رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فقراير.. دعوة بريطانية لإلغاء فبراير من أشهر السنة: نحس ومرض وأفلام سيئة

جريدة الدستور

شهر فبراير ليس شهرًا جيدًا بالنسبة لكثير من المصريين، ولذلك أطلقوا عليه اسم «فقراير»، للسخرية من الأحداث المؤلمة أو غير المرغوب فيها، ولكن من الواضح أن هذا الشعور عام فى جميع أنحاء العالم، حيث نشرت مجلة «ذا ويك» البريطانية تقريرًا تحت عنوان «دعوة لإلغاء شهر فبراير».
وتقول الكاتبة البريطانية جيفا لانج، فى تقريرها فى المجلة: «لا أريد حتى أن أخبركم كم هذا الشهر فظيع، ربما لديكم قائمة جيدة جدًا من الأسباب غير التى أشعر بها».
حسب المجلة، فالناس تشعر بأنها مريضة ومتعبة ومحبطة طوال شهر فبراير، والسبب ليس فقط الطقس البارد الذى يجعل الناس تصاب بالإنفلونزا أكثر من مرة أو عدم الاستمتاع بنوم عميق بالليل، وليست القصة فى أن الشخص يكون باردًا وحزينًا دائمًا خلال الشهر، فليست هذه فقط أعراض شهر فبراير، بل إن هناك فبراير الذى يحمل معه مصائب كبيرة.
وأوضحت المجلة أن هناك الكثير من الأشهر السيئة فى السنة، ولكن فبراير هو الأسوأ بكثير، وأن الرومان كانوا أذكى من حكم الشعوب على مر العصور، لأنهم كانوا يستخدمون تقويم «رومولوس»، وهذا التقويم يجعلهم فى الأصل ليس لديهم فبراير.
ومن الواضح أن فبراير هو السبب فى إحداث الفوضى فى التقويم الذى يعيشه الناس الآن، وكان ما فعله الرومان أيضًا دليلًا تاريخيًا على أن الجميع كانوا دائمًا يكرهون شهر فبراير.
ووفقًا للتقرير، فإنه فى استطلاع أجرته مؤسسة «جالوب» عام ٢٠٠٥، تبين أن الشهرين الأول والثانى من العام هما الأسوأ بين الأشهر، وأوضح: «إنها حقيقة، حتى إن الحزبين الأمريكيين اللذين لا يتفقان أبدًا على شىء، وهما الديمقراطى والجمهورى، يتفقان على كراهية فبراير، وأنه يجب أن يكون التقويم (يناير مارس) مباشرة».
وأشارت المجلة إلى أنه غالبًا ما يوصف شهر يناير بشكل غير عادل على أنه سيئ، مثل شهر فبراير، ولكنها ليست حقيقة، فشهر يناير كان جيدًا ولكن عندما تفكر فى الأسبوعين الماضيين من فبراير، ستجد أن الحقيقة هى أن فبراير أسوأ شهور السنة.
وتقول المجلة: «سيحاول بعض الناس إقناعكم بأن شهر فبراير أكثر الشهور برودة ويتساقط فيه الثلج، وأن الثلج نوع من أنواع المرح، متناسين أن شهرى ديسمبر ويناير تتساقط فيهما الثلوج أيضًا، وربما كان الأمر ممتعًا أكثر، ولكن الحقيقة أن فبراير بأحداثه وحتى برودته القاسية وغير الممتعة، وهو أكثر طقس فظاعة فى العام، وعادة ما يتعرض فيه الشخص للمصائب والأمراض».
ويرى التقرير أنها قاعدة أساسية فى فبراير بأنك ستمرض وربما عدة مرات، وستجد نفسك محبطًا بشكل كبير، وستكون نفسيتك فى أدنى مستوياتها، وربما لن تحظى من شهر فبراير إلا بثلاثة أيام فقط تمر دون أن يحدث بها شىء.
وحسب المجلة، فإن شهر فبراير كذلك هو شهر مشاهدة الأفلام السيئة، حيث ذكرت التقارير السينمائية العالمية أن متوسط التقييم لأفلام فبراير يصل إلى ٤٥ نقطة فقط من أصل ١٠٠ نقطة على مواقع تقدير الأفلام الشهيرة ومنها «Rotten Tomatoes»، وهو أدنى مستوى للعام بأكمله، فضلًا عن أن أسماء أفلام فبراير عادة ما تضم كلمة «الموت».
حتى الأحداث التى يفترض أن يتطلع إليها الجميع هذا الشهر سيئة، فقد كانت حفلة «سوبر بول» سيئة، وحفل توزيع جوائز الأوسكار مثار جدل وقلق، فقد انسحب لأول مرة مقدم الحفل وسيقدم الحفل مجموعة من الفنانين، فضلًا عن أن منظمى الحفل كانوا يريدون توفير النفقات وتقليص مدة الحفل، إلا أن ذلك أثار الكثير من القائمين على صناعة السينما والنجوم الكبار، مثل جورج كلونى، وروبرت دى نيرو، وبراد بيت، الذين أبدوا استياءهم، وقد تراجع المنظمون عن خطة تقليص مدة الحفل.
أيضًا من ضمن الأشياء السيئة فى شهر فبراير أنه يشعرك بأن الربيع لا يزال بعيدًا لأسابيع وأسابيع، وحتى عيد الحب الذى يأتى فيه يعد أزمة حقيقية، فهو يأتى بالكثير من الذكريات والأحزان على معظم الناس.
وقد تكون أسوأ جريمة فى فبراير هى قدرته على المضى قدمًا دون أن يكون لدى أى شخص القدرة على فعل أى شىء لإيقافه، فهو يمضى كما لو أن لا أحد يكرهه، وعلى الرغم من أنه أقصر شهور العام، فإنه عمليًا يكون طويلًا للغاية، وبشكل عشوائى، ويستمر وكأن العام كله فبراير.
وتختتم «لانج»، كاتبة التقرير فى المجلة، قائلة: «لا يمكننا اليأس. أقترح أن نتخلص من هذا الشهر بأكمله، لا يجب أن يكون لدينا ٣٦٥ يومًا تقويميًا. من فضلكم، دعونا فقط نطرد فبراير من أجل الخير، نعود إلى تقويم رومولوس، ولا ننظر إلى الوراء أبدًا. أتوسل إليكم. أنا فقط أريد أن أكون سعيدة مرة أخرى».