رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أساتذة جامعيون يؤكدون دور التشريعات والقوانين فى تحقيق الاستقرار وتنمية الأوطان

جريدة الدستور

أكد الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط على دور الجامعة الإقليمي الرائد ونشاطها الدولي وعضويتها الفاعلة والإيجابية في عدد من الهيئات والمنظمات الدولية الكبرى على مستوى الوطن العربي والعالم، والتي يأتي اتحاد الجامعات العربية واحدا من أهم الهيئات التي تجمع تحت مظلتها أكثر من 400 جامعة حكومية وخاصة والذي تمثل منصة دولية هامة في تبادل الرؤى والأفكار التي من شأنها تطوير التعليم العالي والبحث العلمي بما يحقق مساعي التنمية وخطط التقدم المنشود في ربوع الوطن العربي.

وأشار رئيس جامعة أسيوط ان إدارة الجامعة حرصت على الاستفادة من ذلك الحراك العلمي على الصعيد الدولي من خلال استضافتها ومشاركتها المستمرة في كافة المؤتمرات الدولية التي تنظمها الأمانات واللجان العلمية التابعة للأمانة العامة للاتحاد في مختلف الجامعات الشريكة في الدول العربية الشقيقة، والتي تتواكب مع استراتيجية الجامعة في دورها لتحقيق أسس التنمية المستدامة وهو ما يأتي متزامنا مع ما تشهده جمهورية مصر العربية من حراكا سياسيا وقانونيا جاريا مع إجراء التعديلات الدستورية وما تشمله من تعظيم لدور القانون والنصوص الدستورية في تحقيق الأمن والاستقرار في الأوطان.
جاء ذلك خلال افتتاحه فاعليات المؤتمر الدولي " آفاق التنمية بالوطن العربي. رؤية قانونية " والذى تنظمه الجامعة بالتعاون مع جامعة الزرقاء الأردنية.

وذلك بحضور المهندس عمرو عبد العال نائب محافظ أسيوط، والدكتور بسام الحلو رئيس جامعة الزرقاء، والدكتور شحاتة غريب شلقامى نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون التعليم والطلاب ورئيس المؤتمر، والدكتور محمد حسين عبد العال عيد كلية الحقوق بجامعة أسيوط وأمين عام المؤتمر، والدكتور عمر المخزومى عميد كلية حقوق جامعة الزرقاء، والدكتور ناصر عثمان وكيل كلية الحقوق للدراسات العليا والبحوث بجامعة أسيوط مقررا المؤتمر، والدكتور محمد حسين موسى منسق مساعد شئون الجامعات العربية بجامعة أسيوط، كما حظى المؤتمر حضور الدكتورة مها كامل غانم نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور أحمد جعيص رئيس جامعة أسيوط السابق، والدكتور عصام زناتى نائب رئيس جامعة أسيوط السابق، هذا إلى جانب مشاركة كوكبة من الأساتذة والباحثين القانونين من عدد من الجامعات المصرية والعربية والهيئات القضائية ونقابات المحاميين والهيئات الاستثمارية والمالية والمدنية في مصر وشتى البلدان العربية.

وأشاد الدكتور بسام الحلو بالعلاقات الثنائية المتميزة بين مصر والأردن والقائمة على روابط قوية أساسها الدين والجوار والأخوة والوحدة الفكرية المتميزة والتي كانت ولا زالت فخرا لدولة الأردن.

وأكد ان تلك العلاقات أثمرت عن العديد اتفاقيات التعاون والأنشطة واللقاءات والمؤتمرات العلمية المشتركة والورش والبرامج التدريبية والتي استهدفت جميعها تعميق تلك العلاقات من خلال تبادل الخبرات العلمية والثقافية بين الدارسين من الأكاديميين والطلاب والباحثين من البلدين حيث بلغ حصيلة الطلاب المصريين الدارسين في الأردن 1423 طالب، والطلاب الأردنيين الدارسين في مصر 2215 وهو ما يوضح أصالة تلك العلاقات ورغبة الدولتين في تعميق الروابط بينهما ومناقشة المشكلات والقضايا المشتركة بينهما والتي يأتي على رأسها قضية التنمية وآفاقها في الوطن العربي ودورها في تحقيق حياة كريمة للمواطنين.

