رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرسى عميل الشيطان الأمريكى


المسألة واضحة وضوح الشمس، لا يستطيع أن ينكرها من لديه بصر، كما أنها لا تحتاج إلى دليل، فالشاعر يقول: وليس يصح فى الأفهام شىء إذا احتاج النهار إلى دليل... وإذا أردنا النتيجة مباشرة قبل أن نشرح الأسباب سأقول لكم : إنها مرة واحدة من قبل التى طلبت فيها أمريكا

من مصر الإفراج عن شخص يهمها، كان هذا الشخص هو الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام، وبالعلامات الاستفهام التى ستملأ مقالى عندما تكون المرة الثانية التى تطلب فيها أمريكا الإفراج عن شخص آخر، تكون من نصيب محمد مرسى، ذلك الرجل الغامض الذى ظهر علينا بصورة الغبى، وهو فى الحقيقة متغابى، وكان تغابيه سبب وصوله إلى رئاسة مصر، أما إصرار أمريكا على الإفراج عنه لدرجة أن يلح فى ذلك وليم بيرنز فهذا من الأمور الملفتة للنظر، والنتيجة الوحيدة التى نصل إليها من خلال هذا الطلب هو أن محمد مرسى كان جاسوسًا لأمريكا، ليس جاسوسًا عاديًا ولكنه جاسوس غير عادى إذ إنه هو الجاسوس الوحيد الذى استطاع الوصول إلى موقع رئيس جمهورية، لذلك فهو فى عيون أمريكا وفى قلبها.

وإذا تتبعنا تاريخ محمد مرسى ستقف أمامنا علامات استفهام على علامات تعجب كثيرة، فمرسى ذلك الفتى الغض الغرير القروى الساذج الذى لم تكن له علاقة من قبل بالعمل السياسى أو الإسلامى يحصل على بكالوريوس الهندسة، ومن تصاريف القدر أن يحصل على منحة للدراسات العليا فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، فيذهب هذا الغرير إلى أمريكا وهو الذى كان أبعد بلد ذهب إليه من قبل هو القاهرة عندما حط رحاله فى المدينة الجامعية بجامعة القاهرة تلك المدينة التى أنشأها جمال عبد الناصر والآن هو على مشارف قارة كبرى وإمبراطورية تريد أن تلتهم العالم.

احترفت أجهزة المخابرات الأمريكية التقاط بعض الطلاب الوافدين إليها لعل أحدهم يصلح للقيام بأدوار ما عندما يعود إلى بلده، وقبل حصوله على الدكتوراه تعرف مرسى على موسى أبو مرزوق أحد زعماء الطلاب الفلسطينيين، وفى السر استطاع أبو مرزوق ضم مرسى للإخوان، ثم قام بتقديمه لمصطفى مشهور الذى كان يسعى وقتها فى أمريكا وأوروبا لإنشاء التنظيم الدولى للجماعة، وثق مشهور فى مرسى وقربه إليه.

وحين عاد الاثنان إلى مصر قبيل وفاة عمر التلمسانى أخذ مرسى يترقى فى الجماعة بسرعة البرق وبشكل لم يحدث مع أحد قبله، رغم مخالفة هذا الترقى للوائح الجماعة التى تحظر على أى فرد تولى مواقع مسئولية قبل مرور خمس سنوات على انضمامه للجماعة، فى حين أن مرسى لم يكن قد مر على انضمامه إلا عامان فقط، وباختصار ودون أن نزحم عقولكم بالتفاصيل يكفى أن نعلم أن يدًا حانية كانت تغدق الأمان على مرسى، فبدءًا من أول قضية عسكرية عام 1995 إلى آخر قضية عسكرية عام 2007 وعددها سبع قضايا لم يحدث أن كان مرسى متهماً فى أيها رغم أن هذه القضايا كانت تأخذ كل القيادات فى كل الأقسام، إلا مرسى وحده من دون كل القيادات الذى نجا من المحاكم العسكرية وأحكامها !!!!.

وحين مرت السنوات وقبل ثورة يناير بأربع سنوات فوجئنا بعصام العريان يرسل رسائل الطمأنة للحكومة الأمريكية وللحكومة الإسرائيلية قائلا فى كلمات ألقاها فى السفارة الأمريكية وفى حوار له مع جريدة الحياة: على الحكومة الإسرائيلية أن تطمئن إذ إننا لو وصلنا للحكم فإننا سنحافظ على كامب ديفيد وعلى كل اتفاقيات السلام.

وجاءت لحظات التمكين، وأمريكا التى لا تبحث إلا عن حرية إسرائيل، وديمقراطية نفسها، إذا بها تصبح راعية للديمقراطية والحرية فى مصر، فتستقبل مصر قبل انتخابات الرئاسة وفودًا أمريكية تهرع لمقابلة محمد مرسى الذى كان قد أصبح رئيساً لحزب الإخوان، ثم يَصدر تصريح من هنرى كيسنجر على خلفية مؤتمر فى تركيا حيث قال لوزير خارجية مصر : إن الإخوان سيقدمون أحدهم للترشيح للرئاسة، وتعجب وزير الخارجية لأن الإخوان أعلنوا أنهم لم يخوضوا هذه الانتخابات، ولكن يبدو أن القرار كان يصدر من البيت الأبيض لا من بيت المقطم !!.

وكان أن مارست أمريكا ضغوطها لإعلان فوز مرسى، ثم من بعد أن أسقط الشعب الإخوان ومرسى فى ثورة يونيو العظيمة والتى لا سابقة لها فى العالمين إذ بأمريكا تتحدث عن انقلاب عسكرىٍ! ويا ويح هذه الخزعبلات التى يهرطقون بها، أأنقلاب يتم تحديد موعده مسبقا ثم يقوم بنقل الحكم للمدنيين، إذن كيف كان الحال مع مبارك بعد الثورة عليه عندما تسلم الحكم عسكريون! لماذا لم يصفوا ما حدث وقتها بالانقلاب ؟ ولماذا لم يطالبوا بالإفراج عن مبارك؟! فقط هو مرسى الذى يهم الإدارة الأمريكية وتوابعها من الحكومات الأوروبية، فلدى مرسى أشياء رهيبة لو كشفها فى التحقيقات لتهاوت الخطط الأمريكية فى المنطقة، ولكنها تهاوت بفضل الشعب المصرى الذى لم يوجه صفعة للإخوان ولكنهم وجهوا صفعة قاسية لأمريكا ورئيسها وخططها التخريبية... المهم أن شبكة الجاسوسية الإخوانية الأمريكية انكشفت، وظهر القبح الذى تدثر فترة برداء الإسلام، هذا القبح الذى تحول إلى قيح ثم قمنا بالتطهر منه، وإذ انكشف المستور فليس لنا الآن إلا أن نقول لهؤلاء الجواسيس المشوهين الأغبياء، وشيطانهم الأكبر العم سام: عمر طويل فى طاعة الشيطان