رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمود القلعاوي.. التكريم بشرى للموت

محمود القلعاوي
محمود القلعاوي

ينتظر في الاستديو لتصوير أحد المشاهد التي تعاقد عليها وهي قليلة في غالب الوقت مشهد أو مشهدين، وربما ينتهي اليوم ولا ينال إلا كلمة"تعالى بكرة يا أستاذ محمود".

كلمة باردة وثقيلة على قلب الفنان محمود القلعاوي، الذي كان ينتظره الجمهور في ويحفظ إيفيهاته وحركاته على خشبة المسرح، خاصة في مسرحية "الجوكر" مع الفنان محمد صبحي.

راعى ظروف الزمن وتلقباته، واقتنع بوجهة نظر الفنانة إسعاد يونس "أهم منك وبينزلوا يشتغلوا أدوار صغيرة"، فقبل المشاركة في فيلم"على سبايسي" وكان عبارة عن مشهدين فقط، فقدمهما، لكنهم حذفوا منهم مشهدًا، فقرر الرجوع لقناعاته، لن يقف أمام الكاميرا إلا ليقدم ما في قناعته هو شخصيًا.

لم يعلن"القلعاوي" اعتزاله، لكنه احترم تاريخه وفنه، وقرر الابتعاد عام 2008، وقر أن يظل في أذهان الجمهور بأنه الفنان الذي يضحكهم عن موهبة حقيقية، ورفض الظهور تحت وطأة الظروف وصعوبتها وكونه لا يجد مالًا ينفقه على نفسه. حسبما قال في حوار صحفي سابق.

أثناء ظهوره ضيفًا على برنامج "صاحبة السعادة"، قال:"أنا عيل وأحب اللعب، وكل الأدوار التي تأتي لي لأكون ضيف شرف فقط، ولم أجد دورًا يناسبني".

هجره الفن، ولم يجد عمل فني يليق به، وفوق ذلك، تخلى عنه اصدقائه من الوسط الفني، ولم يصله إلا القليل، قال:"منهم صلاح عبد الله، أحمد بدير، أحمد آدم، يسري الإيبياري". لكنه لم يحزن لأنه حال الدنيا فمن تنحصر عنه الأضواء، تنشغل عنه الناس.

عاود طاقم عمل مسلسل "رأس الغول" المحاولة مع "القلعاوي" للمشاركة في العمل الدرامي في موسم رمضان 2016، لكنهم خذلوه مرة أخرى، وزادوا الطين بلة، فحسبما ذكر"القلعاوي" في حوار صحفي سابق: "كلموني ورحت، ورفضوا اعطائي الورق بتاع الدور، وبعد إلحاح مني، شافوا اني دمي تقيل، فمكلمونيش تاني، عموما يمكن بفتكروني بعد رمضان وكلموني".

لم يبدأ "القلعاوي" حياته ممثلًا، بل مطربًا، في مسلسل للاطفال"شجرة الحوادييت"، يغني فيه مقابل 12 جنيهًا للحلقة، وشارك في أول عمل سينمائي عام 1971 في فيلم"لعنة امرأة" بطولة فريد شوقي وناهد شريف.

بعد مشاركته في مسرحية "الجوكر"، كانت أكثر لحظاته الفنية توهجًا، ذاع صيته خاصة بين الجمهور، وارتفع اجره بين المنتجين، فكان أجره في أول سنة عمل في المسرحية 400جنيه، وبعدها ارتفع اجره الى 600جنيه.

كل هذا التوهج، كان مصادفة، ومشاركته في "الجوكر" لم تكن عن طريق الحساب والاستعداد، فاثناء ذهاب"القلعاوي" للفنان محمد صبحي لتهنئته على المسرحية، طلب منه"صبحي" الانتظار، وظل 3أيام في صالة العرض يشاهد المسرحية، وشارك في اليوم الرابع بدون بروفات، وأفسد المسرحية لمدة أسبوع تقريبًا، وحقق نجاحًا بعدها كبيرًا، وشهدت المسرحية حذف احد إفيهاته، فكما قال أثناء حلقته في "برنامج صاحبة السعادة":أحلى إفيه تم حذفه بسبب رقابة التليفزيون، كان يقول (أمك.. غسالة)، وأنا أرد (ست الحبايب يتقال عنها غسالة.. ثم.. دى بطلت)، وكنت آخذ الإفيه وأرد من عندى، لكن فور انتهائى من المشهد مددت يدى لعم أيوب حتى يقف، ولم أجد ماجدة لأنها دخلت الكواليس، فقلت أى كلام حتى دخلت ماجدة، وبعد المشهد قلت لها (معقول تسيبينى فى المسرح)، لترد مش قادرة.. كان لازم أدخل الحمام".

رحل القلعاوي اليوم، وهو نفس الشهر الذي رحلت فيه شقيقته الفنانة الأكبر سنًا، التي ساعدته ودعمته لدخول الوسط الفني، وكان هو رفيقها في أيامها الأخيرة أثناء فترة مرضها.

أثناء تكريمه عام 2011 من مهرجان الكوميديا قال القلعاوي:"باين عليهم بيكرموني، عشان يبشروني بالموت".