رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بريطانيا تؤدب عملاءها فى دورات المياه


ساعات طويلة عاشها الإرهابى عبدالرحمن عز داخل دورة مياه بمطار «إدنبرة» البريطانى، ينزف من وجهه عقب الاعتداء عليه بالضرب المهين من قِبل أحد ضباط الشرطة هناك، وذلك بعد منعه من ركوب الطائرة المتجهة إلى باريس لتغطية أخبار تظاهرات أصحاب السترات الصفراء التى كانت مقررة السبت الماضى، ورغم كل هذا خرج «عز» ذليلًا لا يجرؤ على أن يدين أسياده الذين وضعوه موضع النفايات البشرية ولو بكلمة صغيرة، حتى زميله الإرهابى عمرو دراج مؤسس شبكة «رصد» التخريبية، حاول تصوير الأمر على أنه تصرف فردى، زاعمًا أن الشرطة البريطانية نزيهة.
هذا فى الحقيقة ليس غريبًا عمن يحملون صفات العبيد، كما قرأنا عنهم كثيرًا، فالعبيد يرون أن أسيادهم دائمًا على حق وغيرهم على باطل، وأن أسيادهم حكماء فضلاء عقلاء وغيرهم حمقى وجهلة ومغفلون.
كذلك يؤمن العبيد أن الأسياد الذين يخضعون لهم نبلاء ووطنيون مهما امتلأت أيديهم بدماء أبناء الوطن.
والكل يعرف أنه لو كان هذا الإرهابى قد احتجز بمثل هذه الطريقة فى مطار بلاده، لملأ الدنيا نواحًا ونباحًا، ولسارع زملاؤه فى جوقة الإرهاب بمخاطبة منظمات حقوق الإنسان، للتحرك وإصدار البيانات التى تشجب وتدين احتجاز الصحفى «المزعوم» عبدالرحمن عز.. الذى بدأ حياته ناشطًا تخريبيًا فى جماعة ٦ أبريل، وعقب انفصاله عنها ارتمى فى حضن جماعة الإخوان، التى منحته صفة الصحفى لتتيح له حرية التنقل هنا وهناك، وكانت قيمة أول عقد عمل له فى شبكة «رصد» ١٥٠ ألف جنيه شهريًا عقب ثورة ٢٥ يناير المزعومة.
الموقف الأخير أثار بعض التساؤلات حول هذا الموقف المذل للأخ عز، الحاصل على اللجوء السياسى هناك، وهل يعنى تغييرًا فى مواقف الأجهزة الأمنية هناك من هؤلاء الإخوانجية؟ وهل عبدالرحمن عز هو المقصود وحده بالموقف أم أنها رسالة موجهة له ولكل من هو على شاكلته؟.
وهناك تفسيرات - وإجابات - كثيرة يمكن أن نسمعها فى هذا السياق، ولكن الأقرب إلى نفسى أن أجهزة الأمن البريطانية، التى تحترف تربية ورعاية الكلاب منذ سنوات بل عقود بعيدة، تمتلك خبراء فى ترويض وتأديب هؤلاء الكلاب إذا ما تجاوزوا حدودهم أو أدوارهم المرسومة لهم، والتأكيد لكل منهم أن أى محاولة للابتكار غير المحمود، قد تنتهى برميك فى مكب للنفايات أو حتى فى دورة مياه، وبعدها لن يحتاج الأمر إلا إلقاء القليل من المياه فوقك لتنتهى إلى الأبد.
الدرس الثانى والأهم الذى أراد خبراء ترويض الكلاب فى أجهزة الأمن البريطانية، توجيهه للمدعو عز وأمثاله، هو «أننا نشجع وجودكم كنشطاء وكمخربين فى بلادكم لأنها هدفنا، ونحن ندفع لكم الكثير من الأموال والامتيازات التى تفوق قيمتكم الحقيقية فى الحياة من أجل تحقيق هذه الأهداف، لكن عندما تقررون نقل نشاطكم إلى ساحة الشانزليزيه حتى لو اقتصر الأمر على التصوير لقناة الجزيرة أو للقنوات الإخوانية، فلا بد أن يكون ذلك بموافقتنا، ففى وقت الضرورة سوف يسألوننا عنكم».
الرسالة الأهم التى لن يحتاج الأسياد البريطانيون أن يخبروا بها هذا العبدالرحمن عز وأمثاله، لأنها مسألة معروفة ومحسومة هى «أنكم مجرد أدوات وعملاء بعتم أوطانكم مقابل المال، وسوف نحميكم طالما أننا مستمرون فى محاولة تحقيق هذه الأهداف، وطالما أنكم مستمرون فى الخضوع والولاء وهز ذيولكم كلما ألقينا لكم الطعام.. ولا تتوقعوا منا الحد الأدنى من الاحترام، فلا أحد يحترم من يخون وطنه، أو من يبيعه ويسعى لتخريبه مقابل حفنات من الأموال، فالخونة لا يحترمهم أحد، ولا يستغرب أن يتم حبسهم وإذلالهم فى دورات المياه المظلمة».