رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهيد الوطن يُلملم أوراقه.. وداعًا النجم الـ"ساطع"

ساطع النعماني
ساطع النعماني

لن ينسى التاريخ الملحة البطولية التي سطرها العقيد ساطع النعماني، نائب مأمور بولاق الأسبق وتصديه للجماعات الإرهابية في احداث بين السرايات، وأصيب بطلق ناري من قناصة أحد أعضاء الجماعات الإرهابية الخسيسة، ساطع تمنى الشهادة بعد إصابته، ولم يؤخرها المولى عز وجل عنه، لقد ذهب إلى ربه، لكنه أصبح شهيدًا وحي يرزق عند مَن لا يغفل ولا ينام.

◘ غياب (ساطع) !
وغيّب الموت، الأربعاء، العقيد ساطع النعماني، نائب مأمور قسم بولاق السابق، أثناء تواجده في إنجلترا لاستكمال علاجه وإجراء أحد العمليات الجراحية والذي أصيب بطلقة في رأسه من أحد العناصر الإرهابية من أعلى جامعة القاهرة.

ففي 2 -7 - 2013 أصيب نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور إثر قيام أحد القناصة باطلاق النيران عليه من أعلى كلية التجارة بجامعة القاهرة خلال أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة.

كان يشغل وقتها منصب نائب مأمور قسم بولاق الدكرور لافتًا إلى أنه أصيب بطلقة نارية دخلت من رأسه وخرجت من عينه، وتم نقله إلى المستشفى فى حالة خطرة.

◘ رحلة علاج 411 يومًا في إنجلترا

عقب إصابة البطل ساطع النعماني لم تتوان وزارة الداخلية في أن تقدم لأبنها الذي كاد أن يفقد حياته فداء لوطنه كل الدعم، وأنهت إجراءات سفره على الفور للعلاج خارج مصر، في لندن عقب انهاء كافة إجراءات سفره وسفره إلى لندن على متن طائرة خاصة.

دخل البطل ساطع النعماني في غيبوبة لمدة 60 يومًا عقب إصابته بقناصة أحد العناصر الإرهابية، وظن النعماني أنه لن يعود إلى الحياة أبدًا، لكن الله كتب له عمر جديد، وتمنى النعماني وقتها أن يكون قد كتب الله له الشهادة.

إصابة النعماني تزامنت مع وجوده فى منطقة بين السريات أثناء إلقاء الإرهابي محمد مرسى لاك وخطب عن الشرعية، وفوجئ بعدد كبير من الأشخاص يطلقون عليه الرصاص، فاستقرت أحد الرصاصات في رأسه مباشرة.

◘ العودة من العلاج

بعد 411 يومًا من العلاج والعرض على الأطباء، عاد ساطع النعماني من جديد إلى أرض الوطن في 19 -7- 2014 بعد أن خرج من قاعة كبار الزوار وكان في استقباله قيادات وزارة الداخلية ومندوب من رئاسة الجمهورية، وحرص وقتها الرئيس عبدالفتاح السيسي على إجراء مكالمة هاتفية معه، وأكد له أن الدولة لا تبخل على أبنائها الأبطال الذين يضحون بدمائهم حبًا في ترابها.

وقتها تمنّى النعماني أن يعود إلى العمل مرتديًا زيه الميري؛ حبًا وخدمة لتراب مصر، مؤكدًا أنه حتى الآن لم يقدم شيئًا إلى مصر، متناسيًا تضحياته وأنه فقد أحد عينيه في حماية بلده من الإرهاب القذر.

وأوضح النعماني أنه لم يطلب سفره للعلاج في الخارج، لكن وزير الداخلية أكد له أن الوزارة لا تبخل بأى شىء على أبنائها، الذين ضحوا من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى الوطن، وأكد الوزير أن جميع أجهزة الوزارة مسخرة للضباط والأفراد الذين يضحون من أجل تراب المحروسة، وهذا ما لمسه من متابعة قيادات الوزارة له خلال فترة علاجه الطويلة.

◘ قُبلة الرئيس

كعادته يظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي مقدّرًا ومثمّنا جهود وتضحيات رجال الشرطة الذين يجودون بأوراحهم حبًا في الوطن، حيث قام رئيس الجمهورية بمصافحة النعماني خلال حفل تخريج دفعة الشرطة 2015 وقبّل رأسه بعد أن أشاد النعماني في كلمته كممثل لمصابي قوات الشرطة، في حفل تخريج دفعة جديدة لطلاب كلية الشرطة بالقاهرة الجديدة، بموافقة الرئيس عبدالفتاح السيسي على طلبه لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، بعد أن أبلغه بذلك وزير الداخلية هاتفيًا.

وفوجيء النعماني بعد الانتهاء من كلمته، قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمصافحته وتقبيله.