رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخطر مازال قائما


فى مثل هذه الأيام عام 2010 كانت مخططات هدم الدولة ترسم ملامحها الأخيرة استعدادا للحظة الصفر التى جاءت بعد قليل مع بداية أحداث تونس وانطلاق قطار التخريب من تونس إلى مصر لتبدأ الأحداث الأسوأ.. مرت السنوات واستطاعت مصر بعبقريتها وقدرة أبنائها وتماسك قوتها المسلحة أن تعبر الأزمة تلو الأزمة وان تعيد تنظيم الدولة وإقامة أركانها بل واستطاعت فى هذه السنوات ان تتخلص أيضا من جماعة الإخوان الإرهابية وتحارب الإرهاب بكل صورة سواء فى سيناء او القادم من ليبيا او من الجنوب وضرب أبناء الشرطة والجيش المثل تلو المثل وارتقى الشهداء منسى والجعفرى والنعمانى ومئات آخرين لتتحول أسماؤهم إلى قناديل تضئ سماء مسيرة البناء والنهضة..
مرور سنوات ثمان لا يعنى أننا أصبحنا بعيدين عن الخطر ولكن ما يحدث وما يدبر له أننا مازلنا الهدف فلولا وقوفنا فى وجه مسيرة قطار التخريب العربى لكان الأمر قد انتهى وأصبحت المنطقة عشرين دويلة تقف بينهم إسرائيل قوية رافعة راياتها فلن ينسى من خطط لذلك أن السبب فى سقوط المخطط هو مصر وجيشها.. لذا لن يتأخروا فى محاولات السلام وكما كانت محاولات التخريب فى السابق من الداخل عادوا لنفس المخطط هو محاولات لتقويض أركان الدولة..
عبر تمرير وعى مزيف وخطاب دينى خاطئ واستخدام أسوأ لكل وسائل التواصل الاجتماعي وخلق دولة موازية عبر عشرات المسميات من نقابات وجمعيات لحقوق الإنسان ثم تقديم اعلام يزيف الواقع ويغيب الوعى وينقلنا من مرحلة التركيز مع الانجاز وإصلاح الخطأ الى مرحلة انكار الانجاز وترسيخ الخطأ وبث مفاهيم خاطئة للجيل القادم..
ولنتابع ما يحدث حاليا عشرات المسميات من جمعيات أهلية ونقابات يدعى أنها مستقلة واتحادات لا يزيد عدد أكبرهم عن عشرين عضوا ولكنهم يكتسبون أهمية من دعم خارجى وتوجيه دائم واستخدام لافتات حقوق الإنسان ونشر الوعى القانونى أو الحقوقى أو الاعلامى للتسلل إلى داخل الدولة.. وأيضا تنتشر عشرات اللافتات المزيفة من مراكز للتحكيم الدولى تمتح شهادات غير حقيقية فيحمل العاطل صفة مستشار قانونى ويقدم نفسه لجهات عديدة على انه المستشار فيبلع بعضهم الطعم وينتبه آخرين وتفقد كلمة المستشار بريقها واحترامها وعلى نفس المنهج أكاديميات تعليمية لا تزيد عن شقة وعنوان على الانترنت وبعض من أغراهم التردد السريع كى يكونوا مجالس إدارة وهمية ينساق مع وهمهم ضعاف نفوس أو باحثين عن الشهرة للحصول على لقب دكتور فتفاجأ بالدكتورة الراقصة حاصلة على لقب الدكتوراه الفخرية الذى لم يكمل تعليمه.. وبنفس الطريقة مراكز تحمل اسم المركز الدولى أو العربى أو الأفريقى للدورات أو البحوث أو الإعلام أو حقوق الإنسان تمنح ألقاب بدءا من المستشار مرورا بالدكتور وصولا الى المسئول عن المنطقة العربية ونائب الرئيس وتقام المؤتمرات ويبلع الإعلام الطعم فيغطيها وتتحول الى واقع ثم إلى مؤتمر عربى ،فدولى فواقع جديد يصل بنا إلى دولة موازية بها نقابات وتنظيمات وجمعيات بل زاد الأمر إلى وجود ما يطلق عليه ائتلاف المجالس الشعبية المحلية ويقع فى الفخ نواب سابقين فيشاركون فى التنظيم وتبدأ الممارسات فنرى المسئول من محافظة كذا يتلقى التهانى على ثقة الائتلاف وعلى تعيينه مسئولا به وتتوالى صفحات التواصل الاجتماعي فى نقل التبريكات والتهانى حتى يتحول الأمر إلى واقع يصدقه من وضعه والآخرين..
كل هذه المماراسات تقوض اركان الدولة ببطء قد لا يبدو واضحا ولكنه خطة تقويم لأركان الدولة بطريقة السوس شيئا فشيئا نستيقظ فنرى ألاف المستشارين والدكاترة وربما مسئولين ولا نعرف من هو الحقيقى ومن هو المزيف...
انتباه ما يحدث بالفعل هو خطة موضوعة فى مجالات عديدة بدءا من نشر خطاب دينى مزيف يبدأ بإرضاع الكبير ثم زواج الصغيرة فنكاح الميتة وعندما يواجه ذلك الخطاب يخرج أصحابه متهمين التجديد.بأنه خروج عن السنة وإهمال لها وهو حق يراد به باطل..
وعندما يصر الرئيس فى كل خطاباته على ضرورة تجديد الخطاب الدينى هو لا يقترب من ثوابت الدين ولكنه يطلب أن ننظر فى المتغير وكل حكم صدر آو كان سببه شيئا تغير بتغير الزمن فيجب ان ننظر له بشكل يتوافق مع الواقع..
ويجب أن تنتبه الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة إلى ما يحدث من ممارسات نقابية أو مؤسسات لمجتمع مدنى من محاولات تزييف أو تشويه لصورة المجتمع وكان أخرها ما حدث فى الإسماعيلية تحت ادعاء انه مهرجان إعلامي فتظهر لنا سيدات لا تعرف من أين أتى بهم منظم الحفل ليقل لنا فى النهاية أنها مصر ومصر براء منها ومن كل ما يحدث..
انتباه فعلا الموقف يتسرب من بين أيدينا ولا نريد أن نستيقظ على مجتمع مزيف لا نعرف ما هى الحقيقة فيه... الأمر يجتاح إلى تكاتف والى مواجهة حاسمة