رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"غزة آمنة".. تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع بجهود مصرية

جريدة الدستور

- مصر تكثف جهودها لوقف التصعيد بالقطاع.. ومسئول غربى ينفى وقف مباحثات التهدئة
- وكالة «سما»: الفصائل توقف إطلاق الصواريخ استجابة للوسيط المصرى
- الاحتلال يأمر المستوطنين بالبقاء فى الملاجئ ويقصف قناة «الأقصى»
«كتائب القسام» تتوعد بتوسيع دائرة مدى الصواريخ


قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلى، مساء أمس الأول وصباح أمس، قطاع غزة المحاصر، ما أدى إلى استشهاد ٦ فلسطينيين وإصابة ٢٠ آخرين، فى الوقت الذى ردت فيه المقاومة بإطلاق ٣٧٠ صاروخًا، وقتل مستوطن جراء تحطم منزله من أحد هذه الصواريخ بجانب إصابة أكثر من ٦٠ آخرين، وذلك حتى مثول الجريدة للطبع.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن المقاومة الفلسطينية أطلقت أكثر من ٣٧٠ صاروخًا تجاه المستوطنات الإسرائيلية، فيما لم تتمكن منظومة «القبة الحديدية» الصاروخية لدى الاحتلال من اعتراضها، وتصدت للعشرات منها فقط.
وتستعد بلدة «إيلات» فى الداخل المحتل لاستضافة نحو ٣٠٠ عائلة من سكان مستوطنات غلاف قطاع غزة المحاصر، نهاية الأسبوع الحالى، حسبما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
وأصدرت القيادة الجنوبية فى جيش الاحتلال الإسرائيلى، تعليمات للمستوطنين فى غلاف غزة ومستوطنات النقب والسبع بالبقاء داخل الملاجئ، ومنع الحركة بين المستوطنات، حسبما بثت الإذاعة العامة العبرية لدى الاحتلال.
وأمر مئير إسحاق هيلفى، رئيس بلدية «إيلات»، موظفى البلدة بالاستعداد لاستقبال ٣٠٠ عائلة من المستوطنين، والموجودين فى ملاجئ الغلاف بسبب صواريخ المقاومة الفلسطينية، وجولة التصعيد الحالية على حدود القطاع.
وقصف الاحتلال عدة مبانٍ سكنية داخل القطاع، وكذلك فضائية «الأقصى» التابعة لحركة «حماس»، بينما أطلقت المقاومة الفلسطينية عدة رشقات صاروخية أصابت عدة منازل داخل المستوطنات، وتسببت فى تحطيم بعضها.
وقال أبوعبيدة، الناطق العسكرى باسم «كتائب القسام» الجناح العسكرى لـ«حماس»، إن مدينة «المجدل» المحتلة دخلت دائرة القصف ردًا على قصف الاحتلال المبانى المدنية فى غزة، مؤكدًا أن مدينتى «سدود وبئر السبع»، هما الهدف التالى إذا تمادى الاحتلال فى القصف.
وعقدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة مباحثات جادة لتوسيع دائرة قصف الأهداف الإسرائيلية، موضحة أن قصف المقاومة لمدينة «عسقلان» المحتلة يعد بداية، مضيفة: «نحو مليون إسرائيلى سيدخلون دائرة صواريخنا إذا كان قرار العدو هو التمادى فى العدوان».
وعقد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، اجتماعًا أمنيًا للمجلس الوزارى الأمنى المصغر لدى الاحتلال «الكابينت»، لبحث التطورات الأمنية جراء التصعيدات الأخيرة.
من جهتها، كثفت مصر جهودها لوقف التصعيد على حدود غزة، وأجرت اتصالاتها مع الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى لوقف القصف المتبادل بين الطرفين، خاصة بعد الغارات المكثفة للجيش الإسرائيلى والقصف المدفعى المتواصل لقطاع غزة، بحسب صحيفة «قدس» الفلسطينية.
وفيما أكدت مصادر إسرائيلية سياسية، تعليق المباحثات مع مصر والأمم المتحدة بشأن عودة الهدوء، ‏نفى مسئول دبلوماسى غربى توقف هذه المحادثات، حسبما نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.
وقالت مصادر سيادية: إن القاهرة أبلغت السلطات الإسرائيلية بضرورة وقف عملياتها التصعيدية فى القطاع، والالتزام بمسار التهدئة والتقدم الذى حققه خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى وجود اتصالات مع قيادات الفصائل الفلسطينية بالقطاع للالتزام بضبط النفس وعدم الانزلاق إلى الصراع المسلح والعودة لطاولة المفاوضات، كما أن «كل أجهزة الدولة المصرية المعنية تتابع الأوضاع فى قطاع غزة عن كثب».
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت، أمس الثلاثاء، أن الحكومة الإسرائيلية علقت المباحثات مع الوسطاء الدوليين ومصر بشأن «التهدئة» مع الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة، ونقلت عن مصدر سياسى إسرائيلى: «على ما يبدو أنه ما من خيار سوى شن عملية عسكرية على قطاع غزة»، وذلك فى الوقت الذى كشف فيه عزت الرشق القيادى فى «حماس»، عن أن حركته تجرى اتصالات عاجلة مع العديد من الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية، لإدانة ولجم التصعيد الإسرائيلى، ووقف عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة واستهداف المدنيين العزل.
وقبل مثول الجريدة للطبع، ذكرت وكالة سما الإخبارية الفلسطينية أن الفصائل أوقفت إطلاق الصواريخ استجابة للوسيط المصرى، مع تأكيدها أن «الهدوء يقابله الهدوء».
وبدا واضحًا من الأحداث الأخيرة أن القيادات فى تل أبيب تريد تحقيق جملة من الأهداف، أولها إرسال رسائل ضمنية لـ«حماس» بأن إسرائيل يمكنها أن تشن عملية عسكرية كبيرة على القطاع، خاصة بعد نبرة التهديد المرتفعة التى طالما استخدمتها الحركة خلال الأشهر القليلة، والتى بسببها واجهت الحكومة الإسرائيلية انتقادات كبيرة من التيارات السياسية داخل إسرائيل.
الهدف الثانى، الذى تريد دولة الاحتلال تحقيقه، هو إلحاق فشل ولو محدود بالبنية التحتية لـ«حماس»، فيما يعد هذا أحد الأهداف الدائمة لإسرائيل، حتى فى ظل سعيها فى الوقت نفسه إلى التهدئة وعقد الاتفاقات.
الهدف الثالث يخص «نتنياهو» نفسه، الذى يريد أن يكسب تعاطف الجماهير، وكذلك تعاطف حلفائه من اليمينيين، ويبدو قائدًا قويًا رد على «حماس» بقوة ولم يحاول التهدئة مثلما كان يفعل فى مسيرات العودة، لكسب شعبية، خصوصًا أنه من المرجح أن توجه له تهمة فى قضية «الغواصات ٣٠٠٠».