رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تؤدي البرامج والمسلسلات التلفزيونية الرمضانية إلى هلع الأطفال

جريدة الدستور

تكثر في هذا الشهر الفضيل البرامج وكذلك مسلسلات رمضان، فتجتمع العائلة حول التلفزيون، ولكن ماذا يحدث عندما يجلس الطفل وحده لمشاهدة مسلسلات رمضان، خاصة إذا كان فى المرحلة ما بين السادسة والثانية عشر.

يقول خبير التنمية البشرية أحمد المصري، إن الطفل في تلك المرحلة يكون مصغيا للأحداث بكل حواسه، كما باقي أفراد العائلة، الفرق بينه وبينهم أنه لا يملك القدرة على التحليل، فحسب نظرية فرويد ونظرية علم النفس السلوكي، أن الطفل يتعلم من خلال ما يحدث معه في بيئته ومن خلال العقاب والثواب.

لذلك فإن عملية المشاهدة هذه تشكل بلورة لشخصية الطفل، خاصة وأن المسلسلات والبرامج التلفزيونية هي نوع من أنواع الثقافة العامة.

وفي مسلسلات رمضان وبشكل عام، يكون البطل عادة صاحب شخصية أحادية الطبع والطابع، فهو ظالم أو مظلوم، الجلاد أو الضحية، طيب أو شرير، مسير أو مخير، لذلك أوضح "المصري" أن هذا التقسيم الحاد يجعل الطفل المشاهد يقسم العالم إلى قسمين ولا يحكم على التصرف نفسه بل يتعامل مع أي تصرف يمارسه البطل باعتبار أنه تصرف صحيح، حتى لو كان التصرف عنيفا أو منافيا للأخلاق، فيكون البطل على حق دائما، خاصة عند الانتقام من أعدائه.

وينظر الطفل إلى هذه التصرفات بنظره عامة شمولية تخلو من التحليل والفهم، فيصبح كل تصرف يقوم به البطل محل تقدير وإعجاب، وبالتالي يتبنى الطفل هذا التصرف الذي حظي بالمصداقية وتمت شرعنته.

المشاهد العنيفة خلال المسلسل تؤدي إلى ردود فعل مختلفة، منها:

-الشعور بالهلع والخوف والإنطواء عند بعض الأطفال.
-عدم التعاطف مع الاخرين لأن البطل يمارس العنف وهو يضحك ولا يهتم بمشاعر الطرف الذي يتعرض للعنف.
-تعزيز الفكر السائد بأن العنف هو القوة.

وعن مقاطع وبرامج الكاميرا الخفية أكد خبير التنمية البشرية والتي يكون بعضها عبارة عن لقطات تعرض معاناة شخص بعد تعرضه لحادث معين ويكون هذا مصحوبا بالضحك، فهذه المقاطع فيها بلبلة كبيرة بالنسبة للطفل.

فمن جهة يرى الألم ومن جهة أخرى يرى ضحك الآخرين على المعاناة. وهذا يجعل الطفل وخاصة في سن الطفولة المبكرة يعتقد أن الألم مربوط بالبكاء أو الصراخ، وهكذا تخلق هذه البرامج بلبلة وتشوشا عاطفيين لدى الطفل.