رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوزير الإماراتى ثانى الزيودى: محور «القاهرة- أبوظبي- الرياض» عصب استقرار المنطقة

جريدة الدستور

- قال إن علاقات بلاده مع مصر استراتيجية وبلا حدود انطلاقًا من «وصية الشيخ زايد»

قال الدكتور ثانى بن أحمد الزيودى، وزير التغير المناخى والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن التعاون بين مصر والإمارات يجرى على قدم وساق فى أكثر من مجال، خاصة فى ظل التحديات التى تمر بها المنطقة، وتنفيذًا لوصية الشيخ زايد- رحمه الله- لأبنائه قيادة وشعبًا بشأن مصر.
وشدد «الزيودى»، فى حوار مع «الدستور»، على أن بلاده مستمرة فى مشروعاتها المختلفة داخل مصر بهدف تعزيز التعاون بين البلدين فى مجالات الزراعة والمياه والطاقة المتجددة من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

■ بداية.. أين تقف العلاقات المصرية الإماراتية فى الفترة الحالية؟
- العلاقات الإماراتية المصرية لا تقف عند حد معين لأنها علاقات تاريخية وأخوية أسسها الوالد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وكان دائمًا ولآخر يوم فى حياته يوصى بمصر التى تمثل العمق العربى.
وعلاقاتنا بمصر فى الفترة الحالية فى نمو وتطور مستمرين أمام التحديات، لأن قيادتنا وشعبنا يواصلون العمل على نفس المبادئ والمنهجية التى أسسها الوالد الشيخ زايد، والجميع يعلم حجم تحديات المنطقة، التى تحتم ضرورة التلاحم بين الإخوة فى المحور الإماراتى المصرى السعودى الذى أصبح عصب استقرار المنطقة كلها.
ونحن مستمرون فى هذه العلاقة الأخوية والاستراتيجية لتطوير وازدهار المنطقة بأكملها، ونعتبرها نموذجًا يحتذى به فى كل المجالات.
■ بصفتكم وزير التغير المناخى والبيئة فى الإمارات.. ما أوجه التعاون بين البلدين فى مجالكم؟
- التعاون فى المجال ليس جديدًا، بل بدأ أيضًا منذ أيام الشيخ زايد، رحمه الله، لأنه كان دائمًا سابقًا لعصره، ونحن نعمل مع وزارة البيئة المصرية فى عدة مشروعات، منها المجمعات السكنية والبنية التحتية، ونركز جهدنا معهم فى المجال الزراعى والمشروعات المستدامة.
واليوم نتعاون معًا فى بعض المشروعات الحيوية، منها ما أُقيم بالفعل، مثل مشروع «النوبارية»، ووصلها بالنيل بقناتين، ما أسهم فى خلق فرص عمل وشجّع الشباب على الاستثمار فى المشروع، كما نعمل معًا فى مشروعات تحويل الصحراء إلى مدن تعج بالسكان، وفى الفترة الماضية نفذنا مع الحكومة المصرية عدة مشروعات فى مجال الطاقة المتجددة، عن طريق مساهمات شركة «أبوظبى» لطاقة المستقبل.
ونحن اليوم نتحدث عن مشروعات واسثمارات مشتركة تنتج ما يزيد على ٣٠ ألف ميجا وات من الطاقة الشمسية، ونحاول أن نستفيد من تجاربنا فى هذا المجال لتحويلها إلى مشروعات قادرة على خدمة عدد كبير من القرى المصرية.
■ ما أحدث المشروعات التى تعملون عليها حاليًا؟
