رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة أمريكية: مصر وروسيا لديهما مواقف مشتركة تجاه القضية الفلسطينية

جريدة الدستور

أكدت ماريانا بيلينكايا المحللة في صحيفة كوميرسانت الروسية، في تقرير نشرته على موقع"المونيتور" الأمريكي اليوم الأحد، أن روسيا ومصر أثبتا أن لديهما مواقف متقاربة أو مشتركة بشأن القضايا الحيوية في المنطقة والعالم ومنها التعاون في الحرب ضد الإرهاب والأزمتين الليبية والسورية والقضية الفلسطينية، مضيفًا أن البلدين ينتقلان لأعلى مستوى استراتيجي من العلاقات الثنائية.

وأشار تقرير الموقع الأمريكي، إلى أن القضية التي تلقي بظلالها على العلاقات الروسية - المصرية هي تأخر في استعادة الرحلات الجوية المباشرة بين المدن الروسية ومنتجعات البحر الأحمر، في أبريل، أعيد تسيير النقل المباشر بين موسكو والقاهرة، ومع ذلك، لا تزال الرحلات إلى مناطق شرم الشيخ والبحر الأحمر متوقفة في أعقاب التفجير الذي أسقط طائرة ركاب روسية فوق سيناء قبل ثلاث سنوات.

وأضافت "بيلينكايا" أن موسكو تعتزم إرسال لجنة تفتيش إلى مصر للتحقق من مستوى السلامة والأمن في شرم الشيخ والبحر الأحمر وذلك لإعادة تسيير رحلات الطيران على هذه المسارات في المستقبل القريب.

وبحسب التقرير فإن شريحة كبيرة من المصريين يدعمون العلاقات المصرية - الروسية لأن الشعب المصري يولي الكثير من الأهمية للجوانب النفسية في السياسة الدولية، وخاصة إن لدى العديد من المصريين ذكريات قوية عن أيام من التعاون الوثيق بين البلدين.

ولا تزال موسكو تعتبر القاهرة مركزًا مهمًا في الشرق الأوسط وتعتمد عليها بالإضافة إلى أن روسيا تعتقد أن وجود مصر إلى جانبها وتنسيق الاستراتيجيات معها أمر مهم للاستقرار في المنطقة، وعلى الرغم من أن موسكو في السنوات الأخيرة أقامت علاقات وثيقة مع العديد من البلدان في المنطقة، يبدو أن الحنين إلى الماضي يجذب قادة روسيا نحو مصر تحديدًا.

وساعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه رئيسا لمصر في ذوبان الجليد الذي كان يلف العلاقات الروسية المصرية لبعض الوقت، وخاصة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فكلاهما يتقاسمان خلفيات عسكرية ويمكن القول أن هناك كيمياء سياسية بينهما، وهذا الجانب يلعب دورا رئيسيا في التحضير لعلاقات مستقبلية قوية، وبالنسبة لمصر تعتبر روسيا قوة التوازن للقوة الأمريكية.

وتؤكد العديد من المؤشرات انحياز القاهرة العاطفي والسياسي تجاه موسكو على حساب واشنطن، ومن الواضح أن معادلة توازن القاهرة السابقة في علاقاتها مع كلا الجانبين قد تغيرت لصالح الجانب الأول، وذلك لانه لم تخف الولايات المتحدة أبدًا دعمها الصارخ لإسرائيل، وقد تصرفت علانية لضمان التفوق الاستراتيجي للأخيرة في المنطقة، ولكن تحاول روسيا إظهار الانضباط في التعامل مع إسرائيل وفي موقفها من القضايا الحساسة في العالم العربي، فهي على سبيل المثال تلتزم بالقوانين الدولية الداعمة لوجود دولة فلسطينية، ولأن القضية الفلسطينية، على الرغم من الفشل الذي عانت منه، تبقى جرحا صريحا يصعب على أي زعيم عربي تجاوزه، والمواقف الدولية تجاهه ستكون المعيار النفسي والسياسي الذي يحدد المواقف العربية من القوى الكبرى في العالم.

وأشار الموقع الأمريكي، إلى أن المؤسسة العسكرية المصرية تفضل موسكو على واشنطن رغم أن الكثير من المعدات العسكرية والأسلحة التي يستخدمها الجيش المصري جاءت من أمريكا، وتم تدريب العديد من الضباط العسكريين المصريين في روسيا وقد أظهر الروس مرونة أكبر من الأمريكيين فيما يتعلق بفرص التدريب وتوريد قطع الغيار وحتى توفير أسلحة حديثة.

ومثل العديد من الدول العربية، يعطي المصريون الكثير من الأهمية للجوانب النفسية للسياسة الدولية، فهم يكرهون المواقف المتعجرفة ويميلون إلى تفضيل أولئك الذين يعاملونهم على أساس المساواة، ولا يزال الأمريكيون مرتبطين بالهيمنة الغربية.

ووفقا للتقرير فقد وقعت موسكو والقاهرة اتفاقية تعاون استراتيجي من المفترض أن تفتح مجالات جديدة للعلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والسياسية والثقافية، وهذه هي أساسا النتائج المعلنة فقط من المحادثات الأخيرة بين قادة الدولتين، التي عقدت للمرة الثامنة في السنوات الأربع الماضية، وقد أظهر الحدث أن التصريحات حول الصداقة والشراكة تنبع من إجراءات عملية - وهي طريقة جيدة للاحتفال بالذكرى السنوية 75 للعلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر، والتي يتم الاحتفال بها هذا العام.