رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أطباء نفسيون: رحمة خالد أيقونة الأمل لأسر ذوي الاحتياجات الخاصة

رحمة خالد
رحمة خالد

كان ظهور رحمة خالد على فضائية "DMC" كمقدمة برنامج بمثابة حراك للمياه الراكدة، حيث اعتاد ذوي الاحتياجات الخاصة تجنب حلم الشهرة والبعد عن دائرة الضوء أو الظهور الإعلامي، حتى جاءت الشابة العشرينية وكسرت هذا الحاجز، فأصبحت واحدة ضمن فريق مقدمي البرامج على قناة كبيرة ولها متابعين من كافة أنحاء الوطن العربي، واستهلت أولى حواراتها مع مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، ثم تلاها الفنانة يسرا.

"رحمة خالد رسالة تشجيع ليس فقط لأصحاب الإعاقات ولكن لذويهم".. هذا ما أكده الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، وخبير العلاقات الأسرية، خلال تعليقه على ظهورها.

وقال الدكتور محمد هاني،- في تصريحات خاصة لـ "الدستور": ظللنا نحلم بأن يتم دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة المجالات، ومؤخرًا استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يحجز لهم مكانًا في الإعلام بظهورهم في منتديات ومؤتمرات الشباب، ورحمة هي رسالة تشجيع للأسر بألا يفقدوا الأمل في أبنائهم، لأن لكل إنسان رسالته في الحياة التي يؤديها، ووجود إعاقة لا تعني نهاية الطريق.

وأرجع "هاني" الفضل للأسرة في المقام الأول في نجاح رحمة، بقوله:"هي من البداية بطلة سباحة، وهذا يعود بالطبع لوالدتها التي لم تفقد الأمل فيها، بل كانت الداعم لحلمها واليد الخفية لدفعها للأمام، فقد تعلمت من أجلها طرق مخاطبة أصحاب متلازمة داون".

وأضاف أنه "مع الوقت أصبحت والدتها تتابع أحلام الابنة وتحقق لها كل الأمنيات بالإمكانيات المتاحة لتعليمها ما تحبه مثل فن التقديم الإذاعي والعمل الإعلامي من خلال تلقي الدورات التدريبية، حتى عملت بالفعل مقدمة في برنامج على راديو صوت العرب، وأخيرًا أصبحت أول مذيعة من متلازمة داون تقدم برنامج على الهواء مباشرة".

ويرى استشاري الصحة النفسية، أن طريقة كلامها تعطي درسًا لأصحاب الاحتيجات الخاصة مفاده أن دوركم لا يقل عن أي شخص فى المجتمع، مشيرًا إلى أن ما تحتاجه مثل كل الأشخاص إلى المزيد من التدريب والإصرار على استكمال المشوار الذي بدأته فتحولت لأيقونة يحتذي بها الكثير من الأسر، وتجدد لدى من لديه ابن صاحب إعاقة بأن النجاح يمكن أن يكون حليفه بالإصرار والاستمرارية في التعلم.

العالم يتجه إلى سياسة دمج ذوي القدرات الخاصة:
في عام 2015 تنبهت الجمعية العامة للأمم المتحدة لأزمة دمج الأطفال ذوق الاعاقة والاحتياجات الخاصة في المجتمعات، ومن خلال خطتها للتنمية المستدامة التي وضعتها لعام 2030 شملت 17 هدفًا من أهداف التنمية من المفترض أن تكون جميعها واجبة التنفيذ عالميًا، ووضعت عدة أهداف للأشخاص ذوي الإعاقة وهي الحقوق في: التعليم الجيد، العمل اللائق والنمو الاقتصادي، المساواة، إقامة مدن ومجتمعات محلية مستدامة، إقامة شراكات من أجل تحقيق الأهداف.

وحول هذا الأمر يكشف الدكتور محمد هاني، أن الأزمة أبعد من مؤسسات تسعى لدمج الأطفال، فهي في المقام الأول ثقافة مجتمع يحتاج أفراده للنظر لكل مختلف باحترام وتقدير، كما نحتاج إلى خلق مناخ تربوي مناسب على أعلى مستوى يجعل الجميع يفسحون المجال لذوي القدرات الخاصة.

ويذكر موقع "totali jobs" المتخصص في النصائح الخاصة بالموظفين، أن الشركات تحتاج تكون شريكة في دمج العاملين من ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تثقيف الموظف حول متلازمة داون وتسليحهم بالمعرفة.

وفي تقرير مختص لتعليم الموظفين الطرق المثلى للتعامل مع الموظف المصاب بمتلازمة داون، نصح الموقع أنه "على الرغم من أن بعض البالغين المصابين بمتلازمة داون قد يحتاجون إلى تدريب إضافي أو وقت لتعتاد على بيئة عملهم، فلا تقللوا من قدرتهم على العمل".

من جانبه أوضح الدكتور نبيل حلمي، أمين عام جمعية مصر الجديدة، أن هناك برامج خاصة وأنشطة ترفيهية يمكن تطبيقها لكل ذوي الهمم والقدرات الخاصة، مضيفًا أن دمجهم في المجتمع هو ضرورة للمجتمعات المتقدمة.

وأضاف "حلمي" لـ "الدستور"، أن "كل شخص لديه طاقة إبداعية يمكن تطويرها، وكلما سعينا لتنمية مهارات أبناءنا من ذوي الاحتياجات الخاصة بالترفيه والأنشطة المختلفة استطعنا أن نكسب أفراد عاملين ومتفوقين بالمجتمع مثل رحمة".

أما الدكتور هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، فترى وجود أكثر من فئة في المجتمع عليها التكاتف سويًا لأجل تحقيق هذا الدمج، فعلى مستوى الأسرة فهي النواة الأولى لدفع أبنائهم لتخطي العقبات، مشيرة إلى أن الأم والأب يقع على عاتقهما مسئولية كبيرة فالأم هي السر وراء نجاح الطفل وتخطيه لعقبات مرض الضعف المعرفي والأب أيضًا هو الداعم وصوت العقل الذي يدفع بأبناءه للنجاح وكسب الثقة بالنفس.

وترى "عيسوي" أن دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لم يتحقق في مصر بصورة مؤثرة، كما أن تواجدهم في المدارس والأندية والأنشطة العامة لايزال باهتًا، ويحتاج لبذل المؤسسات الرياضية والتأهيلية والتعليمية لتفهم طبيعة كل إعاقة والتعامل معها.

أما المعلمون في المدارس فهم في حاجة طيلة الوقت إلى تدريبات للتعامل مع الصغار بشكل عام وأصحاب الإعاقات بشكل خاص، ووفق الدكتورة هبة، فإن رحمة كسرت الصورة النمطية لأصحاب متلازمة داون التي كانت تهمشهم وتبعدهم عن المجتمع ودوائر الضوء، فهي دليل على أن هؤلاء الأطفال قادرون ولكن بصورة مغايرة، وكونها بطلة رياضية ومؤخرًا إعلامية، فهي نموذجًا مشرفًا على كل المؤسسات أن تحذو حذو هذه القناة وتبحث عن المواهب في كل الفئات ولا يقتصر الأمر على الأشخاص العادية بل يجب دعم وتأهيل كل من له قدرة بشكل مغاير عن المعتاد، ومع الوقت ستتغير النظرة من كون أصحاب متلازمة داون غير قادرين إلى مختلفين ومتميزين.