رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كُن إيجابيًا


منذ أن تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم، وقبل ذلك، كان حريصًا على ألا يعطى وعودًا.. فى البداية كان الاتفاق على أن نعمل جميعًا من أجل الوطن.. إذا أردناه رئيسًا، فلنستعد معه للمعركة ضد الإرهاب ومع التنمية.. كان واضحًا وصريحًا وكان الاتفاق والعهد.. لم يخذلنا فى عهد أو وعد.. أعاد الأمان للوطن وبدأ التنمية، واستنّ سنة ألا يتحدث عن مشروع آتٍ وألا يضع حجر أساس ويعلن عن بدء المشروع، ولكننا رأيناه دائمًا مع خطوات التنفيذ متابعًا وحريصًا على أن يعرف الشعب معه إلى أين وصل المشروع.. لم ينفّذ مشروعًا كبيرًا فى مصر إلا وزاره الرئيس عدة مرات، ولم نسمع عن مشروعات عديدة إلا مع لحظات الافتتاح.
رسالة الرئيس دائمًا أن العمل يأتى أولًا، وبعد ذلك الحديث.. وأن الإنجاز والمحاسبة أولًا ثم الإثابة والشكر.. وقبل ذلك كله كانت الدراسات والاجتماعات والإعداد والتدريب.. رأينا مدينة الجلالة ترتفع أبنيتها وتشق طرقها، كنا نتساءل: لماذا العمل فى الصحراء حتى بدأت المدينة تتضح معالمها ولتنضم لأجمل أماكن العالم، رأينا المدن الجديدة تكتمل، ورأينا «الأسمرات» تمتلئ شققها بالسكان، وكذا غيط العنب، وروضة السيدة، وفى الطريق كثير.. لم يذهب الرئيس إلى أى من الأماكن ليضع حجر الأساس ولا وسط كوكبة من الوزراء والمحافظين، بل رأيناه كما تابعناه فوق كوبرى روض الفرج، وبرفقته الوزير المسئول ومساعدوه فقط، أسئلة وإجابات وتحديد مدى التنفيذ ومتابعة الإنجاز، هكذا يدير الرئيس المنظومة.
إدارة إيجابية، واليوم ما المطلوب من المواطن؟ فقط كُن إيجابيًا قبل أن تذهب إلى عملك صباحًا، حدّد ماذا ستنجز؟ وكيف؟ وحدّد مهمة واضحة لك طوال اليوم.. كن إيجابيًا وساهم ولو بإزاحة أذى عن الطريق، وأنت تحمل أكياس القمامة الخاصة بك ترجّل قليلًا واذهب إلى أقرب صندوق للقمامة، وأنت تركب سيارة عامة احرص على ألا تطفئ سيجارتك فى خلفية المقعد ولا على أرضية السيارة.. حافظ على كل نقطة مياه.. وكل دقيقة عمل.. كن إيجابيًا، فالوطن اليوم يحتاج إلى إيجابيتك، وأمامنا خلال ساعات فرصة لكى تكون أكثر إيجابية.. اذهب إلى صندوق الاستفتاء كى تقول رأيك فى التعديلات الدستورية التى أقرّها مجلس النواب، اقرأها جيدًا وكوّن رأيًا معارضًا أو موافقًا.. المهم أن يكون لك رأى وأن تعبر عنه، فالمسيرة الوطنية تحتاج إلى رأيك ليس مهمًا أن تكون مع التعديلات، المهم أن تذهب وأن يذهب معك الملايين، فصورة مصر اليوم أمام العالم أهم كثيرًا من أشياء أخرى تخصك.. الوطن اليوم يناديك كى تسهم فى رسم ملامح المستقبل.. حق الوطن عليك وحق العهد الذى أخذه منك الرئيس أن نكون جميعًا معًا فى العمل والتضحية وإثبات الانتماء.. أغلق صفحة الفيسبوك ساعة وتوجه إلى صندوق الاستفتاء. فالنضال عبر المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل انقضى عهده، فالوطن يبدأ البناء بخطوات عملاقة يجب أن يكون لك موضع قدم فى تلك المسيرة، وأن يكون لك إسهام بصوتك وجزء من وقتك.. الوطن يحتاج صوتك، نعم فمن صوتك وصوت الملايين يعلو صوت الوطن.. ونحن نرى ما حولنا وما تتعرض له دول الجوار والمتغيّرات فيها، لقد بدأت الشعوب حولنا صحوتها لتلحق بركبك وأنت تبنى وتستثمر وتضع أسس حياتك وحياة وطنك وأبنائك وأحفادك.. الوطن يحتاج صوتك، نعم فمن صوتك وبه نكمل ما بدأناه.. دستورنا يحتاج إلى تعديلات، هناك خبراء وضعوا تلك التعديلات التى يرى المحللون أنها ضرورية لمواجهة ما نحتاجه فى الأيام المقبلة.. التعديلات تغلق الباب على أسئلة عديدة.. نحتاج إلى إجابات عاجلة عنها.. الرئيس يحتاج نوابًا ومساعدين نعم.. الحياة البرلمانية تحتاج إلى غرفة ثانية نعم، نحتاج إليها فكمّ التشريعات والقوانين يحتاج إلى دراسة متأنية وخبرات متفاوتة، وقبل أن يحال مشروع القانون إلى مجلس النواب يحتاج إلى المراجعة والتنقيح، وحتى يستطيع مجلس النواب إصدار التشريعات المطلوبة، وكذا مناقشة القضايا التى تمس أمن الوطن القومى.. إذن نحتاج لمن يقترح ويدرس وينقح ويحلل ثم يقدم ذلك إلى مجلس النواب.. تحتاج مواد كثيرة فى الدستور للتعديل، ولتكن هذه مرحلة ربما تليها مرحلة أخرى نعرف متى نحتاجها عندما يكشف التنفيذ عن احتياجات أخرى.. فما تحتاجه مصر منذ سنوات لا يصلح لما تحتاجه اليوم. دولة سكانها ثمانون مليونًا تختلف احتياجاتها عن دولة بلغ سكانها مائة مليون.. دولة كانت حدودها آمنة غير دولة تحاول تأمين حدودها.. دولة تبدأ بناء مستقبل لا شك أنها تختلف عن دولة لم تكن لها ملامح منذ سنوات.
نحتاج تعديلًا دستوريًا لا شك فى ذلك.. نواب قدموه وهذا دورهم، وتم طرحه لنقاش مجتمعى فى النقابات والتجمعات النوعية، ودرسته لجان مجلس النواب ونقحته واختلفت حول بنود فى التعديل وتم تعديل بعضها، واليوم جاء دورك لتكمل ذلك ولنبدأ عهدًا دستوريًا جديدًا يمنح الرئيس فرصة استكمال مشروعات مهمة بدأت وأنجزنا فيها الكثير يمنح الدولة استقرارًا أكثر وأعمق.. يمنح الديمقراطية حماية عبر غرفتين للبرلمان.. ويمنح القضاء حصانة وعملًا أكثر تنظيمًا.. نحتاج إلى التعديل الدستورى لإكمال البناء ونحتاج صوتك، فكُن إيجابيًا من أجل الوطن وشارك.