رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شتاينماير يحذر من ظهور نزعة قومية عدوانية

شتاينماير
شتاينماير

حذر الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير من ظهور نزعة قومية عدوانية، ودعا للتعاون العالمي في مواجهتها خلال زيارته اليوم الاثنين لجنوب أفريقيا.

وقال شتاينماير اليوم في كلمة ألقاها بمتحف التمييز العنصري بمدينة جوهانسبرج في جنوب أفريقيا: "إننا بحاجة لشركاء في العالم. فدون التعاون متعدد الأطراف لا يمكننا حل المهام العالمية الكبرى".

وأكد أنه يتعين على ألمانيا وجنوب أفريقيا بصفتهما عضوين بمجلس الأمن العالمي الاستفادة من فرصهما.

يشار إلى أن كلا البلدين سينتميان للمجلس اعتبارا من عام 2019 ولمدة عامين ودون ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو رؤساء آخرين بشكل مباشر، قال شتاينماير: "لن يصبح العالم أكثر سلمية من خلال أن يكون الجميع ضد الجميع، وإنما من خلال زيادة التعاون. للآسف لم يعد يرى الجميع ذلك
اليوم إلى حد بعيد".

يذكر أن الرئيس الألماني وصل صباح اليوم إلى مدينة جوهانسبرج في زيارة تستمر ثلاثة أيام لجنوب أفريقيا، ويعتزم التوجه مساء اليوم إلى مدينة كيب تاون.

ويرافق الرئيس الألماني في جولته وفد اقتصادي رفيع المستوى. وأجرى شتاينماير مباحثات في جوهانسبرج مع مسؤولين اقتصاديين وممثلي المجتمع المدني.

وأشاد شتاينماير في وقت سابق اليوم بجنوب أفريقيا بصفتها شريكا اقتصاديا مهما وصديقا للديمقراطية، وقال إن جنوب أفريقيا دولة تمر بمرحلة انتقالية، ولهذا السبب تقدم "فرصا نود نحن من الجانب الألماني الاستفادة منها"ولكنه أشار إلى أن أي دولة تُقاس بحجم أوجه التقدم التي تحققها في مكافحة الفساد.

تجدر الإشارة إلى أن جنوب أفريقيا تنتمي -بصفتها الدولة الأفريقية الوحيدة- لمجموعة دول العشرين (جي 20) التي تضم الدول الصناعية والناشئة الرائدة في العالم.

وسوف يلتقي شتاينماير غدا الثلاثاء في مدينة كاب تاون التي سيتوجه إليها مساء اليوم، بنظيره في جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الذي تم انتخابه خليفة للرئيس السابق جاكوب زوما في فبراير عام.2018 وتعد مكافحة الفساد والبطالة في جنوب أفريقيا أهم القضايا التي تواجه الرئيس الجديد.

وأشار الرئيس الألماني اليوم إلى نهاية نظام حكم التمييز العنصري في جنوب أفريقيا في عام 1990 وكذلك إلى إعادة توحيد ألمانيا في العام ذاته.

وقال شتاينماير في هذا السياق إن المسؤولية عن الحرب وارتكاب الجرائم تعرف نهاية، وأضاف أن ألمانيا تعتزم لهذا السبب أن تكون شريكا عالميا للدفاع عن حقوق الإنسان وتؤيد نظام سلام يعتمد على قواعد وتكون "في مواجهة غول النزعة القومية العدوانية التي تظهر مخالبها مجددا في بعض
الأماكن".

وأضاف الرئيس الألماني أن جنوب أفريقيا وألمانيا لديهما مبدأ مشترك وهو أن الديمقراطية ليست شيئا بديهيا ولا تنته أبدا ولا تكون أبدا مثالية، وقال: "الديمقراطية تتطلب حلولا توافقية، تكون أحيانا موجعة، موجعة للغاية"، وشدد على ضرورة أن تقر ألمانيا بأنه لم يتم تجاوز العنصرية ومعاداة السامية والعداء تجاه الأجانب.

وأشاد الرئيس الألماني بالمناضل في سبيل الحرية نيلسون مانديلا وانتقد السياسة الألمانية تجاه الفصل بين السود والبيض في جنوب أفريقيا في الماضي.

وقال شتاينماير أنه عندما زار مانديلا ألمانيا بعد إطلاق سراحه مباشرة في عام 1990 بعد سجنه لمدة 27 عاما، لم يكن الجميع يرونه صديقا آنذاك، وقال: "في الحقيقة أن ألمانيا تمسكت لفترة طويلة بعلاقات اقتصادية مع نظام حكم التمييز العنصري".