وكشف الدكتور شحاتة غريب شلقامى أن المؤتمر في نسخته الثانية يناقش عدد من المحاور الرئيسية والتى تشتمل على استعراض دور الاتفاقيات الدولية في تحقيق التنمية، تشريعات الملكية الفكرية ودورها في تحقيق التنمية، مدى فاعلية التشريعات الوطنية في تحقيق التنمية، التنمية في ظل أحكام الشريعة الإسلامية، الضمانات الدستورية لحماية الاستثمارات الأجنبية، الحماية المدنية والجنائية للاستثمارات الأجنبية، دور القطاع المصرفى في تحقيق التنمية الاقتصادية وتشجيع الاستثمار.

وأشار غريب انه على هامش المؤتمر تعقد دورة تدريبية بعنوان " التحكيم في المنازعات الفكرية " والتى تناقش من خلالها اتفاق التحكيم في منازعات الملكية الفكرية، صياغة الاتفاق وإشكالياته العملية، منازعات التحكيم في أسماء الدومين، منازعات التحكيم في العقود الواردة على استغلال الملكية الفكرية، مراكز التحكيم الدولية، والتى من المقرر أن تمتد فاعلياتها على مدار ثلاثة أيام يحاضر فيها عدد من الأساتذة المخصصين في مجالات القانون الدولي العام والخاص والمدنى والتجارى.

وأوضح المهندس عمرو عبد العال أن جامعة أسيوط تمثل قاطرة التنمية في الصعيد وذلك بما تضمه بين جدرانها من علماء ورواد أجلاء في مختلف المجالات، مضيفا أن استراتيجية التنمية المستدامة ليست اعتمادات مالية فقط ولكن هي مجموعة من العناصر المتكاملة التي تمثل معا نقطة انطلاقة لتحقيق التنمية الشاملة.

وأشار إلى حرص الحكومة على دعم علاقاتها مع مختلف دول العالم وبشكل خاص الدول العربية وذلك بتفعيل دور اللجان المشتركة والتى تتمثل في جامعة، منظمات مجتمع مدني، وغيرها، إلى جانب تعزيز الحوار للعمل على أهداف تخدم كلا الجانبين، وفي هذا الإطار يتضح دور الديمقراطيات في تحقيق التنمية بما توفره أيضا من ضمانات للمستثمر وللقطاع المصرفى.

وأعرب الدكتور محمد حسين عبدالعال عن فخره باحتضان الجامعة لهذا المؤتمر المهم والذى يعكس اهتمامها بكافة القضايا التنموية المطروحة على الساحة في الوقت الراهن والذى يهدف إلى تقديم رؤية أصيلة عن آفاق التنمية، كاشفا ان كلية الحقوق دأبت عبر العقود الماضية على إقامة العديد من المؤتمرات الدولية الكبرى في هذا المجال والتي أكدت جميعها على دور التنمية الشاملة في الارتقاء بالحاضر والمستقبل والتي كان منه علاقة التنمية بالفنون والرياضة والصحة والأسرة والاقتصاد والتي جعلت من التنمية قضية أساسية لها وزنها على الصعيد الدولي والعالمي.

ومن جانبه أوضح الدكتور عمر المخزومى أن سيادة القانون هي أساس التنمية في العصر الحديث حيث القوة ينظمها ويرعاها القانون، فلذا كان حريا بنا ان نسعى لتحديث التشريعات والقوانين التي من شانها أن تواكب الأوضاع الحالية للبلدان العربية والتى حدثت بها طفرة كبيرة بعد ثورات الربيع العربي، مشيرا أن التشريعات تضم في فحواها أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية يعود أثرها على المجتمع ككل، مؤكدا على ضرورة سن تشريعات وقوانين تسهم في الحد من عدم الاستقرار وغياب الأمن وموجات اللاجئين التي أصبحت ظاهرة في عدد من البلاد العربية وذلك لتحقيق التكامل وتوفير مناخ ديمقراطي يسمح بقبول الآخر.

كما أوضح الدكتور ناصر عثمان ان توجيه الجامعة لاهتمامها حول التنمية في الوطن العربي يعد تأكيدا لدورها في إحداث نهضة قومية وخدمية رائدة قائمة على الروابط القوية بين مصر وكافة الدول العربية الشقيقة، لافتا أن المؤتمر يحاول من خلال جلساته العلمية إلقاء الضوء على الأمور والقضايا المتعلقة بالتنمية في الوطن العربي بما يتواكب مع رؤية تلك البلدات للتنمية الشاملة والمستدامة، وذلك من خلال 43 بحثا علميا متعمقا لنخبة من الباحثين والأكاديميين من مصر ومن عدد من الدول العربية والتى تغطى كافة أبعاد القضية.