رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جولة داخل "حارة زغيب".. أسرار وخبايا صناعة المجوهرات (فيديو)

حارة زغيب
حارة زغيب

حارة زغيب.. ذلك الممر الذي يقع بين تقاطع شارع عبدالخالق ثروت وقصر النيل، بمنطقة وسط البلد، والذي اشتهر بوجود أقدم عدد من الجواهرجية وورش صناعة الذهب والألماظ، والتي يرجع تاريخها لما يقرب من قرن.

مرت عقود عديدة على حارة "زغيب"، والتي لازالت متميزة بأقدم محال للمجواهرت على الرغم من تغير الصناعة وتبدل حال المنطقة والحارة.

في جولة لـ "الدستور" داخل أروقة حارة "زغيب"التقت بـ "أمين" أقدم جواهرجي في الحارة، والذي كان يوجد وسط العديد من الصناع التي انحصرت جنسيتهم بين أرمانيا وإيطاليا وهم أوائل الناس في تلك الصناعة بالحارة.

وأوضح "أمين"، أن المصنوعات التى تخرج قديمًا من الحارة كانت من أجود وأرقى المصنوعات التي صُنعت جميعها بشكل يدوي، لافتًا إلى أن حال الحارة من حال الدنيا والتي تتغير مع تغير الزمان، فقديمًا كان السوق حكر على الأرمان والإيطالين، ولكن بعد مغادرة الاحتلال لمصر تغيير الحال مع وجود عدد قليل من الأرمان والذين لازالوا داخل الحارة محتفظين بمهنتهم.

كانت أم كلثوم أحد رواد حارة زغيب، والتي كانت تحرص على اقتناء مجوهراته من إحدى المحال هناك، كما كانت السندريلا زبونة دائمة لمجوهرات رزق أمين، ومن جانبها محرم فؤاد وسمير صبري وغيرهم من المشاهير الذين كانوا مترددين على الحارة، حسبما قال أمين.

أما مارجيروس أجوبتس، الشهير بمارديج أحد أصحاب محال المجوهرات القديمة، في حارة زغيب، أرماني الأصل ومصري الجنسية، يقول إن "حارة زغيب شهدت العديد من التغيرات خلال الثلاث عقود الماضية، فكانت من قبل بداية من مقدمة الحارة وحتى أخرها محال مجوهرات، ولكن اليوم أغلق عدد كبير من المحال ولم يبقى لهم سوى ذكريات".

وتابع قائلًا: "الحارة كان لها رواج في الماضي والعديد من الزبائن، على عكس حال اليوم، فكل محل يحاول قدر المستطاع الحفاظ على زبائنه الذين اعتادوا التردد عليهم منذ عقود عديدة".

وترجع تسمية الحارة بهذا الأسم، إلى وجود علاقة نسب بين أخت زغيب باشا والخديوي، والذي عقب وفاتها أهدى الخديوي زغيب باشا تلك الحارة وبعض المناطق المحيطة، كنوع من أنواع التعويض عن وفاه أخته- حسبما قال مارجيروس- والذي أبدى اعتراضه على إطلاق كلمة حارة على المكان حيث، إنها أسوع بكتير من أن تكون مضيق ولابد من تسميتها شارع زغيب.

وكان قديمًا لا يوجد سوى سوق الغورية والمناخ وهو المجاور لزغيب، المتخصصين في صناعة وبيع الذهب، تلك الصناعة التي اختلفت كثيرًا عن زمان، حيث إنها كانت تعتمد اعتمادًا كليًا على الصناعة اليدوية ولكنها تطورت لتصبح صناعة ثلاثية الأبعاد.