رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسئول مبادرات الصحة العامة: فحصنا 50 مليون مواطن من فيروس «سى»

جريدة الدستور

- محمد حسانى كشف أن الحملة تكلفت 260 مليون دولار نصفها للعلاج والآخر للفحوصات المعملية

قال الدكتور محمد حسانى، مساعد وزير الصحة لمبادرات الصحة العامة، إن مبادرة الكشف عن فيروس سى والأمراض غير السارية نجحت بالفعل فى فحص نحو 50 مليون مواطن وكشفت إصابة نحو 2.2 مليون منهم بالفيروس، مشيرًا إلى أن حوالى 850 ألف مريض منهم تلقوا بالفعل الجرعة الأولى من بروتوكول العلاج الذى يستمر 6 أشهر.

وكشف «حسانى»، فى حواره مع «الدستور»، عن أن الأيام المقبلة ستشهد توفير أول دواء مصرى للمنتكسين من علاج فيروس «سى» الذين تصل نسبتهم إلى نحو 5% من متلقى العلاج، مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه باستمرار فحص طلاب الصفين الأول الإعدادى والأول الجامعى لمدة 5 سنوات مقبلة مع فحص ضيوف مصر من الوافدين من أجل ضمان القضاء على الفيروس.
وذكر أن أول يوليو المقبل سيشهد إطلاق مبادرة جديدة لـ«صحة المرأة» تتضمن الكشف عن سرطان الثدى والرحم وهشاشة العظام لدى السيدات أكثر من 40 عامًا، موضحًا أن هذه المبادرة ستستفيد من قواعد البيانات التى وفرتها مبادرة «100 مليون صحة» فى الفترة الماضية.

