رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وثيقة مسربة: أردوغان دبر «انقلاب ٢٠١٦» لإقامة حكم فردى ومعاقبة خصومه

أردوغان
أردوغان

المدعى العام سجل الأحداث قبل وقوعها بـ٤ ساعات.. والنيابة فبركت تقريرًا حول حصار مبنى المخابرات
بعد عامين ونصف العام، لا تزال الأدلة تظهر تباعًا على أن الانقلاب الذى شهدته تركيا فى يوليو ٢٠١٦، لم يكن إلا عملًا وهميًا، كذريعة لإقامة حكم فردى يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، ويعاقب من خلاله خصومه السياسيين.
وتجلت آخر هذه الأدلة فى وثيقة كتبها مدعى عام تركى فى ١٦ يوليو ٢٠١٦، وحصل عليها الصحفى أحمد دونميز، الذى يعيش فى المنفى فى السويد، وهى عبارة عن سجل مفصل للأحداث التى وقعت منذ بداية الانقلاب ليلًا فى ١٥ يوليو، وحتى الساعة السابعة من صباح اليوم التالى ١٦ يوليو.
وجاء فى الوثيقة أن من وصفوا بـ«الانقلابيين» فى سلاح الجو التركى قصفوا البرلمان وحديقة القصر الرئاسى، على سبيل المثال.
وذكر موقع EUobserver، الذى نشر بعض التفاصيل من تحقيق الصحفى أحمد دونميز، أن القصف حدث بالفعل، لكن من الغريب أن المدعى الذى دوّن هذه الأحداث، ويدعى سردار كوسكون، أرخ الوثيقة على أنها دُونت فى تمام الواحدة صباحًا، أى قبل أربع ساعات من حدوث هذه الواقعة.
وحسب الموقع، لم يعلق «كوسكون» بشأن كشف أحمد دونميز، لكنه أجرى مقابلة مع صحفى آخر مؤيد للحكومة، أكد فيه صحة الوثيقة، لكنه قال إنه أخطأ فى توقيتها، موضحًا أنه بدأ كتابتها فى تمام الواحدة صباحًا، وانتهى منها فى السابعة صباحًا، لكنه نسى تغيير الوقت.
كان تفسير «كوسكون» يفتقر إلى المصداقية، بحسب موقع EUobserver، وذلك لسبب بسيط مفاده أن بعض الأشياء التى دوّنها المدعى التركى، على أنها حدثت للتو لم تحدث أصلًا.
وشملت الأحداث التى سجلها، ولم تحدث، حصارًا لجهاز المخابرات الوطنى، وقصف مقر قيادة القوات الخاصة، وقصف مكتب مخابرات الشرطة.
وذكر موقع EUobserver أن السفارة التركية فى بروكسل مقر الاتحاد الأوروبى، رفضت التعليق على كشف «دونميز».
ووفقًا خبير فى الشئون التركية، تشير مذكرات المدعى إلى أن رجال «أردوغان» كانوا يعرفون تمامًا ما سيحدث، وسمحوا لبعض الأحداث أن تتكشف بطريقة مسيطر عليها، لاستغلال ذلك فيما بعد كذريعة للقمع.
وأضاف أن رجال «أردوغان» قاموا بصياغة هذه الوثائق مسبقًا قبل استخدامها فى وقت لاحق فى محاكمات ضد خصومه السياسيين.
وقال أندرو داف، العضو السابق فى البرلمان الأوروبى: «نحن نعرف الآن كيف استغل أردوغان الانقلاب المزعوم بسرعة وبلا رحمة».
وعن أحداث يوليو ٢٠١٦، قال «داف» إن بعض الوقائع التى صاحبت الانقلاب وهمية، مضيفًا «من مشاهدة التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعى فى تلك الليلة، شعرت بالريبة من أن كل شىء لا يبدو حقيقيًا».
وتابع «داف»: «حقيقة أن أردوغان نفسه لم يتم أسره أو إيذائه تبدو غريبة أيضًا، فى الانقلاب الحقيقى، يظل أردوغان هو الهدف الأساسى وربما الوحيد للمتآمرين».
وتساءل: «عند التحدث إلى عدة مصادر مطلعة، أشعر بالحيرة أكثر من أى وقت مضى لماذا فشل الانقلاب؟ لم يفشل الجيش التركى أبدًا فى الانقلابات التى قام بها من قبل، لماذا فشل الآن؟».
وليس «داف» الوحيد الذى يشك فى رواية أردوغان بشأن الانقلاب المزعوم، بل يضاف إلى مجموعة أوسع، تضم زعيم المعارضة فى تركيا، كمال كيليتشدار أوغلو، الذى وصف أحداث يوليو بأنها «انقلاب مسيطر عليه».
كما قال الرئيس السابق للبرلمان الأوروبى، السياسى الألمانى مارتن شولتز، إن الإجراءات التى اتخذت ضد ما يسمى «الانقلابيين» لا تتناسب مع ما قاموا به من أحداث وهمية، الأمر نفسه قاله فرع الاستخبارات فى الاتحاد الأوروبى (IntCen) الذى يجمع معلومات من أجهزة تجسس بدول الاتحاد الأوروبى.
ويزعم «أردوغان» أن رجل الدين المقيم فى الولايات المتحدة، فتح الله غولن، الذى يعد أحد أبرز خصومه السياسيين، دبر محاولة انقلاب عام ٢٠١٦، الأمر الذى نفاه الأخير.