رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"محسن وسمير وبينهما محفوظ".. قصة تعرض جريدة الجمهورية لشبح التوقف

محسن محمد وسمير رجب
محسن محمد وسمير رجب

تزخر الصحافة المصرية بالعديد من الحكايات والكواليس، التي عادة ما تشكل مواد خصبة لكثيرين ينسجوا من وحيها مجلدات ومؤلفات.

تلك الحكاوي الثرية كانت حاضرة وبقوة في كتاب "صحفيون غلابة.. الكتابة بنظر 660"، والذي رصد فيه مؤلف العمل الكاتب الصحفي محمد العزبي، العديد من تلك القصص التي عاصرها خلال نصف قرن أو أكثر قضاها في بلاط الجلالة.

واحدة من تلك القصص التي رواها "العزبي"، دارت رُحاها داخل جدران مؤسسة "دار التحرير"، عندما صدر قرار تعيين محفوظ الأنصاري رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية، ليبقي محسن محمد رئيسا لمجلس الإدارة، والذي كان يجمع بين الرئاستين.

أولي فصول الحكاية بدأت بين الطرفين بعد أيام قلائل من صدور قرار تعيين كلا منهم في منصبه الجديد، حيث أشعل شرارة الخلاف بينهم مقال الكاتب الصحفي سمير رجب، والذي كان يشغل حينها منصب رئيس تحرير جريدة المساء.

«محفوظ» رفض نشر مقال «رجب» على صفحات جريدة الجمهورية، باعتباره الذراع اليمني لرئيس التحرير السابق محسن محمد -رئيس مجلس الإدارة في ذلك الوقت-، وبالرغم من بذل العديد من المحاولات لاحتواء الأمر، لكنها باءت بالفشل.

وأمام إصرار «محفوظ» على الرفض، أصدر «محسن» أوامره بوقف طبع الجريدة بصفته رئيسا لمجلس الإدارة الذي تتبعه المطبعة، وجرت مناورات وتهديدات ومؤامرات، كان من بينها إطفاء النور وقطع الكهرباء حتي تتوقف المطبعة، قبل أن يتم احتواء الموقف.

لكن محسن محمد لم يكتفي بكل ذلك، فالرجل الذي نجح في الوصول بتوزيع العدد اليومي للجريدة إلى 880 ألف نسخة بعد أن كان 38 ألفًا، وقفز بالأسبوعي إلي المليون، عمل جاهدًا بعد تركه رئاسة التحرير إلي هدم كل ما بناه، مستعينا بمجموعة من تلاميذه من الشباب، والذين صاروا لاحقا مجموعة من مشاهير رؤساء التحرير.

واستطرد "العزبي" سرد القصة، بلغ الصراع ذروته عندما كتب محسن محمد مقالًا في العدد الأسبوعي لـ"الجمهورية" بعنوان "خدوها لتعيش"، مستوحيا فكرته من قصة سيدنا سليمان، عندما احتكمت إليه امرأتان على طفل، كل واحدة تدعي أنه ابنها، فحكم بأن يشق الطفل نصفين.

وكان محسن يوجه كلامه لمجلس الشورى مالك الصحف القومية في تلك الفترة، مطالبه بإيقاف إصدار «الجمهورية» الأسبوعي لأجل العدد اليومي، الذي هو أولي بالدعم، والمثير في الأمر أن المقال تم نشره دون أن يقرأه رئيس التحرير «محفوظ» أو يسمع به، إذا نشره مدير التحرير محمد أبو الحديد، وكأن الأمر لا يعنيه.