رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي عطا في ملتقى الرواية: "حافة الكوثر" ليست تحولا عن الشعر

 حافة الكوثر
"حافة الكوثر

قال الشاعر والروائي علي عطا إنه لا يعتبر كتابته رواية "حافة الكوثر" تحولا من كتابة الشعر إلى لون أدبي مختلف وإنما هي تجلي فني للموهبة اتخذ شكل الرواية.

وأضاف عطا في شهادته التي قدمها في إطار مشاركته بملتقى الرواية العربية المقامة فعالياته بالقاهرة: "لا أعتبره تحولًا، وأرى أن من الطبيعي أن يكتب شاعرٌ روايةً أو مسرحية، أو مجموعة قصصية، أو حتى يؤلف مقطوعات موسيقية، أو يرسم لوحات تشكيلية، والأمثلة على هذا كثيرة جدا، أمس واليوم، وفي الشرق والغرب".

وأوضح أنه "لم يعد مستساغًا، من وجهة نظري، أن يقال عن شاعر كتبَ روايةً، أنه تحول عن الشعر، حتى في ظل انتشار مقولة "زمن الرواية"، وانتعاش سوق الرواية، في مقابل انحسار نسبي في جمهور الشعر على مستوى العالم.. الأمر لا يتعلق بحِرفةٍ كسَدت، فيصبح محتمًا البحث عن غيرها..الكتابة الأدبية، تحركها الموهبة أساسًا، حتى في ظل انتشار ورش الكتابة التي لا أشكك في أهميتها..فإذا حركتني نحو الشعر، حتما سأستجيب".

وتابع:"بدأت عقب صدور ديواني الثالث "تمارين لاصطياد فريسة"، كتابة ديوان رابع، وأتمنى أن يكتمل قريبا، وأن أعيش حتى أكتب غيره، أو أن أكمل كتابة روايتي الثانية التي اخترت لها عنوان "عزبة عقل".

وأشار عطا إلى أنه يفضل وصف الشاعر، على وصف الروائي، معللا ذلك "بما أن الشعر سبق الرواية، وبما أن الشعر أصعب، ويمكنه أن يتخلل في ثنايا النثر، فيجعله نثرًا مميزًا، وقابلًا للقراءة والتأثير، في زمننا والأزمان المقبلة".

ولفت إلى انه كتب "حافة الكوثر" دون أن يكون في ذهنه تناول موضوع جديد بأدوات ولغة تخصني، ملمحا أنه "إن كان ذلك قد تحقق فهو أمر يسعدني بالتأكيد".

وحول روايته "حافة الكوثر" وتجربته في تأليفها، قال عطا "كتبت تحت وطأة شعور حاد بالاكتئاب. نظرت حولي فرأيتني أتعذب وحدي، ورأيت غيري من المكتئبين يتعذبون أيضا في صمت. قيل أكتب لتتجاوز محنتك، فكتبت".

وعن إهداء الرواية، أكد عطا أن شخصية "الطاهر يعقوب" التي لعبت الدور الأساسي في تحفيز "حسين عبد الحميد" بطل "حافة "الكوثر" على الكتابة، هي شخصية حقيقية من لحم ودم، لصديق له، اهتم بأمره، قائلا:"لهذا أجد أنه كان لزاما أن أهدي إليه هذا العمل، لولا أنه طلب مني عدم ذكر اسمه الحقيقي، ومن هنا أهديت الرواية إلى الحفيدين "آدم" و"جنى"، لأنهما يبشران بمستقبل لا أشك في أنه سيكون أفضل من وقتنا الراهن، وكذلك إلى "أهل الكوثر"، من المرضى النفسيين، والكوثر هنا هو فضاء أوسع من مجرد مصحة لعلاج الأمراض النفسية".

وأشار على عطا إلى أنه كتب روايته بمنطق الرغبة في الانتصار، موضحا: "مثلي لا يملك ترف الاستسلام للهزيمة.. وهو ما ينطبق كذلك على الشخصية المحورية في العمل؛ شخصية الصحفي والشاعر "حسين عبد الحميد".

كما أكد عطا انه "ليس منطقيا أن نقول بهكذا يقين أن حياتي تشبه كثيرا حياة بطل "حافة الكوثر".. أن يكون هو في مثل عمري ويعمل صحافيا ويكتب الشعر، إلى غير ذلك من أوجه الشبه بيننا، لا يعني أننا شخص واحد. لا توجد كتابة تطابق الواقع. لكن هناك واقعا يمكن أن نكتبه مستعينين بالتخييل".

وأضاف "استفدت في كتابتي لهذه الرواية مِن سيرتي الذاتية، لكنني أؤمن وكما جاء في العمل نفسه على لسان بطله حسين عبد الحميد بأن السيرة الذاتية لا يمكن أن تكون عنوانا للحقيقة.. حين نشرع في الكتابة، فإننا نصنع ما يمكن أن يسمى الحقيقة الفنية".

وقال:"اقتحمتني الرغبة في كتابة رواية "حافة الكوثر"، بعد أن أدركت أن القصيدة لا يمكنها في حالتي استيعاب تلك التجربة التي يمكن تلمس شذرات منها في دواويني الثلاثة: "على سبيل التمويه، "ظهرها إلى الحائط"، و"تمارين لاصطياد فريسة".

وخلص في شهادته إلى أنه يمكن القول إن التجربة المتكئة أصلا على أيام قضاها السارد في مصحة لعلاج الأمراض النفسية، لم يكن من المناسب أن تستوعب القصيدة زخمها وتفاصيلها التي تستدعي التنقل بين أزمنة وأماكن عدة وسط شخصيات متخيلة وأخرى لها ظلال في الواقع، ومن هنا جاءت الرواية.

وفي ختام شهادته، قال عطا إن في نيته أن تكون "حافة الكوثر" عمل أول في ثلاثية روائية، وإنه يخطط لإنهاء الرواية الثانية في هذا المشروع قبل أن ينقضي عام 2019، كما أن هناك ديوان لم يكتمل بعد.

وانطلق، يوم السبت الماضي، بالمجلس الأعلى للثقافة الملتقى الدولي السابع للرواية العربية، بمشاركة أكثر من 250 ناقدًا وروائيًا من مصر، وعشرين دولة عربية وبعض الدول الأوروبية.

واختارت اللجنة العليا المنظمة للملتقى برئاسة الدكتور جابر عصفور؛ موضوع: "الرواية العربية في عصر المعلومات" ليكون عنوان الدورة السابعة كما قررت اللجنة أن تحمل الدورة اسم الروائي السوداني الطيب صالح؛ ويتناول الملتقى عددًا من الإشكاليات المتعلقة بفن الرواية العربية من خلال عدد من المحاور الرئيسية؛ والتي تناقش على مدار أيام الملتقى منها: التقدم المذهل في علوم الاتصالات والرواية، وتحول أدوات الاتصال إلى مادة روائية، وتأثير البنية المعلوماتية على البناء الروائي، والرواية وتداخل الأنواع، وملامح التجريب في الرواية العربية الحديثة والرواية التفاعلية، والرواية العربية في عصر الصورة "رواية الجرافيك"، ومستقبل السرد، وتأثير وسائط الاتصال الحديثة على رواية الخيال العلمي والفانتازيا.