رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب هاني عبد المريد: الفنتازيا قد تكون ترفا.. ومحفوظ باقٍ بأعماله وقيمه (حوار)

هاني عبد المريد
هاني عبد المريد

- الكاتب لايعيش بمعزل عن مجتمعه
- من الممكن أن تكون الفانتازيا والعجائبية نوعا من أنواع الترف
- الجوائز تمنح للعمل الافضل من قبل تقييم لجان التحكيم
- نجيب محفوظ باق بأعماله وبالقيم التي انحاز لها


للكاتب الروائي هاني عبد المريد عوالم ومسارات من قنص مناطق الغرابة في السرد المصري، متناولا الأحداث البسيطة في الواقع المعيشي والمجتمعي والحياتي اليومي، لتتحول من خلال صبغته وحسه وعلاقاته المتحكمة طواعية في السرد والحكي إلى متون غرائبية، وفي مناح آخرى فانتازيا وشبحية أحيانًا حيث كثيرا ماترى الكتابة من خلال اختياراته هي تعويضا عن واقع ووقائع غارقة الاغتراب والعصف والمناطحة، وفي الكد والتهميش والعوزوالعصف بلا إغراق في السوداوية من قبل الطارح، بل يستعيد هاني عبد المريد بآليات الثقل والخفة والمناورة والتلميح ليرد على هذا العبث بعناوين من سيول من زهور وثمار الفواكة وسنابل الأمل والحب والدفء والاحتواء وكثيرا من المراوحة مابين السخرية والتهكم.

عبد المريد من مواليد العام 1973 وله من الروايا "كيرياليسون" و"أنا العالم"، وهو الفائزة بجائزة الدولة التشجيعية هذا العام وصدر له من أيام روايته "محاولة الإيقاع بشبح" ومن مجموعاته القصصية: شجرة جافة للصلب، تدريجيا وببطء، أساطير الأولين، إغماءة داخل تابوت، وسبق فوزه بجائزة ساويرس مرتين عن الرواية عام 2009 وفي القصة عام 2013.

•هل قسوة الواقع الاجتماعي له علاقة بمسألة طرحه؟
- أرى أنه بالتأكيد هناك علاقة وثيقة بين ما يكتب وبين الظرف الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المحيط بالكتابة، الكاتب لا يعيش بمعزل عن مجتمعه، بل هو مغموس ومنخرط طوال الوقت كأي فرد في جماعة، بالتأكيد الزحام والصراع اليومي للوصول آمن لعملك، والعودة لمنزلك، الصراع من أجل الحصول على لقمة العيش، كل ذلك لا يؤثر فقط على ما تكتبه، وعلى طريقة الكتابة، بل يؤثر بالتأكيد على شكل الجملة واختيار المفردة حتى لو كان ذلك بلا وعي من الكاتب، ولكن ليس هناك دائما وصفة جاهزة، أو دليل عام يمكن الرجوع إليه، أقصد في حين أنه من الممكن أن يكون النزوع مثلًا للفانتازيا والعجائبية نوع من أنواع الترف، فقد يكون أيضًا هو نوع من أنواع الهروب من واقع أليم.

• هناك أبعاد فانتازية وأبعاد خيالية، هل أنت مطالب بتفكيك هذه المعاني المطروحة، أم أن هذا دور الناقد، أو القارئ؟
- الخيال هو لب الحكاية هو أصل كل فن وكل كتابة سواء كانت واقعية أو فانتازيا، أنا معني بأن تأتي معي لعالمي، أن تتقبله، وأن تتقبل منطقه حتى لو بدا غير مقبول لك في البداية، تتقبل أن ينمو الريش على جسد إحدى الشخصيات، أو أن تحاول أخرى الرسم وهي مقيدة اليدين تعيش فيما يشبه الحفرة، أنا معني بأن أذيب الفوارق بين الواقع والخيال، أن أكتب عن المناطق البينية، والمشاعر البينية، لكنني غير معني بتقديم أبعاد فانتازية، أو بتصنيف ما أقوم به، أنا أقدم فن، والفن يجلب المتعة، أنا معني فقط بأن تمسك بالرواية وتنتهي منها دون أن يصيبك ملل، أن تخرج منها وقد تلبسك معنى أو شعور ما، تبقى نكهته معك كلما تذكرت العمل، لكن فيما يخص القارئ او الناقد، فكل منهما يعرف دوره وهدفه.

• هل هناك ثمة تأثر بكاتب ما في التخييل او مساحات الكتابة؟
- بالتأكيد هناك تأثر، وإلا ما كتبت، حين نعود لبدايتنا، ستتذكر أنك قررت أن تكون كاتبا، لأنك أعجبت بكتابة ما، ولكن ليست كل كتابة تعجب بها تستطيع أن تكتبها، الكاتب كالطاهي، له نفس خاص فيما يكتب، فأنا أقرأ أدب منذ ما يقرب من ثلاثين سنة، أعجبت بمئات الروايات ومئات القصص والأساطير الشعبية ومثلهم من اللوحات والمقطوعات الموسيقية، لفت نظري شخصيات من لحم ودم بطريقة حكيهم وضحكاتهم وحركاتهم، جذبتني الطبيعة، والكائنات والجمادات، كل ذلك بالتأكيد له أثره علي وعلى ما أكتب.

• هل هناك أزمة نقد؟ ولو هناك أزمة بالفعل هل هي مرتبطة بالكم أم الكيف؟
- هناك أزمة نقد، كما أن هناك الكثير من الأزمات في معظم المجالات، ولكنني أرى أنها أزمة كم أكثر منها كيف، وهذا يرجع للعدد الضخم الذي يصدر سنويا من أعمال أدبية.

• هل أنت راض عن تناول أعمالك نقديا؟
- أنا أثمن وأقدر جهد ووقت الآخرين، فوسط الكم الكبير الذي يصدر سنويا عن المطابع، من الجيد أن يكون هناك من يلتقط أحد أعمالك ويهتم بها أو يشير إليها، وأعتقد ان ما أكتبه قبل بالتقدير المناسب.

• ذكرى ميلاد نجيب، كيف ترى ما سوف يتبقى من أعماله؟
- محفوظ بلا شك كاتب عظيم، وهو قيمة ورمز للتفاني، والجهد المنظم، الذي يؤدي حتما لنتيجة، هو باق بأعماله، وبالقيم التي انحاز لها.

• تقييمك الذاتي لفكرة الكتابة والجوائز، ما هي العتبات التي تنطلق منها لمنح أو منع الجوائز للكتاب أو لبعض الأعمال؟
- فيما يخص الجوائز، لا علم لي بكواليسها بالضبط، لأنني لم أشارك في أي من لجان التحكيم، لكنها بالتأكيد تمنح للعمل الأفضل من وجهة نظر لجنة التحكيم، وأعتقد أنه سيكون من الأفضل لو صار لدينا جوائز متخصصة بشكل أدق، فيصير هناك جائزة لرواية الفانتازيا، وأخرى للرواية الواقعية.