رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دفنت الهياكل هناك.. الرواية الشعبية عن "مسجد العظام" بدرب المهابيل

جريدة الدستور

في المنطقة الواقعة بين ميدان العتبة وشارع عبد العزيز بالقاهرة والتي تسمى بـ"درب المهابيل"، يجذبك صوت الآذان الذي يصدح في المنطقة، وفور توجهك نحو الصوت لأداء الفريضة، تجد مسجدًا يتميز بطرازه القديم، لكن ما يلفت النظر هو الاسم الذي دون على لافتته التي تشير لاسمه، حيث كتب عليها "مسجد العظام" وهو اسم غير مألوف للمساجد.

تجولت "الدستور" بالمنطقة لترصد روايات أهالي المنطقة عن سبب هذه التسمية.

في أحد الجوانب وأمام مكتبة لبيع الخردوات يجلس "عادل" الذي يبدو أنه في العقد الثالث من عمره، وبدأ في سرد روايته قائلا: "المسجد لم يكن اسمه العظام بل كان يطلق عليه مسجد سيدى عبد القادر، وهو أحد الأولياء الصالحين، وكان بداخله ضريحه، والمنطقة كانت في وقت من الأوقات مقابر، وبنيت عليها المساكن الموجودة حاليا، فكان الأهالي حينما يشرعون في بناء منازلهم يكتشفون هياكل عظمية لبشر فكان يتم نقلها ودفنها بالمسجد ومن يومها وأطلق عليه مسجد العظام".

ومر شاب عشريني من أبناء المنطقة يُدعى "وليد" والذي جذبه حديث العم "عادل"، فأدلى هو الأخر بدلوه، قائلا رواية نقلها عن أبيه: "أطفال وشباب المنطقة في وقت سابق كانوا يصادفون بقايا عظام الجثامين المدفون بالمنطقة في الماضي، فكانوا يلعبون بها وكان البعض منهم ينقب خصيصا للبحث عن الجماجم للعب بها، أو بيعها لمن يهوون اقتنائها، ففكر الأهالي بكف أيديهم عن هذه الأفعال، من خلال نصحهم وبيان حرمة الموتي بالمسجد، ومن هنا بدأ كل شخص يجد شيء من هذا القبيل يسلمة للمسجد لدفنه فيه".

وفي نفس السياق روى الحاج "مختار"، رجل خمسيني، قصة تختلف بشكل طفيف عن سابقها، قائلا: "أحد حكام مصر من الأسرة العلوية فكر في تحويل المنطقة من مقابر إلى أحياء سكنية وأبنية حكومية، فأمر بإزالة المقابر وتجميع الرفات في منطقة فضاء واحدة، ثم بُني عليها هذا المسجد وسمى بهذا الاسم".

في مدخل المسجد يجلس أحد العمال بجلبابه البلدي وغطاء رأسه المصنوع من الصوف، يروي لنا هو الآخر ما يعرفه عن سبب تسمية المسجد الذي يعمل به بهذا الاسم، وكانت روايته متفقة مع رواية "دفن الأهالي لرفات المقبورين في هذه المنطقة"، وأضاف أن مكان العظام غير معلوم، هو ركن من أركان المسجد لكن لا أحد يعرف بالتحديد أين هو.