رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو.. مروة قناوي تروي تفاصيل رجوع حق يوسف في ذكراه (حوار)

جريدة الدستور

- ـحملة "لا لضرب النار في الأفراح "ستجتاح محافظات مصر .. وانتظر محاكمة عادلة للمتهمين
- تواصلت مع الرئاسة ومجلس النواب للحصول علي حق يوسف .. وأنيسة حسونة ومحمد فؤاد وعدوني بتغليظ العقوبة .
- يوسف كان حلمه غرفة لوحده في الشقة .. فحصل عليها في الجنة .
- كان عاشقا للأهلي ومحمد صلاح .. وشهر رمضان مالوش طعم من غيره .
- أنا مش بطلة.. يوسف هو بطل الحكاية .. وحشني أوي .. وبتمني يكون راضي عني .




سيطرت على مروة قناوي، والدة الطفل يوسف العربي، الذي راح ضحية ضرب النار بأحد أفراح مدينة ٦ أكتوبر منذ عامين دون أن يتجاوز عامه الثالث عشر، حالة من الفرحة والسعادة، بعدما قام باقي المتهمين بتسليم أنفسهم للسلطات الأمنية خلال الساعات القليلة الماضية، وامتدت تلك الفرحة إلى أصدقائها وأقاربها ومتابعي القضية على مدار العامين الماضيين وخاصة قبل أيام قليلة من حلول ذكرى وفاته.

"لا يضيع حق وراءه مُطالب" علي درب هذه الجملة الشهيرة قررت الأم الثكلى الدخول في إضراب كلي عن الطعام كمحاولة منها لتنفيذ حكم المحكمة الذي صدر بالحبس 7 سنوات للمتهمين الأربعة بالقضية.

45 يوما قضتها مروة قناوي بأمعاء خاوية مضربةً عن الطعام، حتى استقبلت خبر قيام المتهمين بتسليم أنفسهم للأمن، بصدر رحب وبسعادة كبيرة، في انتظار تحديد موعد لجلسة محاكمة المتهمين.

تلتقي "الدستور" مع والدة الطفل يوسف، داخل شقة أصبحت أشبه بمتحف صغير يجمع كل متعلقاته الشخصية وصوره، للوقوف على تفاصيل القضية.

- في البداية صفي لنا إحساسك بعد خبر تسليم باقي المتهمين أنفسهم لقوات الأمن؟
إحساس ميتوصفش طبعا، ولحظة منتظراها منذ عامين مريت خلالهم بأسوأ وأصعب لحظات ممكن أي أم تعيشها في الدنيا، شعرت بفرحة يوسف، وخلال فترة الإضراب عن الطعام مريت بلحظات ضعف كشعور إنساني طبيعي، ولكن دايما صورته كانت بتظهرلي وتفكرني بحقه وتقويني على مواصلة المشوار.

- ماهو مصير إضرابك عن الطعام بعد تسليم المتهمين لأنفسهم؟
قررت بعد التأكد من خبر القبض عليهم، وقف الإضراب احتفالا بهذا الانتصار حتى وان كان صغيرا، بجانب تعرضي لمضاعفات صحية عديدة خلال شهر ونصف مدة إضرابي عن الطعام.

- كيف جاءت لك فكرة الإضراب ؟
ده كان أول إضراب عن الطعام مالوش علاقة خالص بالسياسة، اللي متعارف فيها النوعية دي من الإضرابات، وقررت الدخول في إضراب بدلا من تنفيذ وقفة احتجاجية ودخولي في مشاكل أنا في غني عنها وأيضا حفاظا علي الأشخاص المتضامنين معي في قضيتي العادلة.

- هل تم التواصل مع أجهزة الدولة خلال الفترة الماضية؟
بالفعل، تم التواصل مع الرئاسة في بداية الأمر، لأنه كانت هناك شكوك في واقعة قتل يوسف، وأنه عمل إرهابي، وأعقبها التواصل مع الأجهزة الأمنية اللي هاتفوني خلال الفترة الأخيرة وقدموا لي واجب العزاء ووعدوني بالقبض على باقي المتهمين وهو ماحدث بالفعل.

- ما حكاية القانون الذي يحاول مجلس الشعب إقراره تضامنا مع قضية يوسف؟
أنا بالفعل عايزة أشكر الدكتور محمد فؤاد عضو مجلس الشعب، والأستاذة أنيسة حسونة على مساندتهم الكبيرة لقضيتي واهتمامهم البالغ بمتابعتها، وتقدمهم بطلب إحاطة لوزير الداخلية لسرعة القبض علي المتهمين بقتل يوسف وأيضا تقديمهم مشروع قانون في مجلس الشعب بتغليظ العقوبة علي ضرب النار في الأفراح والمناسبات.

