افتتح بعد قناة السويس بـ 10 سنوات.. "عم عبداللطيف" يروي حكاية أقدم محل عطارة في الغورية

رائحة كمون وشطة وروائح عديدة تداعب أنفك، مكان ذو طابع قديم يتلاعب بذكرياتك بمجرد رؤيتك لكل علبة زجاجية وأرفف ممتلئة بمواد متشابهة، وأوراق تذكرك بجدودك.

"عم عبداللطيف"
عم عبد اللطيف حراز صاحب الـ 75 سنة بوجه ضاحك ومبتسم دائمًا جالسًا في وسط دكانه في حي الغورية وتحديدًا في شارع تحت الربع يتحدث عن تاريخ المكان قائلًا إن المكان له تاريخ يمتد منذ أن أنشأه جده الكبير محمد عبدالرحمن حراز سنة 1885:" بعد افتتاح قناة السويس بعشر سنين، ولسه زي ماهو حاجة من ريحة زمان أبًا عن جد".

بدأت عيناه تزوغ كإنها في الماضي متحدثًا عن ذكرياته مع المحل وتحديدًا في عمر الـ12 مع والده " الخبرة بدأت تزيد يوم عن يوم وتكبر معايا" التحق بكلية الزارعة بعد الثانوية العام لتأتي اليه فرصة شراء مزرعة في النوبارية بأعشابها ونباتاتها الطبية التي تضم نباتات نادرة" مابقتش بتتزرع كتير وساعدتني في مجال العلاج بالأعشاب وخبرتي بقت كبيرة فيه".

تنجح تلك الأعشاب فيه علاج أمراض كثيرة والتي لم يتردد في ذكرها:" الكمون مثلًا مفيد جدًا فى التخسيس وطرد الغازات، والزعفران يستخدم في العلاج النفسى والتوتر ومقويا عاما، وكذلك لعلاج الضغط، ونبات المورينجا يحتوى على 45 حامضا أمينيا ويستخدم مقويا للقلب والشرايين وضغط الدم وعلاج السكر والتهاب الكبد والكلى، أما الخردل الأبيض فزيته يستخدم لعلاج الشعر والجلد والشرايين".

وعن مستقبل مهنته وهل من الممكن أن تختفي رد قائلًا: "مستحيل المهنة تختفي يا فندم، دي مهنة عايشة على الفقير وهو عايش بيها وطول مافيه فقير احنا موجودين".

وعن الأسعار:" فيه كل حاجة العنبر الأشهبى، الجرام الواحد منه بـ240 جنيها والتوابل العادية زى الشطة والكمون، ودى بنبيع منها بنص جنيه".

وعن رمضان وحالة البيع والشراء:" رمضان له نكهة خاصة؛ ستات البيوت بيشتروا كتير اوي من التوابل علشان الأكل يبقى له طعم".