رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الحوار والتسامح والسلام".. شعار اليوم العالمي للإذاعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يحيي العالم غدا الأربعاء "اليوم العالمي للإذاعة لعام 2019" تحت شعار "الحوار والتسامح والسلام"؛ حيث سيتم تسليط الضوء على دور الإذاعة في بناء عالم أكثر سلما وتسامحا.

وجاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم من قبل الأكاديمية الإسبانية للإذاعة، وجرى تقديمها رسميا من قبل الوفد الدائم لإسبانيا لدى اليونسكو في الدورة 187 للمجلس التنفيذي في شهر سبتمبر 2011، واقترح المدير العام لليونسكو تخصيص 13 فبراير يوما عالميا للإذاعة، لأن الأمم المتحدة أنشأت في مثل ذلك اليوم من عام 1946 إذاعة الأمم المتحدة، وفي 14 يناير 2013 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 124 67؛ باعتبار يوم 13 فبراير يوما عالميا للإذاعة.

والهدف من الاحتفال بهذا اليوم هو إذكاء الوعي بين الجمهور ووسائل الإعلام بأهمية الإذاعة، وتشجيع صناع القرار علي إنشاء وإتاحة إمكانية الوصول إلى المعلومات بطريق الإذاعة، فضلا عن تعزيز التواصل والتعاون الدولي بين جهات البث، فلقد استطاعت الإذاعة منذ البث الأول -قبل ما يزيد عن 100 عام حينما نقل لي دي فورست برنامجًا من مسرح غنائي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية،لتبدأ على إثرها خدمات البث الإذاعي في العديد من الدول في عشرينيات القرن العشرين- أن تكون مصدر معلومات قوية لتعبئة التغيير الاجتماعي، ونقطة مركزية لحياة المجتمع.

وفي عصر التقنيات الجديدة لا تزال هذه المنصة أداة اتصال قوية ووسيلة إعلام رخيصة ومتاحة للجميع، كما أنها مناسبة جدا للوصول إلى المجتمعات النائية والفئات الضعيفة، وتعد منبرا للمشاركة في النقاش العام، بغض النظر عن المستوى التعليمي للناس، وفضلا عن اضطلاعها بدور كبير وخاص في التواصل في حالات الطوارئ، وتقديم الإغاثة في حالات الكوارث، إضافة إلى دورها الهام والحيوي في عمليات البناء المجتمعي، وتنمية الحس الوطني، وتقوية الجبهة الداخلية للمجتمعات والأوطان، من خلال برامج وعمليات التوعية الجمعية للحواضر الإنسانية تجاه القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تهم الوطن والمواطن معا.

وغدت الإذاعة في الوقت الحالي تعتمد على استخدام الوسائل التكنولوجية مثل تقنيات النطاق العريض، والهواتف النقالة، والأجهزة اللوحية، ومع دخول الإذاعة الرقمية أصبحت تؤثر في الأجيال الشابة رأيا وسلوكا واتجاها، وأداة رئيسة في تشكيل الرأي العام، وتوطيد ثقافة الحوار، وزيادة الوعي، ومعرفة الآخر، ومحركا نفاذا نحو تعزيز ثقافة التسامح، ومد جسور التواصل الإنساني، ونبذ ثقافة العنف.

وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته إلي أن "الإذاعة أداة لها مفعول قوي.. فحتى في عالم اليوم الذي تهيمن عليه الاتصالات الرقمية، يصل صوت الإذاعة عددا من الناس يفوق عدد من تصلهم أي منابر إعلامية أخرى... فالإذاعة وسيلة تنقل المعلومات الحيوية، وتذكي الوعي بشأن القضايا الهامة.. وهي منبر يمكن للناس استعماله شخصيا، والتفاعل على موجاته؛ لإيصال آرائهم، وشواغلهم، ومظالمهم، بل أنها أداة يمكن أن تشكل المجتمعات المحلية".

وأضاف "أن في الأمم المتحدة -ولا سيما في عمليات حفظ السلام التي نضطلع بها- تعتبر الإذاعة وسيلة حيوية لإعلام الناس المتضررين بالحرب ولم شملهم ومدهم بأسباب التمكين"، داعيا إلي الاعتراف في هذا اليوم العالمي للإذاعة، بما للإذاعة من قدرة على تعزيز الحوار والتسامح والسلام.

وتدعو اليونسكو جميع المحطات الإذاعية في العالم إلى الاحتفال بهذا اليوم من خلال تنظيم نقاشات عن ماهية الغير، وإشراك مستمعيهم فيها، ومنح صوت لمن لا صوت له، إضافة إلى تشجيع المستمعين على مشاركة تجاربهم الخاصة، والعمل التشاركي بروح التسامح والسلام والديمقراطية.

وتبرز الاحتفالية هذا العام أهمية الإذاعة باعتبارها قوة لحشد المشاركة المدنية والتنمية، إضافة إلى دورها في الاحتفال بالبشرية في ظل تنوعها، ورفع مستوى الوعي بين المستمعين، وإلهام الفهم لوجهات نظر جديدة لتمهيد الطريق للعمل الإيجابي.

وقد كشفت دراسة لليونسكو -عن "دور الإذاعة في تنمية فكر المواطنين، وخلق التماسك، وتعزيز الحوار والسلام من خلال البرامج الإذاعية" من خلال تحليل البيانات لأكثر من 1000 شخص من جميع أنحاء مالي وتشاد والنيجر- أن الاستماع إلى الراديو قد غيرت وجهات نظر وسلوك الأفراد، ومكن من السيطرة على الظروف الديموغرافية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، وأظهر السكان في هذه البلدان الذين تعرضوا للبرمجة سلوكا مدنيا متغيرا، وأنماط استماع متغيرة مقارنة مع نظرائهم.

وتظهر النتائج أن الأفراد الذين تعرضوا لبرامج الحكومة الأمريكية المتعددة المستويات كانوا أكثر ميلًا للاستماع إلى البرامج الإذاعية الخاصة بالسلام والتسامح، علاوة على ذلك، شارك الأفراد -الذين استمعوا بشكل أكثر انتظامًا لمثل هذه البرامج بشكل أكثر تكرارية في الأنشطة المدنية- في دعم العمل مع الغرب؛ لمحاربة الإرهاب.

وتأمل اليونسكو أن تعترف المنظمات الغير حكومية والحكومات على حد سواء بالقوة الموجودة في البرامج الإذاعية، وستستمر في الاستثمار في البرامج التي يمكنها سد الثغرات وتجميعنا.
يذكر أن البث الإذاعي بدأ في مصر في عشرينات القرن العشرين، وكانت عبارة عن إذاعات أهلية، وبدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية في 31 مايو 1934 بالاتفاق مع شركة ماركوني، وتم تمصيرها في عام 1947، وإلغاء العقد مع شركة ماركوني.