاقة والمناخ التي تواجهها المنطقة فرصًا للعمل بالمجتمعات المحلية، كما أنها تساهم في الانتقال نحو الطاقة المستدامة".

وأضاف "بوريجو": "يجب علينا استغلال هذه الفرصة نظرًا لأن منطقة المتوسط لدينا غنية جدًا بالطاقة المتجددة الناشئة عن مصادر الرياح والطاقة الشمسية والمياه".

وأوضح الاتحاد - في البيان - أنه وفقًا لمرصد الطاقة في البحر المتوسط، فإن نصيب الفرد من الطلب على الطاقة سيزداد بنسبة 62% في دول جنوب وشرق المتوسط بحلول عام 2040 (مع اعتبار عام 2018 كمرجع).

وأشار إلى أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تشهد نموًا مكثفًا في التصنيع والسياحة، مما يفرض ضغوطًا على موارد الطاقة المتاحة، وقد حدث بالفعل تجاوز للحد الأقصى البالغ 1.5 درجة مئوية في متوسط درجة الحرارة (مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة)، والتي من المفترض ألا يتم تجاوزها وفقًا للمتفق عليه في اتفاقية باريس".

وذكر أن طاقة الرياح تعد مصدرًا واعدًا للغاية للطاقة المتجددة في البحر المتوسط، وقد جرى الاعتراف بمزرعة (الطفيلة) للرياح، وهو أول مشروع للطاقة المتجددة في الأردن كأفضل مشروع خلال المنتدى، حيث إنه يفتح آفاقًا جديدة لمشروعات الطاقة المتجددة في البحر المتوسط، ويشكل مثالًا على الشراكة الناجحة بين الحكومة والقطاع الخاص، كما أدى إلى تحقيق نمو هائل من حيث الفرص التجارية في المنطقة.

وأكد أن الطاقة الناتجة عن مزرعة الرياح في (الطفيلة) شكلت ما يقرب من 25% من الطاقة المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة في الأردن لعام 2018 وتمد 83 ألف منزل بالطاقة، فقد أصبحت جزءًا مهمًا من المجتمع المحلي، حيث إن 80% من الموظفين بها هم من المنطقة المحلية، كما أنها توفر المنح الدراسية للطلاب وتدعم الأنشطة الثقافية وتدير عيادة متنقلة.

وأوضح الاتحاد من أجل المتوسط - في ختام البيان - أنه قد تم الاعتراف بالحاجة إلى حوكمة متعددة المستويات؛ لتحقيق انتقال ناجح إلى مجتمع يقل اعتماده على الكربون في جميع أنحاء المنطقة، كما هو مذكور في خارطة الطريق الموجهة نحو العمل بشأن منظمة الاتحاد من أجل المتوسط لتعزيز التعاون الإقليمي (برشلونة - 23 يناير 2017)، والإعلان الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط بشأن الطاقة (روما - ديسمبر 2016) والذي جرت الموافقة عليه من قبل الدول الأعضاء البالغ عددها 43 دولة.

يشار إلى أن ملتقى أعمال برشلونة يمثل وفقًا للاتحاد من أجل المتوسط، علامة فارقة في الأنشطة المتعلقة بالطاقة التابعة للاتحاد من خلال السعي لحشد استثمارات القطاع الخاص في قطاع الطاقة المتجددة وعرض حلول مبتكرة في المنطقة.