رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطران القدس: أدعو الأقباط لزيارتنا تأكيدًا للتواجد المسيحى فى المدينة

جريدة الدستور

- الأنبا أنطونيوس أشاد بجهود الدبلوماسية المصرية والبابا للإفراج عن الرهبان المحتجزين فى أزمة دير السلطان
- أزمة دير السلطان أوشكت على الانتهاء.. والمحاكم الإسرائيلية أثبتت حقنا فى الملكية
- ترميم الدير ينتهى خلال أيام ونطالب الكنيسة الإثيوبية بالحوار لحل الخلاف

قال الأنبا أنطونيوس، مطران الأراضى المقدسة والشرق الأدنى، إن أزمة دير السلطان بالقدس فى طريقها للانتهاء، بعد الفترة الماضية التى شهدت اعتداءات وتجاوزات إسرائيلية فى حق رهبان الدير. وكشف مطران القدس، فى حواره مع «الدستور»، عن أن المحكمة الإسرائيلية المعنية أصدرت مؤخرًا حكمًا يثبت أحقية الكنيسة القبطية فى الدير، ما تسبب فى اقتصار أعمال الترميم التى سببت الخلاف على بعض المناطق المحدودة به. ودعا جموع الإقباط إلى الإقبال على زيارة الأماكن المقدسة، معتبرًا ذلك نوعًا من إثبات الحق وتأكيد التواجد المسيحى فى وجه التجاوزات الإسرائيلية.