■ بداية.. شهدت الفترة الماضية إطلاق عدد من المبادرات الرئاسية فى مجال تحسين الصحة العامة للمواطنين كانت أشهرها مبادرة «100 مليون صحة» فكيف تقيمين هذه الحملة بعد انتهاء فعالياتها؟
- حملة «100 مليون صحة» سميت بهذا الاسم لتعكس رغبة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى توفير حياة صحية لـ100 مليون مواطن مصرى، من خلال القضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية.
وترجع أهميتها إلى استهداف القضاء على فيروس سى بعد ما أصبحت مصر الدولة الأولى عالميًا فى الإصابة بهذا المرض، وبدأت المبادرة فى أكتوبر الماضى ونفذت على 3 مراحل وشهدت مسح المواطنين ابتداء من سن 18 عامًا، وكانت تستهدف 52 مليون مواطن داخل 27 محافظة، وانتهت فعالياتها نظريًا بنهاية أبريل الماضى وشهدت فحص 50 مليون مواطن حتى الآن.
وعقب انتهاء المبادرة أصبحت مصر مثلًا ونموذجا يحتذى به فى علاج المواطنين بعد نجاحها فى إجراء أكبر مسح طبى على مستوى العالم للكشف عن فيروس سى والأمراض غير السارية مثل السمنة والضغط والسكرى.
■ كم عدد مصابى فيروس سى الذين تم اكتشافهم فى إطار الحملة؟
- تم اكتشاف نحو 2.2 مليون مصاب بفيروس سى، ومنهم 850 ألف مواطن تسلموا بالفعل الجرعة الأولى من العلاج، فى إطار المبادرة التى اهتمت بالفحص وتوفير العلاج للمصابين بالمجان داخل كل مراكز العلاج، مع إجراء المتابعات للمواطنين الذين ثبتت إصابتهم بالأمراض غير السارية مثل الضغط والسكرى كل 3 أشهر.
■ كم عدد المراكز العاملة على تقديم العلاج للمصابين؟
- عدد المراكز زاد إلى 250 مركزًا ووحدة فى جميع المحافظات بدلًا من 103 فى الماضى، أى أنها زادت بأكثر من الضعف خلال أشهر قليلة، وكلها تقدم الخدمات لمرضى فيروس سى.
■ كم عدد الطلاب الذين تم فحصهم فى إطار المبادرة؟
- مبادرة مسح طلاب المدارس بدأت بعد شهر واحد من انطلاق مبادرة «100 مليون صحة» للكبار، وشهدت فحص نحو 3.2 مليون طالب فى المرحلة الثانوية وكشفت عن إصابة نحو 12 ألفًا منهم بفيروس سى، كما شهدت فحص نحو 3 مليون طالب من بين طلبة المرحلة الإعدادية، واكتشاف إصابة 5 آلاف منهم بالفيروس.
ولدينا حاليًا توجيهات رئاسية باستمرار المبادرة لمدة 5 سنوات فى الكشف على طلاب الصفين الأول الإعدادى والأول الجامعى، لمنع انتشار الفيروس والقضاء عليه نهائيًا.
■ ماذا عن حملة فحص طلاب المدارس لكشف عن أمراض الأنيميا والتقزم؟
- فحصنا نحو 11.5 مليون طالب داخل المدارس ونتابع حاليًا داخل المراكز التابعة لهيئة التأمين الصحى جميع الأطفال الذين تكتشف إصابتهم.
■ ما أبرز التحديات التى واجهتها وزارة الصحة أثناء تنفيذ مبادرة «100 مليون صحة»؟
- واجهنا عددًا من التحديات تمثل أولها فى الإقبال غير المتوقع من المواطنين على مراكز الكشف التى بلغ عددها نحو 6 آلاف نقطة على مستوى الجمهورية، ما تسبب فى تعطل شبكة الاتصالات بالحملة خاصة فى البدايات تحت إطار الضغط الشديد.
لكننا نجحنا بعد ذلك فى حل هذه المشكلات عبر التعاون مع وزارتى الاتصالات والتخطيط والتغلب على الزحام بزيادة ساعات العمل التى أصبحت تستمر من 9 صباحًا وحتى الواحدة ليلًا، مع زيادة عدد الفرق المتنقلة.
■ هل أثرت هذه التحديات على تعاون المواطنين مع القائمين على الحملة؟
- لا، فالمواطن المصرى أصبح لدية وعى وأدرك أن الدولة تستهدف علاج المصابين بالفيروس مجانا وأنها تتابع بشكل دورى حالة مرضى التليف عبر إطباء الكبد، كما أدرك أنها تستهدف فعلًا تقديم المساعدة إلى المصابين بالأمراض غير السارية وطلبة المدارس وأنها توفر لهم بروتوكولات علاج تتوافق مع حالتهم الصحية.
■ كيف تتعاملون مع الذين يعانون من انتكاس الحالة بعد تطبيق بروتوكولات العلاج السابقة؟
- خلال أيام قليلة سيكون لدينا أول علاج مصرى مسجل لعلاج المنتكسين من فيروس سى بأمان، والتى نتجت عن كون بعض الأدوية لا تناسب عدد من المرضى خاصة الذين يعانون من التليف أو من وجود مشكلات فى الكلى، ما جعلهم بحاجة إلى أنواع جديدة من الأدوية تتناسب مع حالتهم.