- لدينا مشروعات فى منطقة الوادى الجديد، ومشاريع فى واحة سيوة، كلها تهدف لخدمة المجتمع المصرى وشعبه العظيم، كما نواصل الاستثمار عن طريق شركاتنا الخاصة مثل شركة «الظاهرة» فى القطاع الزراعى، ما أسهم فى ضخ أكثر من ٢٠٠ مليون دولار فيه لتوفير محاصيل رئيسية وحيوية مثل القمح والشعير. وأنشأنا أيضًا أكثر من ٢٥ صومعة قمح، فى إطار استثماراتنا فى الصوامع خلال الثلاث سنوات الماضية.
■ تشاركون فى مؤتمر التنوع البيولوجى المنعقد حاليًا بمدينة شرم الشيخ.. فإلى أى مجال سيتجه التعاون بين البلدين فى الفترة المقبلة؟
- سنعزز بشكل عام من استثمارنا فى مصر، ونهدف فى المرحلة المقبلة لتعزيز التعاون مع جميع الفئات وفى كل القطاعات، وعلى رأسها قطاع البيئة والتنوع البيولوجى الذى يعد أحد محاور المؤتمر البيولوجى الذى تستضيفه مصر فى شرم الشيخ حاليًا، ومن المتوقع أن تكون هناك اتفاقيات ونتائج مبهرة بين البلدين أثناء انعقاد المؤتمر لخدمة القطاع البيئى بشكل كبير.
ونعمل حاليًا على تعزيز التعاون فى مجال التغير المناخى وسيكون ذلك أحد محاور مؤتمر التنوع البيولوجى. وأعتقد أن الفرصة كبيرة أمام البلدين للتعاون فى قطاع النفايات وإعادة التدوير وهو قطاع حيوى مهدر لا نستفيد منه حاليًا، لذا فسنعمل على تبادل الخبرات بيننا لتحويل النفايات إلى فحم بيئى وطاقة يمكن الاستفادة منها.
■ بصفتك وزيرًا شابًا.. كيف تنظر لاهتمام الإمارات بتعيين الشباب فى مناصب قيادية؟
- الشباب هم الركيزة الأساسية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونعتبر عدم مشاركتهم فى مواجهة التحديات المستقبلية ضياع فرصة كبيرة لتوظيف قدراتهم وحماسهم فى إيجاد الحلول الصحيحة لهذه التحديات، وبناء مستقبل الدولة.
ونحن فى الإمارات قيادتنا «شابة»، ومنذ تأسيس الدولة فى السبعينيات لدينا وزراء شباب، من بينهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أصغر وزير شاب بتقلده مهام وزارة الدفاع فى عمر الـ٢٠ عامًا.
وما تشهده الإمارات فى الوقت الحالى، خاصة فى إمارة «دبى» يكشف قدرة الشباب على تقديم الكثير فى مسيرة تنمية وطنهم، وهو ما نؤمن به وتتبناه الحكومة وتعمل على تنفيذه فى الواقع بإسناد ملفات ومناصب مهمة للشباب.
■ ما سبل الاستفادة من التجربة الإماراتية فى الاستعانة بالشباب فى المناصب القيادية؟
- نحن فى دولة الإمارات نتعلم من جميع الدول، وندعو الجميع أن يتعلم معنا ومن تجاربنا الناجحة وأخطائنا لتجنب تكرارها، ومما يمكن الاستفادة منه الملتقى الذى أطلقناه العام الماضى باسم «ابتكارات التغير المناخى»، واستهدف عرض الفرص الاستثمارية الضخمة فى قطاع البيئة وتحديدًا فى «التغير المناخى» على الشباب المبدع، لتحويلهم إلى رواد أعمال ومستثمرين فى مجال البيئة.
ومن خلال الملتقى استقطبنا الأفكار المبدعة التى يمكن الاستفادة منها فى عدة مجالات بيئية، مثل الزراعة ومعالجة النفايات وتحسين جودة المياه والمحيطات، ثم عملنا على عرض هذه الأفكار على مستثمرين لتنفيذها على أرض الواقع، وبالفعل نجحنا فى الحصول على تمويل يبلغ ٤٥ مليون درهم من ٢٧ شركة خلال ٣ سنوات.