رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السعودية تحافظ على صناعة المباخر منذ عقود

جريدة الدستور

يستخدم السعوديون منذ عشرات السنين في تجمعاتهم التقليدية بالمجالس "دور الضيافة"، مباخر لنشر روائح تدخل البهجة في نفوس الحضور، حيث تصنع هذه المباخر يدويا، وبدقة بالغة، بفضل صناعة راسخة، تتوارثها أجيال في منطقة حائل.

وتحافظ 5 عائلات في حائل على هذه الصناعة، التي ترمز عند ملايين السعوديين للكرم وحسن الضيافة.

وتصنع المباخر الخشبية من شجر الطرفاء، الذي ينمو في صحراء حائل، فما إن تجف فروع الشجرة حتى يحولها صانعون إلى مباخر.

ويعمل حرفيون مهرة بلا كلل في تزيين تلك المباخر، أو المجامر أو المداخن، بأشكال وطرق مختلفة.

ويوضح حرفي يعمل في صناعة المباخر، ويدعى خالد المطرود، أن هذه الصناعة عمرها في حائل أكثر من مئة عام، ويقول: "تاريخ المبخرة في منطقة حائل يصل إلى 140 سنة".

ولا يتوانى مواطن من حائل يدعى يوسف حبيب على أن يقدم لضيوفه روائح مبهجة بوضع مبخرة ملونة أمامهم في المجلس الخاص به.

ويشير حبيب: "المدخنة والعود من العادات والتقاليد اللي نفتخر بها كأساس لكرم الضيافة، نستقبل ونودع بها الضيوف، ونستخدمها بالأعياد والمناسبات".

وتستغرق عملية تزيين المبخرة الواحدة بين ساعتين و5 ساعات من العمل الدقيق، ويتراوح سعرها بين 50 ريالا سعوديا (13.5 دولار) وألفي ريال، طبقا للجودة.

ورغم تعاقب الأجيال وتطوير إطلالات المباخر وإدخال لمسات جمالية حديثة عليها، إلا أنها لم تفارق بيوت ومجالس أهل الخليج عامة، والسعودية خاصة، لارتباطها بثقافة التطيب الضاربة في القدم لدى شعوب هذه المنطقة.