رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أنيسة حسونة تعلن إصابتها بالسرطان مجددًا وخضوعها لجراحة خطيرة بعد قليل

النائبة أنيسة حسونة
النائبة أنيسة حسونة

لم تلبث النائبة أنيسة حسونة، أن تتعافى من مرض السرطان، الذي كان أسوأ تجاربها، حتى خرجت على صفحتها الرسمية بـ"فيس بوك" معلنة إصابتها مرة أخرى بهذا المرض اللعين.

بدأت النائبة أنيسة حسونة، حكايتها بعنوان "للكبار فقط" وقالت: "حكايتي اليوم للكبار فقط وتبدأ عندما نصحتني الدكتورة حنان، بنت خالتي العزيزة، منذ بداية إصابتي المفاجئة بالمرض في عام ٢٠١٦، بأن أحاول قدر المستطاع اعتبار السرطان كصديق علي أساس أنه سيلازمني مهددًا حياتي، حتي يمر علي تمام الشفاء منه علي الأقل ١٠ سنوات".

وأضافت: "وقد خضعت لذلك المنطق باستسلام خلال العامين الماضيين، محتملة رفقته الكئيبة، وحرصت علي أن أطيعه وأراضيه وأستجيب لطلباته بأمل أن يتخلي عن رزالته ويرحل عني، فقد اختنقت من عشرته".

وتابعت: "لكن لأنه (خبيث) فقد تمسكن وتظاهر، لمدة شهور قليلة، بالهزيمة في الصراع بيننا، وبدت عليه مظاهر الرحيل والانسحاب من أرض المعركة، وأنا بسذاجتي المعهودة التي ترغب في تصديق الأحلام المشرقة بدأت في الاطمئنان للأيام القادمة، وتصديق أنني قد أصبحت من فئة الـ20% الناجية من المرض، وبالتالي بدأت في رسم خطط لإسعاد الأحفاد هذا الشتاء والصيف القادم، بينما يشغل بالي بشكل مستمر: متي يا تري ستناديني حفيدتي الصغيرة وتقول (تيتا) وتيجي تجري علي حضني وهي بتضحك وأحكي لها قصص البطة (بطبوطة) وصديقها الدولفين (دودو) قبل النوم وهي متربعة في حضني وخدها الناعم علي وجهي وأناملها الصغيرة المضحكة تتشبث أثناء النوم بإصبعي، وأنا أشعر بمنتهي الرضا والسعادة في هذا الوضع المليء بالمشاعر الدافئة".

وواصلت أنيسة حسونة قائلة: "الحقيقة الخطط كانت كثيرة لأني سريعة التحمس عاشقة للحياة وسيناريوهاتي دائمًا متفائلة بالألوان الطبيعية، وبالتالي صدقت كل هذه الأحلام لأنني لا أستطيع الحياة من غيرها، ومرت شهور قليلة وأنا سادرة في طمأنينتي التي تؤكد لي أنه بعد كل ما عانيت من عذاب لمدة عامين، من جراحة كبري وعلاج كيماوي، قد حان الوقت لفترة (سماح العامين) التي ذكرها الأطباء وأكدوا ضرورة مرورها قبل احتمالات عودة الإصابة لي مرة أخري.. وأؤكد لكم أنني قد بذلت أقصي جهدي خلال الشهور القليلة الماضية من فترة السماح (المزعومة) لاستغلال كل لحظة لاحتضان وتقبيل أحفادي، والاستمتاع بوجودي مع ابنتيّ الغاليتين في معظم الأوقات التي تسمح بها انشغالاتهم اليومية.. فذهبت إلي تدريبات الرياضة الخاصة بالأحفاد، وقعدت جنب البيسين لأشاهد حفيدي الصغير يعوم مثل السمكة (البساريا) مستعرضًا مهارته أمامي قائلًا: شفتيني يا تيتا.. وأنا أرد بمنتهي الفخر وضحكة كبيرة علي وجهي: شايفاك طبعًا يا روح قلب تيتا.. وفي أثناء كل ذلك ذكرني زوجي العزيز أنه قد حان الوقت لإجراء التحليل الدوري الثاني لدلالات الأورام بعد انتهاء جلسات العلاج وقلت له: طبعًا نعملها علي طول وأنا في غاية الاطمئنان لثقتي في أني خفيت خلاص بعد كل ما مر بي، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فقد ظهرت نتائج التحاليل مخيبة للآمال، ومشيرة إلي احتمال عودة المرض اللعين مرة أخري، وأصبت بصدمة قاتلة لم أكن متأهبة لها، وظللت غير مصدقة لما يحدث لي قائلة لمن حولي: لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا فأنا غير قادرة علي المرور بتلك الأيام السوداء مرة ثانية، وبدأت أنظر إلي تطورات حالتي الصحية وكأنها فيلم خيال علمي مرعب لا أفهم منه شيئًا!".

وأضافت: "دخلنا في مرحلة ذهول مستسلمين لدوامة المشاورات والاستشارات والتحاليل والأشعات، لترتفع آمالنا إلي السماء في بعض الأحيان حيث يقال لنا هذه مجرد التهابات ترفع نسب الدلالات إلي الأعلى، وستمضي لحالها بعد قليل، لنقوم بعدها بتحليل آخر تسقطنا نتائجه في جب عميق من الهواجس المفزعة، ولكن في النهاية قدر الله وما شاء فعل، لتنتهي هذه الفترة المليئة بالمشاعر المتضاربة بمواجهة قرار الأطباء النهائي بضرورة دخول غرفة الجراحة المخيفة خلال أيام لوجود أورام جديدة (بعد عامين بالضبط من جراحتي الأولي في ٢٠١٦).. وأنا أكتب لكم الآن وأنا في طريقي للمستشفي لأجري جراحة خطيرة بعد عدة ساعات قليلة، راضية بقضاء الله وقدره، آملة أن يستجيب الله سبحانه وتعالي لدعواتكم المخلصة هذه المرة أيضًا فأنا لم أرفع رايتي البيضاء بعد".