رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سليم الأول".. قاتل عائلته ليصبح أميرًا للمؤمنين

السلطان سليم الأول
السلطان سليم الأول

يتوافق اليوم مع ذكرى تنازل السلطان العثماني بايزيد الثاني، عن العرش لنجله سليم الأول في 1512، ليصبح سليم أول حاكم غير عربي يحمل لقب "أمير المؤمنين"، و"خليفة المسلمين".

يقول الكاتب أحمد المسلماني، في كتابه "الجهاد ضد الجهاد"، إن سليم لم يكن بالشخصية المثالية، فهو شخص سار فوق الدماء بدعوى تعظيم الخلافة، حتى وصلت إمبراطورية عائلته من 2.4 مليون كيلو متر إلى 6.5 مليون.

المؤرخين أخذوا على "سليم"، مذابحه الواسعة التي لحقت بعدد كبير من المسلمين السنة والشيعة على السواء، حيث قتل مليون عراقي في تلك الحرب.

وتعود مسيرة الدماء في عهد سليم الأول من بدايات حكمه، حيث خاض المعارك ضد والده وإخوته ورجاله قبل أن يخوضها ضد الآخرين.

فسليم الأول هو ابن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح، وله أخوين هما "كركود، وأحمد"، وبعد أن عين السلطان بايزيد أبناءه ولاه قام قتال عنيف بين جيوش أبناءه الثلاثة، حيث اعتقد الوالي أحمد أن سليم قد يكون السلطان القادم، فخرج على رأس جيش من التركمان والصفويين وسار إلى القسطنطينية ليستعرض قوته أمام والده وأشقائه، فقام سليم بجمع جيش من التتار وسار به هو الآخر.

بعدها أرسل الوالد جيشًا لقتال نجله سليم الأول لكنه فشل في هزيمته، فقام بتعيينه أميرًا على إحدى المناطق في شرق أوروبا، أما جيش نجله أحمد فقد منعه السلطان من دخول العاصمة خوفًا من أن يقتله أو يخلعه من السلطة.

ولما علم "كركود" بنجاح "سليم" في ابتزاز الوالد بايزيد وتعيينه في أوروبا انتقل هو من تلقاء نفسه وبدون إذن من أبيه السلطان وحكم ولاية صاروخان ليكون قريبًا من العاصمة، لكن السلطان قرر استبعاد "سليم" و"كركود"، وتعيين أحمد سلطانًا فكان أن غضب سليم، وأعلن الثورة على والده، فذهب إلى درنة ثم أعلن نفسه السلطان العثماني.

أرسل الوالد جيشًا لقتال نجله "سليم" من جديد، وهزمه في معركة أغسطس 1511، ودفعه للفرار إلى بلاد القرم، كما أرسل الوالد جيشًا لحرب نجله "كركود" وهزمه هو الآخر، لكن الإنكشارية أخذوه إلى العاصمة، وأجبروا والده على التنازل وتنصيب "سليم" سلطانًا.

لم يكن في إمكان الخليفة الأب بايزيد عمل أي شئ، فرضخ لنفوذ الإنكشارية، ونصب سليم الأول سلطانًا عثمانيًا جديدًا، وكان أولى قرارات "سليم" هو تعيين نجله سليمان حاكمًا على العاصمة القسطنطينية، وسار بالجيش إلى قتال أخيه، وفي بورصة قبض على خمسة من أبناء أخوته أمر بقتلهم جميعًا، ولما جمع شقيقه أحمد جيشًا آخر لقتال أخيه هزمه "سليم"، وقتله.

أما والده السلطان بايزيد فقد مات وهو في طريقه من العاصمة للإقامة خارجها، حيث يري مؤرخون أنه مات مسمومًا من نجله "سليم" الذي خاف أن يعود والده عن قراره، ويطلب السلطنة من جديد، وبذلك يكون سليم الأول قد قتل والده وإخوته وكل عائلته ليصبح أميرًا للمومنين.