رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ترامبولين!

سمر الديب
سمر الديب

نشعر ذات أيام بالضغط الشديد ،ضغط الحياة بشكل عام من علاقات أسرية واجتماعية، ضغط عمل..وأحيانا كثيرة ضغط أحلام!! دعتني احدي صديقاتي الفاقدات لعقولهن مثلي تماما إلي أننا لابد أن نفعل شيئا جديدا يكسر روتين الحياة الممل،ومنها نوازن كفة الضغوطات من ناحية أخري،فاقترحت أن نذهب ونجرب لعبة الترامبولين...ترامبولين الكبار طبعا!!! في البداية جادلتها كثيرا..كمجادلة أمي وخالتي بأن أكف عن مثل تلك الحماقات،تذكرتهم في تلك اللحظة وقد رأيتني أشد بؤسا...معذرة أمي وخالتي!! ثم بعد.. تذكرت نظرية عشقها عقلي، وطالما أردت أن أطبقها على نفسي في كل يوم..بأن لابد أن نجرب كل جديد كي نضفي معان جديدة داخل حياتنا، ربما تعطينا الحياة الرسائل من صغائر الأمور.. واليوم الرسالة كانت من لعبة!!! الترامبولين عبارة عن مربعات متفرقة بجانب بعضها البعض،متعتها أنك تظل تقفز بين القفزة والأخري يمكن أن تطير أمتار عاليا،ويمكنك أن تشكل أشكالا بجسمك غير جسمك الحقيقي علي الأرض،ثم بسهولة يمكنك أن تقفز للمربع الآخر بجانبه وهكذا إلي أن تنتهي من كل مربعات منطقة اللعبة. المثير للحيرة والسعادة أيضا..أن تلك المربعات تشبه بعضها بعضا من بعيد حد التطابق،ولكن حين تقفز أنت علي أرضها وتتحداها بالطيران ..يصبح لها مذاق آخر في قلبك..ورؤية أخري بعينك ،مختلفه عن ما يراه هذا الذي رفض التجربة برمتها!!! هذا ما فعلته صديقتي الشجاعة.. ولست أنا في الحقيقة، فأنا ظللت أقفز داخل مربع واحد،بل تركت باقي عشرات المربعات الأخري،ظننت أنني سوف أسقط وأتألم إن قفزت للمربع الذي بجانبي...فتلك حركة غير محسوبة..ومربعي أضمن مكان الآن..متي سوف ينتهي وقت التحدي والتحليق امام النفس.. ارتبكت.. ظللت أحسب انتهاء الوقت لأستريح..ليس من اللعب..ولكن من التفكير!! نعم..حياتنا مثل لعبة الترامبولين...مربعات خلقنا بداخلها،كل يقفز داخل مربعه..وكل متحدي طموح يتعذب..يقفز للأعلي..للأعلي..للأعلي فقط.. ولكن لا يقفز خارجه!! أحببت الترامبولين..ألهمتني بشجاعة كنت أفتقدها.. وسوف أجعلها لعبتي كما تجعلنا الحياة لعبتها!