استعدادات ميناء الإسكندرية في فصل الشتاء

تعتبر مدينة الاسكندرية، من أجمل المدن الساحلية ولها ترتبيات خاصة في فصل الشتاء ارتباطها بسقوط الأمطار بغزارة وحدوث النوات، أما ترتبيات واستعدادات ميناء الإسكندرية تكون خاصة جدًا لارتباطها بالسفن والبحر والبر والجو، وعلاقتها بالأحوال الجوّمائية.

وقال رضا الغندور، المتحدث الرسمي لميناء الإسكندرية، إن الميناء يتخذ عدة إجراءات قبل فصل الشتاء حيث يتم مراجعة غرف الصرف في الساحات والأرصفة للقضاء تمامًا علي تراكم المياه سواء في الساحات أو الأرصفة، ومراجعة المولدات الكهربائية الرئيسية والاحتياطية وتجهيز الوحدات البحرية ووحدات الانقاذ والمطافئ والاسعاف، ووضع نوبتجيات إضافية وتدريبها علي العمل لفترات طويلة.

وأضاف "الغندور" أن المقصود بوقف التحركات هو عدم تحرك أي وحدة بحرية سواء كانت قاطرة أو (لانش إرشاد) أو مركب صيد أو سفينة أو قارب صيد؛ في المناطق التي يتم تحديدها وفي الغالب يكون المسطح المائي للميناء بالكامل علي أن تلتزم كل وحدة بقرار وقف التحركات فور الإخطار به ويلتزم الجميع بمكان وقوفه حتي انتهاء مدة وقف التحركات.

ويتم وقف التحركات إما لأسباب أمنية أو لأسباب تتعلق بتقلبات جو مائية وفي حالة التقلبات الجو مائية يتم وقف التحركات لفترات قصيرة جدًا حتي يهدأ الجو ويتم قياس الرصدة الجو مائية لاتخاذ قرار غلق البوغاز أو استئناف العمل.

وأن غلق البوغاز ليس إغلاق الميناء وإنما يقصد به عدم السماح للسفن بالدخول أو الخروج من والي الميناء، وأثناء غلق البوغاز تتم عمليات الشحن والتفريغ بشكل طبيعي باستثناء البضائع التي تتأثر بالمطر لا يتم تفريغها أثناء المطر الشديد ومنها القمح علي سبيل المثال، وكذلك حركة الشاحنات تسير بشكل طبيعي أثناء غلق البوغاز، وذلك بعد قياس الرصدة الجو مائية ويتم فيها قياس سرعة الريح، ودرجة الرؤية، وارتفاع الموج، وحالة الطقس، وشدة التيار، وعند وصول هذه القياسات الي المعدلات التي تعيق حركة السفن والقاطرات وتحول دون خروج لنشات الإرشاد يتم غلق البوغاز، والذي يقرر غلق أو فتح البوغاز إدارة حركة السفن التابعة للادارة المركزية للحركة بالميناء، كما يتم غلق البوغاز عند وصول الرياح الي 28 عقدة فأكثر، وعند وصول ارتفاع الموج الي 4 متر فأكثر أو حين تنعدم الرؤية.

أي أن هناك ثلاثة أشياء رئيسية تؤثر في قرار غلق البوغاز هي ارتفاع الموج، سرعة الريح، ودرجة الرؤية، وارتفاع الموج يبدأ في الانخفاض تدريجيا بعد هدوء الريح ويتطلب عودة الامواج الي المعدل الطبيعي من 6 الي 8 ساعات بعد هدوء الريح.

وأشار "الغندور" أن الطقس السيء يقصد به وصول ارتفاع الموج إلى أقصى معدل وكذلك سرعة الرياح والعواصف والمطر الشديد وانخفاض درجة الرؤية، وهناك احتياطات للطقس السيء هي "تجهيز القاطرات على مدار الساعة تحسبا لحركة؛ أو جنوح سفينة وطلبها للمساعدة.

وأكد "الغندور" أن مركز العمليات وإدارة الأزمة بالميناء مستعد علي مدار الساعة، واتصاله الدائم بمراكز عمليات القاعدة البحرية والمحافظة والشرطة وقطاع النقل البحري والوزارة وراديو الميناء والسفن وإدارات الميناء المعنية، والتنبيه على السفن أن تكون جاهزة للإبحار في أي وقت "يتم تشغيل ماكيناتها بشكل مستمر" تحسبا للحركة في أي اتجاه حسب التعليمات.

وأوضح مدى جاهزية لانشات الإرشاد لأي مناورة لدخول أو خروج أو حركة أي سفينة لأي ظروف طارئة، واستعداد وحدات الانقاذ البحري ووحدات التلوث البحري الدائم، وزيادة عدد النوبتجيات وتدريبها علي الاستمرار في العمل لأوقات أطول وذلك لضمان استمرار العمل وعدم توقفه إذا تسببت غذارة الأمطار في إعاقة حضور العاملين الي الميناء، والكاسحات للتصدي لأي مشكلة في الصرف الصحي نتيجة غذارة الأمطار، والمولدات الكهربائية البديلة لضمان استمرار عمل أجهزة الربط الإلكتروني إذا انقطع التيار الكهربائي الرئيسي، وتكثيف التواجد الأمني علي المباني والبوابات والأرصفة والساحات والسفن المتراكية علي الأرصفة، وتجهيز أسعاف علي مدار الساعة داخل وخارج الميناء.

وأكد الغندور أن أغلب الحوادث التي تحدث تتمثل في "قطع شمية "رباط"، واصطدام سفينة بأخري، واصطدام سفينة بقاطرة أو لنش إرشاد، وشحط سفينة، وجنوح سفينة، وجر مخطاف، واصطدام سفينة برصيف".

أما النوات التي يشاهدها ميناء الإسكندرية هي عبارة عن 18 نوة بإجمالي 70 يوم تقريبا، من خلال التجربة يتم غلق البوغاز لمدة 30 الي 35 يوم فقط في السنة حسب إحصائيات آخر خمس سنوات.

والمناورة هي أثناء غلق البوغاز ورغم عدم دخول أو خروج سفن يمكن عمل مناورة "عملية دخول أو خروج سفينة من وإلى الميناء أثناء الطقس السيء أو أثناء غلق البوغاز"، ويتم خلال المناورة في خروج لنش إرشاد بطاقم مدرب تدريب جيد لتوصيل مرشد إلي السفينة المراد دخولها خارج البوغاز وصعود المرشد علي السفينة لتولي قيادة السفينة للدخول بها الميناء، وخروج عدد من القاطرات لمساعدة السفينة في الرسو علي الرصيف وذلك في حالة دخول سفينة إلي الميناء، أما في حالة خروج سفينة فيصعد المرشد علي السفينة من علي الرصيف وتولي القيادة للخروج من الميناء بمساعدة القاطرات وإذا تعثر نزوله خارج البوغاز يسافر مع السفينة الي أقرب ميناء آمن ثم يعود طيران علي نفقة السفينة أو التوكيل من السفن التي تدخل بمناورة "السفن السياحية، وسفن المواشي، والسفن التي تحمل سلعة استراتيجية بها عجز داخل البلاد كالسولار والمازوت في فصل الشتاء، والسفن التي بها أعطال يصعب التعامل معها في منطقة المخطاف" وما يشابه هذه الحالات.