رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وفاء للذكريات.. زوجان يفضلان الحياة بجوار منزلهما المنهار بالموسكى

جريدة الدستور

حطام وركام، تلال من الأتربة والحجر، يعلوها عدد من العمال لإزالة ما تبقى من العقار المنهار في الموسكي، ويحاوطه كردون أمنى خوفًا من سقوط أجزاء أخرى من العقار، وأسوار حديدية لإغلاق الشارع وحجز حركة المشاة والسيارات، كان هذا المشهد بشارع الأزهر، بعد انهيار عقار بالموسكي منذ ما يقرب من شهر.

وبالقرب من العقار بعيدًا عن الحواجز الأمنية، يجلس " الحاج محمود وأمينة" بجوار منزلهما الذى اختفى إثر انهيار العقار، فمنذ اللحظة الأولى من الحادث لم يبعدا عن العقار متخذين الشارع مسكنًا لهما، رافضين أى تعويض أو بديل عن شقتهما فى عقار الموسكى.

افترش الحاج محمود وزوجته الرصيف المجاور للعقار، فعقب انهيار منزلهما حصلا على بعض مقتنياتهما التي تمكنا من إنقاذها تحت الأنقاض، ليعزما على أن يظلا بجوار بيتهما، حفاظَا على ذكرياتهما وتراثهما داخل البيت والمنطقة بالكامل.

ثلاجة، عدد من الكراسي الخشبية، أريكة صغيرة الحجم، بعض المفروشات، أطباق بلاستيكية، وغيرها من الوسادات، ذلك ما تبقى لهم من بيتهما، وبعد أن حصلا عليه عسكرا بجوار منزلهما، لم يتركاه سوى فى الليل، وبمجرد شروق الشمس يعودان له مرة أخرى.

أكثر من نصف قرن مرت على إقامة الزوجين بالعقار المنهار، مما جعل مغادرة المكان من المحال، أملين فى إعادة بناء العقار من جديد أو في الحصول على منزل بجواره بمحيط منطقة الموسكي في شارع الأزهر.

أنجبت أمينة بنتا وولدين، الذين رفضوا إقامة والديهما في الشارع، خشية عليهما وحفاظًا على ما تبقى من عمرهما، كما أنهم عرضوا عليهما مرارًا وتكرارًا الإقامة في بيوتهم إلا أنهما رفضا ذلك، متمسكين ببيت عمرهما وسنواتهم التي عاشاها وسط جيرانهما وأحبابهما بالمنطقة.

"جيراننا هنا مش سايبنا" بهذه الكلمات بدأ الحاج محمود حديثه، مُعللًا سبب بقائه في الشارع بجوار العقار المنهار، بأن شارع الأزهر تميزه روح وألفة بين جيرانه لا توجد في أي حى آخر، كما أنه عاش عمره كله قبل وبعد الزواج بالمنطقة، مُتمنيًا الاستمرار فيها حتى الموت.