رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشغل مش عيب.. "منة" تتحدى الظروف وتبيع غزل البنات بعزبة النخل (صور)

جريدة الدستور

قررت "منة" أن تتخلى عن الكثير من مظاهر الترف لضمان حياة كريمة ومستقبل أفضل لأبنائها، تحدت في سبيل ذلك الجميع، وتركت مهنة التدريس التي كانت تعمل بها، وقررت أن تقف في أحد شوارع منطقة عزبة النخل لتبيع غزل البنات.

تقول "منة" الأم لطفلين، لـ"الدستور": كنت أعمل بمهنة التدريس، وككل المدرسين كنت أتكسب من الدروس الخصوصية لأن راتبي كان ضعيف ولا يكفي احتياجاتي، ولكن صدر قرار بأن المادة التي أدرسها لا تضاف للمجموع، الأمر الذي جعل الطلاب غير مهتمين بالمادة الدراسية، وبالتالي فقدت جزء كبير من دخلي.

وتتابع: بعدها وقفت حائرة فراتبي لا يكفيني أنا فقط، فما بال صغاري، بعدها قررت العمل في إحدى الشركات الخاصة، وهنا واجهتني عقبة أخرى فساعات العمل أكثر من 9 ساعات ونصف الراتب يذهب في المواصلات والطعام، ولا أستطيع أيضا توفير نفقات أطفالي البسيطة، فبدأ اليأس يدخل قلبي والحياة تضيق بي، فمن سيتولى هؤلاء الصبية ومن سيراعيهم.

كنت شاردة الذهن، ولا أعرف كيف وبماذا سأربي صغاري، ومن همي شعرت بحزن شديد تجاههما فقررت الترويح عنهما بفسحة بالشارع نتمشى قليلا سويا، وأثناء سيرنا، طلبا مني شراء غزل البنات، فتوجهت للبائع وقمت بشراء الحلوى لهم وهنا خطرت على بالي الفكرة لماذا لا أبيع غزل البنات أنا أيضا.

بدأت أسأل البائع عن كيفية تصنيع تلك الحلوى، وهل تحتاج مجهود، ومن أين أشتري السيارة والأجهزة الخاصة بصنعها، وللأمانة كان هو لطيف معي جدا وجاوب على جميع استفساراتي ومن هنا خدت قراري.

وجدت رفض من الأهل بشكل جازم، فهم يرون أنني جامعية وأحمل شهادة فكيف أصبح بائعة في الشارع، ولكنني صممت على ما عزمت عليه فرضخوا لإرادتي.

توجهت لمنطقة حارة النحاسين بباب الشعرية ونفذت تصميم السيارة وحددت المكان بشارع بعزبة النخل، وها أنا أقف الآن فيه، والحمد لله الآمر على ما يرام.