رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث أثري: مقبرة "عنخ تيفي" كشفت أسباب تردي أوضاع الدولة القديمة

جريدة الدستور

اكتشفت في عام 1971 مقبرة تعود إلى أحد أفراد الأسرة المصرية التاسعة يدعى "عنخ تيفي"، والذي يعد من أقوى وأبرز الشخصيات الحاكمة في تلك الحقبة الزمنية التي اتسمت بالغموض.

تقع مقبرة "عنخ تيفي" في مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، ويطلق عليها مقابر "المعلا"، والتي تعود لعهد الأسرة 10 بفترة الأنتقال الأول.

يقول الباحث الأثري الطيب غريب: "إن مقبرة « عنخ تيفي » تعد من المقابر المهمة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة نظرًا لكونها سجلًا تاريخيًا يكشف عن تفاصيل الأحداث العامة في مصر في تلك الحقبة الزمنية، ويكشف أيضًا عن مدى التدهور الذي لحق بالبلاد ولذلك فإنها تعد مرجعًا تاريخيًا مهمًا لعلماء الآثار".

وأضاف "الطيب" أن تلك المقبرة تعد من أهم جبّانات حكام الإقليم الثالث من أقاليم مصر الجنوبية، وتشتهر بمقبرتين مهمتين، إحداهما لحاكم الإقليم الثالث خلال عصر الاضطراب الأول وهو عنخ تيفي، والذي شغل منصب حاكم إحدى المقاطعات المجاورة لإدفو لكي يعيد استقرار النظام والأمن، وقت سادت الاضطرابات في تلك الحقبة الزمنية.

وتابع الباحث الأثري حديثه لـ "الدستور": "إن المشاهد التي سجلتها جدران هذه المقبرة المهمة، تدور حول تصور الحياة اليومية للمصري القديم، ففيها مناظر لصيد الأسماك ورعي الماشية، كما أنها مشاهد كشفت عن أسباب تردي أوضاع الدولة القديمة، وحجم الضرر الذي لحق بالبلاد، وأعطت الكثير من المعلومات عن المرحلة الانتقالية من الفترة الانتقالية الأولى ما بين نهاية الدولة القديمة وحلول الدولة الوسطى، أى من نهاية الأسرة السادسة وانهيار السلطة الملكية المركزية حتى إعادة توحيد البلاد على يد الأسرة الحادية عشرة".

وأوضح الطيب غريب؛ أن أكثر الدراسات التي أثارت جدلًا حول تلك المقبرة المهمة، هي الدراسات التي أجراها الدكتور فكري حسن أستاذ الآثار وعلم المصريات بجامعة لندن، حيث كشف عن أن سبب تدهور الأوضاع في مصر في ذلك الزمن هو التغييرات الفجائية في الطقس، والتي سببت انخفاض منسوب مياه النيل، واستند خلال دراسته التي أجراها إلى أبحاث ودراسات أخرى، أجراها عدد من العلماء والباحثين في مجال الجيولوجيا، من بينها بحث الجيولوجي جيرارد برنارد من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة.

ولفت إلى أن الباحث المصري استطاع أن يبرهن من خلال دراساته الموسعة حول تلك الحقبة الزمنية على مدى تدهور الأوضاع بهذا الزمن، مستندا إلى الكتابات الموجودة على مقبرة (عنخ تيفي) والتى تقول "إن مصر العليا تموت من الجوع إلى درجة أن الناس كانوا يأكلون أطفالهم" كانت حقيقية ولم تكن محض مبالغة في الوصف والتعبير.