■ متى تبدأ حالات الانتكاس فى الظهور؟
- الانتكاس يظهر عادة خلال 6 أشهر من تلقى أول جرعات العلاج، خاصة أن الكورس الواحد يستمر لمدة 3 أشهر ثم يليه كورس جديد لـ3 أشهر أخرى، وبعدها يمكن قياس مدى تطور الحالة.
وعمومًا نسبة المنتكسين من بين متلقى العلاج لا تزيد على 5% ما يعنى أن بروتوكولات العلاج الجديدة قادرة على شفاء نحو 95% من المرضى.
■ كم بلغت تكلفة مبادرة «100 مليون صحة» حتى الآن؟
- تكلفة المبادرة ككل بلغت260 مليون دولار، منهم 130 مليونًا للعلاج و130 مليونًا للفحوصات المعملية.
■ وجه الرئيس منذ أسابيع بفحص الوافدين من الدول الأجنبية.. فكم عدد من جرى فحصهم من ضيوف مصر حتى الآن؟
- الفترة الماضية شهدت فحص نحو 30 ألف وافد من جنسيات مختلفة أغلبهم سوريون وسودانيون وفلسطينيون، ومن بينهم 10 آلاف لاجئ.
مبادرة علاج الوافدين هى مبادرة رائدة على مستوى العالم، لذا استحقت الإشادة من قبل المنظمات العالمية والحقوقية، وفكرتها ترجع لوجود عدد كبير من الأجانب من جنسيات مختلفة يحيون على أرض مصر وربما يكون بعضهم مصابا بفيروس سى ما يعنى إمكانية عودة الفيروس للانتشار من جديد، لذا فهى خطوة عملاقة، خاصة أنها لا تستهدف فقط الكشف عنهم وإنما علاجهم أيضًا.
■ كيف تتعاملون مع الأجنبى الذى يثبت إصابته بالفيروس؟
- من ثبتت إصابتهم كانوا حوالى 300 مصاب من كبار السن ونحو 19 طفلًا، ويتم علاجهم مثل المصريين تمامًا، ويجرى تحويلهم إلى مراكز للعلاج بالمجان.
■ الرئيس وجه أيضًا بعلاج مليون إفريقى من الفيروس.. فكيف تستعد الوزارة لتنفيذ هذه المبادرة؟
- مصر دولة إفريقية رائدة ولها دور كبير داخل القارة، خاصة بعدما تولت رئاسة الاتحاد الإفريقى، والمبادرة تستهدف حتى الآن توفير العلاج لمصابى فيروس سى فى 14 دولة إفريقية مع توفير الكوادر الطبية والفحوصات المعملية المطلوبة فى إطار تنفيذها.
وبالفعل نظمت مصر زيارات لـ5 دول إفريقية منهم الصومال والسودان وإثيوبيا لدراسة إمكانيات كل دولة والمستهدف بها ووضع نظام عمل أو «سيستم» خاص للعمل بها، خاصة أن معظم الدول الإفريقية لا تملك معلومات عن الإصابات لديها، وتختلف كل واحدة منها عن الأخرى من حيث عدد السكان ونسب الإصابة وتوافر أجهزة الفحص.
■ كما تبلغ تكلفة هذه المبادرة ومن يتحملها؟
- بالتأكيد لا تستطيع مصر تحمل تكاليف المبادرة فى 14 دولة إفريقية، لذا ننسق حاليا مع منظمة الصحة العالمية لتوفير مصادر التمويل والأجهزة اللازمة لمساعدة هذه الدول.
ورغم ذلك لا يزال دور مصر محورى، لأنها ستتكفل بتوفير الخبرات البشرية والمعملية وتدريب الكوادر فى هذه الدول وبناء خطة صالحة لتنفيذ الحملة فى كل دولة وفقًا لاحتياجاتها.
■ متى سيبدأ تنفيذ المبادرة على أرض الواقع وفى أى الدول؟
- المبادرة ستبدأ على أرض الواقع بعد أسبوع من الآن فى دولة تشاد التى طلبت أن تشارك مصر فى خطتها لمكافحة الفيروس بخبراتها وأدويتها، ومن المقرر أن تستمر رحلة الفريق الطبى المصرى إليها لمدة أسبوعين من أجل تدشين نظام لفحص المواطنين عن طريق أرقام تعريفية لكل مواطن وفق نظام عمل يختلف عن الذى تم استخدامه فى مصر، مع تدريب بعض الأطقم الطبية هناك على طريقة عمل المبادرة ومتابعتهم كل 3 أشهر.
■ ماذا عن مبادرة الكشف عن مرض سرطان الثدى؟
- الكشف عن سرطان الثدى هو جزء من مبادرة «صحة المرأة» المقرر أن تبدأ مطلع يوليو المقبل، وستشمل إجراء عدد من الفحوصات على السيدات من بينها فحص سرطان الثدى وسرطان الرحم وهشاشة العظام، وعلاجهن مازلنا نستعد لها بوضع نظام للكشف وتقسيم للمراحل والمحافظات على غرار حملة «100 مليون صحة».
وهذه المبادرة تستهدف فحص السيدات من سن 40 عامًا فما فوق داخل الوحدات والمراكز الصحية، كما تستهدف توعية وتعريف السيدات بين 18 و40 عامًا بكيفية إجراء الفحص المبدئى والدورى للكشف المبكر عن أورام الثدى، مع الاستفادة من شبكة المعلومات التى وفرتها مبادرة «100 مليون صحة».