رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عفاف الهلاوي: تركت سينما الأطفال لارتدائي الحجاب.. ويحيي حقي السبب في عملي مذيعة

جريدة الدستور

عفاف الهلاوي أو ماما عفاف، واحدة من رائدات التلفزيون المصري ومقدمة العديد من البرامج أشهرها برنامجها "سينما الأطفال"، ولدت في بورسعيد ثم انتقلت أسرتها إلى الزقازيق، هي الأخت الكبرى للواء أسامة الهلاوي، ووالدها الشاعر والفنان محمد محمود الهلاوي من رواد الفن بمدينة الزقازيق.

ماما عفاف راسخة في عقل وقلب كل شاب كان طفلا حين تابع برنامجها الشهير "سينما الأطفال"، والذي كان يذاع قبيل الجمعة وتحديدا في العاشرة صباحا، وأصبح بمرور الوقت طقسا مهما لكل طفل، وكانت تملك صوتا مميزا، بالإضافة إلى التتر الخاص بالبرنامج والذي يغنى حتى الآن من قبل محبيها.

• رفضت العمل بالتدريس لحبي للعمل كمذيعة
- وفي الحوار الذي أجرته معها سها سعيد الزميلة الصحفية بمجلة الإذاعة والتلفزيون ونشر في كتاب "نجوم ماسبيرو يتحدثون" وصدر عن دار "بدائل" للنشر والتوزيع، تقول الهلاوي عن بداية عملها بالتلفزيون: حين أعلنوا عن مسابقة للمذيعين تقدمت فورا، ولكني لم أكن أضمن نجاحي، لأن الرئيس عبد الناصر وقتها كان قد أسس "القوى العاملة"، والتي يتم توظيف الطلبة من خلالها وكنت سابقا قد تقدمت للقوى العاملة بالفعل ورُشحت للعمل كمدرسة بالزقازيق، فرفضت العمل وقلت لوالدي لا أحب العمل بالتدريس.

وبالفعل رفضت الهلاوي الوظيفة وذهبت إلى والدها لتقول له "شوف لي واسطة"، وكان رد والدها أنه حتى وإن كان هناك الكثير من الوساطات، فإن القضاء والقدر يفرض كلمته في النهاية وعليها أن تؤمن به، لدرجة أنه ذهب معها مرة واحدة للتقديم.

وتكمل الهلاوي: وجدت مجموعة كبيرة من الجيل الأول مثل سعد لبيب وتماضر توفيق وصلاح زكي، وبعد التصفية الأولى ذهبنا للتدريب في الإذاعة والتلفزيون، وتدربنا على يد سعد لبيب على مخارج الحروف واللغة الصحيحة، وكان معي في نفس الدفعة سهير الإتربي وفايز الزمر وعائشة البحراوي وفريال صالح، ولم يكن يوجد وقتها شرائط الـ 16 ملي فكان وزير الإعلام عبد القادر حاتم يشاهدنا في برنامج على الهواء وهو برنامج "مكتبة التلفزيون"، وكان البرنامج يناقش الكتب الحديثة، وأذكر أن الضيف في حلقتي كان هو الكاتب الكبير يحيي حقي، وكل مذيعة كانت تناقش الكتاب وينظر الكل إلى أداؤها، وكنت من المقبولين لدرجة أنني حين ألتقي نهى يحيي حقي أقول لها "والدك كان سبب ظهوري على الشاشة".

• تركت "سينما الأطفال" بسبب ارتدائي للحجاب
استمر برنامج سينما الأطفال 18 عاما وبدأ عام 1974، وترسخ في ذاكرة الكثيرين لأنه كان يذاع يوم الجمعة وهو أجازة مما سمح للعديد من الأطفال بمتابعة البرنامج، وشاع اسم ماما عفاف وأصبحت طقسا يوميا من طقوس يوم الجمعة وكان السبب في توقفها عن البرنامج هو ارتدائها الحجاب، تقول الهلاوي: تركت تقديم برنامج سينما الأطفال بسبب ارتدائي الحجاب بعد العمرة، وإحساسي بأنني "عملت حاجى ترضي ربنا"، وأكتفي بهذا النجاح الكبير، وفي هذا الوقت لم يكن مسموحا للمحجبات بالظهور على الشاشة، والحمد لله توليت بعدها منصب رئاسة القناة الرابعة.

• قلة الإمكانات المادية هو سبب عدم وجود برامج أطفال
ولأن برنامج سينما الأطفال كان ظاهرة، فلم يجد الأطفال ما يشبع رغبتهم في متابعة برامجهم المحببة، فراحوا يتنقلون بين القنوات لمشادة برامجهم المدبلجة الأمر الذي يجعل القلوب تتحسر على عصر مضى، وفي هذا الصدد تقول الهلاوي: لا أجد برامج أطفال، بالصدفة فتحت التلفزيون ووجدت برنامج أطفال في الـ8 صباحا، والمفروض أنه موجه للأطفال ما قبل المدرسة، لكني وجدت فكرته مضطربة، وغير موجهة بشكل صحيح لهذه الفئة العمرية، وهذا يرجع لعدم وجود إمكانيات مادية للصرف على برامج للأطفال بصورة مبهرة، وأيضا الفضائيات لم تقدم برامج أطفال سوى برنامج "صبيان وبنات"، وللأسف أجد أعمالا ومشاهد تقدم الطفل بشكل غير جيد، فأجد طفلا بمطواة وآخر يحرق فكيف نقدم هذا على الشاشة، رغم أنه يضر بنفسية الطفل، هذا بالإضافة إلى عدم اهتمام المسئولين بتقديم برامج الأطفال.

• التكريم الحقيقي في شهادات الناس
ترفض الهلاوي التكريمات التي ليس لها داع، وترى أن تكريمها الحقيقي كما تقول: عندما أذهب لدكتور فيقول لي "حضرتك أسهمت في تربيتنا ورسخت فينا قيم الإخلاص والمثل في مرحلة الطفولة"، ثم أجد ضابط مرور يقول لي "نحن نعتبرك مثل والدتنا ولا ننسى ما تعلمناه منك"، وكلهم من الأجيال التي شاهدت سينما الأطفال، هذا هو التكريم الحقيقي.

• ماما سميحة السبب في زواجي
أما عن زواجها فتحكي ماما عفاف الهلاوي فتقول: عندما عينت بالتلفزيون قالت لي ماما سميحة "أنا عندي عريس ليكي"، وفعلا رشحتني لشقيق زوجها، وكان زوجها أحمد خليل رئيس الهندسة الإذاعية، وشاهدني زوجي يحيي على الشاشة وأعجب بي، وبالفعل تقابلنا وأعجبت بشخصيته ولم أكن أتوقع أن أتزوج بهذه الطرق التقليدية، خاصة وأنني كنت أحب المشاركة في جميع الأنشطة، ودائما كنت عضوة أساسية فيها، وكان لدي طموح طوال الوقت، فتزوجت يحيي خليل وكان يعمل في مجال البنوك، وأنجبنا معتز ووليد.