■ بداية.. ما آخر تطورات أزمة دير السلطان بالقدس؟
- الأزمة ثارت بسبب عدم إبلاغ الكنيسة القبطية بإجراء بعض الترميمات داخل دير السلطان، وتجاهل السلطات الإسرائيلية لها رغم كونها المالك الرئيسى، ما دفع الرهبان للدفاع عن الدير، الأمر الذى أدى لتصاعد الأحداث.
وخلال الشهر الجارى، صدر حكم جديد من محكمة الصلح الإسرائيلية يتضمن تقليص العمل الخاص بترميم دير السلطان ليقتصر على المناطق الخطرة التى تحتاج للترميم العاجل، ويلزم الجهات الإسرائيلية بوجود مهندس تابع للكنيسة القبطية ليتابع كل أعمال الترميم، على أن يكون من حق المهندس إيقاف الترميم فى غير المناطق الخطرة، وهو الأمر الذى يعد اعترافًا رسميًا بأحقيتنا فى الدير، فى انتصار كبير للكنيسة القبطية.
■ متى تنتهى أعمال الترميم بدير السلطان؟
- أعمال الترميم ستنتهى خلال أيام قليلة لكونها اقتصرت على العمل بمناطق قليلة جدًا فى الدير.
■ هل تلقيتم دعمًا من الدولة المصرية أثناء هذه الأزمة؟
- السفير المصرى ووزارة الخارجية بذلا قصارى جهدهما من أجل حل الأزمة، واجتمعنا مع ممثلى الخارجية منذ أيام قليلة وقبل انعقاد سيمنار المجمع المقدس لبحث آخر التطورات.
والخارجية المصرية تحركت بشكل سريع جدًا منذ بداية الأزمة للإفراج عن الراهب المصرى مكاريوس الأورشليمى عندما اعتدت عليه الشرطة الإسرائيلية مع عدد من الرهبان الأقباط الآخرين، وخلال أقل من ساعة من الواقعة تدخل السفير المصرى بإسرائيل للإفراج عنه وهو ما جرى بسرعة.
■ والكنيسة؟
- البابا تواضروس الثانى كان ولا يزال يتابع أزمة دير السلطان منذ بدايتها، ومؤخرًا عقد اجتماعًا طارئًا مع اللجنة الدائمة بالمجمع المقدس بشأنه، كما أوفد مجموعة من أساقفة الكنيسة القبطية، وهم الأنبا دانيال، سكرتير المجمع المقدس، والأنبا بيمن والأنبا يوليوس والأنبا غبريال والمهندس كامل ميشيل لمتابعة الأزمة، فى إطار الدعم النفسى والمعنوى لقضيتنا، لذا فإن الكنيسة والسلطات لم تتخل لحظة واحدة عن دعمنا.
■ برأيك.. لماذا لم يتوجه البابا إلى دير السلطان كنوع من الدعم للقضية؟
- البابا تواضروس الثانى يرفض زيارة الأراضى المقدسة مراعاة لمشاعر المصريين تجاه الاحتلال الإسرائيلى، والزيارة الوحيدة التى قام بها كانت منذ سنوات لحضور جنازة مطران القدس السابق، الأنبا إبراهام، نظرًا للعلاقة الوطيدة التى كانت تربط بينهما، وكانت زيارة استثنائية. وفى رأيى من الصعب أن يزور البابا تواضروس الأراضى المقدسة خلال الوقت الراهن نظرًا للظروف السياسية الراهنة بالأراضى المقدسة، لكنه كان يتابع لحظة بلحظة تطورات أزمة دير السلطان مع الجهات المصرية المسئولة.
■ ما طبيعة الخلاف مع الكنيسة الإثيوبية حول الدير؟
- الخلاف حول ملكية الدير، رغم أن لدينا أكثر من ٢٣ وثيقة رسمية واضحة تثبت ملكية الكنيسة المصرية له، وهناك نص بإحدى الوثائق يرجع تاريخه إلى عام ١٦٨٠ مع وثائق أخرى تثبت هوية الدير القبطية وتثبت أن وجود رهبان من الكنيسة الإثيوبية بالدير كان لاستضافتهم بشكل مؤقت.
كما أن لدينا أكثر من ١٧ وثيقة أخرى غير رسمية هى عبارة عن نصوص لرسائل مع الحكومات المصرية أو الإسرائيلية أو الإثيوبية تثبت ملكية الكنيسة القبطية المصرية للدير.
ولدينا أيضًا وثيقة صادرة عن بطريرك الكنيسة الإثيوبية عام ١٩٠٢، يعترف خلالها بأن دير السلطان، ووفقًا لوثائق الخط الهمايونى، تابع للكنيسة القبطية، وكذلك وثيقة أخرى حديثة صدرت عام ١٩٦١ بعهد الراحل البابا كيرلس السادس تؤكد الأمر نفسه.
■ من أين يأتى الخلاف إذن؟
- المشكلة ترجع إلى فترة سابقة حدثت فيها توترات فى العلاقات بين مصر والمملكة الأردنية التى كانت تتولى الإشراف على الأماكن المقدسة، وحينها سلمت المملكة مفاتيح الدير إلى الكنيسة الإثيوبية، لكن مع استئناف العلاقات شكلت الكنيسة القبطية لجنة تفاوض مع الحكومة الأردنية نتج عنها إعادة حيازة الدير مجددًا إليها، ومع ذلك لم نقم بإقصاء الرهبان الأحباش من الدير فى أى وقت، ونعاملهم بشكل جيد، رغم الخلافات. فى الوقت نفسه تحرص الكنيسة الإثيوبية على تصدير صورة مخالفة عن الأمر للرأى العام العالمى، وتتجاهل الوثائق التاريخية.
وسبق للكنيسة الأرمينية، ممثلة فى بطريركها بالقدس، أن طرحت عدة حلول لأزمة دير السلطان، أهمها رعاية المفاوضات بين الكنيستين القبطية والإثيوبية لتسوية الخلاف، ونحن من جهتنا نتوافق مع المحاولة ونرغب فى التوافق مع الكنيسة الإثيوبية مع تأكيد ملكيتنا للدير، والبابا تواضروس نفسه يواصل جهوده للحوار مع الكنيسة الإثيوبية ويدعوها إلى الجلوس معه للحوار حول الأمر فى إطار من المحبة.
■ كيف ترى تزايد زيارات الأقباط إلى القدس فى الفترة الأخيرة؟
- أرى أن زيارة الأقباط، سواء كانوا من مصر أو أى دولة أخرى، إلى الأراضى المقدسة هى ضرورة حتمية فى الوقت الحالى لتأكيد التواجد المسيحى فى القدس، فنحن نحتاج من الجميع زيارة الأماكن المقدسة التابعة للكنيسة المصرية، لأن عدم الإقبال سمح للجهات الإسرائيلية بالتضييق على الكنيسة، التى تمثل الزيارات رسالة قوية بملكيتها لهذه الأماكن، وأن أصحابها لن يتركوها خالية.
لذا أدعو جميع أبنائنا الأقباط من مصر وجميع دول العالم إلى زيارة القدس فى عيد القيامة المجيد، وأؤكد أنها أصبحت ضرورة لتأكيد التواجد وتثبيت الحق فى امتلاك الكنائس والأديرة هناك.
■ كم يبلغ عدد الأقباط الذين يزورون القدس سنويًا؟
- للأسف لا توجد إحصائية خاصة بعدد الأقباط الذين يزورون كنيسة القيامة أو الأراضى المقدسة سنويًا، لكن الأعداد فى تزايد خلال الأعوام الماضية، وفقًا لحسابات شركات السياحة التى تنظم رحلات سنوية إلى القدس خلال فترة عيد القيامة.
■ كيف تتعامل إسرائيل مع زوار كنيسة القيامة؟
- لا يوجد تعنت إسرائيلى ضد زوار كنيسة القيامة والأراضى المقدسة، خاصة خلال فترة عيد القيامة المجيد، لأن الحكومة الإسرائيلية تعتبرهم سائحين، لذا تحرص على معاملتهم بشكل جيد من أجل تجميل صورتها أمام دول العالم وإظهار صورة إيجابية عن تعاملها مع الزوار.