رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"خليك خفيف".. دراسة: الذهاب والعودة من العمل سيرًا يجنّب الإصابة بأمراض «قعدة المكاتب»

جريدة الدستور

ذكرت دراسة أجرتها الكلية الأمريكية لأمراض القلب، ونشرتها مجلتها العلمية، أن المشى من وإلى العمل يوميًا يزيل الآثار السلبية الهائلة للجلوس على المكتب لفترات طويلة.
و أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلًا فى الجلوس على المكاتب قد يدفعون ثمن ذلك عبر زيادة مخاطر تعرضهم لأمراض القلب وأزمات أخرى قد تؤدى للوفاة.
قالت الدراسة، التى أجريت على نحو ١٥٠ ألف شخص تبدأ أعمارهم من ٤٥ عامًا لما فوق، إن أغلب من أصيبوا منهم بأمراض القلب أو السرطان كانوا يعملون فى مهن ترغمهم على الجلوس على المكاتب.
وكشفت عن أنه على مدار ٩ سنوات توفى نحو ٨٧٠٠ مشارك فى الدراسة، بينهم ١٦٠٠ بسبب أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
وأشارت إلى أنه «يمكنك تجنب هذه العواقب عن طريق المشى أو التمرينات حال استطاعتك إجرائها، لأن خطر الوفاة يهدد الأشخاص الذين يجلسون فترات طويلة يوميًا».
وأضافت: «الباحثون تأكدوا من تلك النتائج وأخذوا فى الاعتبار عوامل أخرى، مثل العمر ووزن الجسم والتدخين والنظام الغذائى».
ونوهت الدراسة إلى أن مرض السكتة الدماغية، الذى يحدث بشكل مفاجئ، دائمًا ما يكون بسبب التركيز الشديد والانهماك فى العمل المصاحب للجلوس فترات طويلة على المكاتب.
وواصلت: «هذه المخاطر تتركز بشدة على الأشخاص الذين لا يمارسون سوى القليل من التمارين، إذ اكتشف الباحثون أن التمارين المعتدلة التى تمارس خلال ٣٠ دقيقة على الأقل يوميًا فى معظم أيام الأسبوع كافية لتعويض المخاطر الصحية للجلوس».
وقال الباحث الدكتور إيمانويل ستاماتاكيس، المشارك فى الدراسة: «ممارسة ما يكفى من المشى والأعمال المنزلية الشاقة، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية، يقلل من مخاطر الجلوس»، مضيفًا: «الناس لا يدركون مخاطر الجلوس والأزمات الهائلة التى تحدثها».
وذكر الدكتور ماثيو مارتينيز، رئيس قسم الرياضة والتمرين فى الكلية الأمريكية: «الدراسة تنقل رسالة مهمة حول ممارسة الرياضة حتى ولو بقدر قليل بما يجنب الجسم مخاطر لا حصر لها».
وأضاف: «ممارسة التمارين الرياضية من دقيقة إلى ٦٠ دقيقة كل يوم أمر صعب، لذا حاول فقط إضافة القليل من النشاط يوميًا عبر المشى وغيره من الأنشطة البسيطة».
وتابع: «أقترح المشى أثناء استراحة الغداء، أو أثناء انتظار أطفالك للخروج من مدارسهم أو الأندية.. عليك استبدال الجلوس بالحركة طوال الوقت حتى ينشط جسدك وينقّى نفسه من الأمراض».
وواصل «مارتينيز»: «أولئك الذين يجلسون لمدة ٨ ساعات فى اليوم أكثر عرضة بنسبة ٥٢٪ للموت، مقارنة بأولئك الذين يقضون أقل من ٤ ساعات فى اليوم جالسين».
وأكد: «كلنا مشغولون، ولكنّ هناك وقتًا للنشاط البدنى، ويجب أن يكون جزءًا من يومك».
وقال الباحث الدكتور «ستاماتاكيس»: «إنه حتى عندما يستلزم العمل الجلوس، عليك التنقل دائمًا كل فترة، ومن الممكن أن تمارس عدة تمارين خلال أوقات الراحة».
وأوضح أن الدراسة توصلت إلى أن ممارسى الرياضة والمشى ممن خضعوا للأبحاث استطاعوا تفادى مخاطر الجلوس، خاصة المصابين منهم بأمراض القلب والسرطان.
وأكمل أن من لا يمارسون الرياضة والمشى يتعرضون لأزمات صحية جمّة، وأغلبهم يصابون بالضغط العصبى والنفسى، الذى يمكن أن يتطور للجلطات والسكتات الدماغية.
وقد أشارت الدراسة إلى أن «نصف ساعة مشى من وإلى العمل، خلال ٥ أيام فى الأسبوع، يمكنها مواجهة خطر وأمراض الجلوس على المكتب، وجميع من يجلسون مدة تزيد على ٦ ساعات يزيد خطر تعرضهم للوفاة بنسبة ٤٪، فى حين يتلاشى ذلك الخطر حال مارسوا تمارين جيدة خلال ٣٠٠ دقيقة على الأقل أسبوعيًا».
وأكد باحثون أستراليون، فى جامعة سيدنى، أن الفوائد التى تأتى من التمرين اليومى لا يمكن حصرها، كما أن الحركة خلال فترات العمل تقلل الوقت الذى يُقضى فى الجلوس على المكتب.
ولم تكن تلك الدراسة الأولى من نوعها، حيث لاحظ طبيب بريطانى يدعى «جيريمى موريس»، فى الأربعينيات من القرن الماضى، شيئًا غريبًا فى عمال النقل فى لندن، حيث كانت معدلات الإصابة بأمراض القلب لديهم أقل مما لدى قائدى الحافلات، الذين كان يتطلب عملهم الجلوس معظم اليوم، وبمعدل أعلى من نظرائهم الذين يصعدون باستمرار إلى أعلى وأسفل ويحملون أشياء ثقيلة.