- عودة للوراء قليلا، حدثينا عن يوسف وذكرياته معكِ خاصة في شهر رمضان؟
يوسف كان ابني وأخويا وصديقي، كان مالي عليا الدنيا فرحة وسعادة وكنت باصطحبه معايا في معظم خروجاتي لأنه كان محبوب جدا من كل أصدقائي وروحه كانت جميلة وهادئ، وبيحب يساعد أي شخص رغم صغر سنه، شهر رمضان مع يوسف مختلف تماما، وإن كان إنه بيحمل ذكرى وفاته لأنه توفي خلال الشهر الكريم، كان أول حاجة بيعملها إنه يحضر زينة رمضان ويصممها بنفسه وبيحب الأغاني الرمضانية جدا ويفضل يغنيها على السفرة قبل الفطار، وكنا دايما نقضي شهر رمضان بصورة مختلفة جدا عن باقي الأسر المصرية، وبعد رحيله اصبح شهر رمضان بالنسبة لي يحمل ذكري وفاته فقط.

- ماهي تفاصيل اخر جلسة جمعتكم قبل وفاته ؟
يوسف كان حلمه يكون له غرفة مستقلة عن باقي المنزل عشان يعلق داخلها إعلام الأهلي ويرسم علي جدرانها صور الـ 74 شهيدا، وكان ده اخر طلب طلبه مني قبل وفاته، فربنا أراد انه يكون له غرفة في الجنة بدل من له وان يذهب لاملاقاة شهداء الأهلي ويصبح هو نفسه جزءمن صورهم المرسومة علي الجدران.

- ماهي حكاية المدرسة التي أطلق عليها اسمه؟
عقب وفاته بشهور قليلة قام زملاؤه بالمدرسة بجمع مبلغ مالي للتبرع به لإحدى الجمعيات الخيرية على روح يوسف، ومن الأدوار التي تقوم بها هذه الجمعية هو إنشاء مدارس جديدة ونشر التعليم في المناطق المحرومة منه، وفجأة حدثني أحد القائمين على هذه الجمعية بأنهم اتخذوا قرار بتسمية مدرسة حديثة بمحافظة الفيوم بأسم " يوسف العربي" وهي نفس المحافظة الذي ينتمي إليه قتلة يوسف، وكأن القدر يحمل رسالة لهم تذكرهم دائما به.

- ماهو تعليقك على وصفك خلال الفترة الأخيرة بالأم البطلة؟
أنا مش بطلة، أنا مجرد أم عادية حاربت طوال عامين لاسترجاع حق ابنها، واللي هو أغلي حاجة عندها، لو فيه حد بطل للحكاية فهو يوسف، يوسف كان في غيبوبة 12 يوما وكان بيحاول يبتسم ويطمني، كان بيهون عليا لحظة وداعه ليا، "يوسف" صلى عليه المسلم والمسيحي، وعقب وفاته زارني وفد من الكنيسة في منزلي وطلبوا مني الصلاة عليه داخل المنزل وهو ما وافقت عليه فورا.

- هل حدث أي تواصل بينك وبين أهالي المتهمين؟
لم يحدث مُطلقا أي تواصل بيني وبينهم من أي نوع، وخاصة إن والد أحد المتهمين الذي كان عضوا سابقا بمجلس الشعب قبل أن يتوفاه الله انكر الواقعة وقال بالحرف: "الفرح ده تحديدا ما انضربش فيه بومبة". ولذلك لم يحدث تواصل إطلاقا لأنهم بينكروا الواقعة على طول الخط رغم إنها متصورة صوت وصورة.

- ماهي خطواتك خلال المرحلة القادمة؟
أنا مكملة في قضيتي حتى عودة حق يوسف بالكامل، ولقد بدأت بالفعل دورات تثقيفية أقوم بها عبر المدارس لتصميم كراسات تحمل صورة يوسف صممها زملاؤه لتوعية الطلبة بمخاطر ضرب النار في المناسبات، وأعمل على تدشين حملة تحت شعار «لا لضرب النار في الأفراح»، وهي الحملة التي ستطوف جميع محافظات مصر وقد تمتد للبلدان العربية للقضاء على هذه العادة السيئة والتي ستكون وفاة يوسف هي أيقونتها إن شاء الله.