رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الضحك في الجنازة!


عليا النعمة لو إدونى شوية دولارات محترمة لعملت الجُلاشة مع خاشقجى ده من غير الدبان الأزرق ما يعرف له طريق جُرة.
- طب وإنت تعرف خاشقجى؟
- بتاع نسوان كان واخد معاه واحدة لا مؤاخذة وداخل السفارة، وحطوا عليه جامد بس بغباوة.
- سفارة إيه؟
- السعودية.
- طب كمّل شغلك يا مصطفى، والشجرة دى ليمون مش برتقان يا حبيبى على فكرة.
مصطفى الجناينى، الذى جاء صباح السبت على غير موعده، هو السبب الرئيسى فى كتابة السطور السابقة، فلم أكن مشغولًا بقصة خاشقجى لأسباب تتعلق بصعوبة كتابة اسمه، واستحالة تحديد دوره فى سيناريوهات السياسة والصحافة، ولكثرة العارفين ببواطن الأمور من عينة سى الأستاذ مصطفى أفندى، اللى مش عارف أظبط معاه موعد محدد لمتابعة حديقتى الصغيرة، واللى مش عارف أى حاجة عن الزراعة بس بياكل عيش.. كنت مشغولًا قبل زفت الطين بالبروفيسير المصرى مجدى يعقوب، وبقلب يوسف إدريس الذى لمس يعقوب دقاته وسمع آهاته فى أوائل الثمانينيات حين تعرض الكاتب الكبير لجلطة خطيرة تجاوزها بفضل الله وبعبقرية الطبيب المصرى، وكتب إدريس عنه مقالًا بعنوان «اقتحام الحياة»، يفيض رقة وعذوبة ومديحًا وثناءً، اختتمه بتلك العبارة:
الله.. أعبدك
مجدى يعقوب.. أشكرك
يوسف إدريس.. أُحييك
وكان تكريم مجدى يعقوب قد شغلنى ليلة الخميس، فلم أقرأ مقال إدريس عنه إلا مؤخرًا، وتساءلتُ مع نفسى عن إمكانية صناعة تمثال فى أحد ميادين القاهرة لهذا الرجل؛ ليرى فى حياته كيف نحبّه ونقدّره ونعتز به ونتباهى بوجوده رمزًا فى شوارعنا، وفكرتُ فى تدوين كلمة يوسف إدريس على قاعدة التمثال الخيالى، وبعد أن فكرتُ بتلك العبقرية اكتشفتُ أن يوسف إدريس نفسه رجل بلا تمثال!! مثل مئات العباقرة المصريين.. فهل تتولى وزارة الثقافة مشروعًا قوميًا لتخليد كل عظمائها فى الفنون والآداب والعلوم، ربما تتوقف نبرات الأسى والحزن التى يتحدث بها معظم أبناء وزوجات وأقارب وحبايب عباقرة مصر الراحلين والمقيمين فى كل المجالات!، فقد ساءنى جدًا تصريحات السيدة «رجاء إدريس» حول أحقية إدريس فى جائزة نوبل، التى قالت السيدة إنها أخطأت طريقها إلى نجيب محفوظ!، ساءنى إثارتها قضية دفنّاها منذ زمن بعيد ولم يعد يليق باسم يوسف إدريس إعادة صراع مخجل بينه وبين نجيب محفوظ، لكن المرارة التى تشعر بها السيدة «رجاء إدريس» دفعتها دفعًا إلى التورط فى تصريحات تسحب من رصيد كاتبنا الكبير ولا تضيف إليه، كما تتصور السيدة الفاضلة، التى أحبت يوسف فى حياته وأكملت قصة حبها معه بعد رحيله، فوقعت فى غرام الأحجار الكريمة وسحر ألوانها وتأثير بعضها على الطاقة الإيجابية فى البشر، وتنقلتْ فى صحراء سيناء وسافرت الهند لتكتشف عالم الأحجار وأسراره، ودخلت عالم صناعة الحُلى وأقامت المعارض، وتجاوزت أحزانها بقصة لا تخلو من الفن ومن تأثير اليوسف على روحها، وهى تجيد الحديث عن زوجها من تلك المنطقة، لكنها تخطئ إن ورّطت نفسها فيما لا تعلم، فما عهدناها إلا عاشقة للأحجار، وما كان لها أن تحشر اسم يوسف مجددًا فى قضية حمضانة وقديمة وتافهة، خاصة أن تلك التصريحات جاءت بمناسبة افتتاح معرض للحلى تقيمه الفنانة «رجاء»، وليس فى ذكرى الميلاد أو الرحيل، وكثيرات من زوجات رموز وعباقرة مصر يقعن فى تلك الورطة.. وإن سألتنى عمن يحق لهن الحديث، سأذكر على الفور الناقدة عبلة الروينى فى حديثها عن أمل دنقل، وفى تقديسها الشاعر وليس الزوج والرفيق والونس والدفء، ورسائلهما المتبادلة قطعة من الفن الخالص، وستكون الكاتبة ماجدة الجندى هى الاسم الثانى بعد لقائها الممتع مع محمد الباز، فى برنامجه «٩٠ دقيقة»، فقد تألقت ماجدة الجندى فى توصيف وجدها وعشقها للكاتب الكبير جمال الغيطانى، فقرّبته إلى الناس كرجل يكتب ويضحك ويبكى ويموت عشقًا فى زوجته، لدرجة قولها: «لم يحب رجل زوجته كما أحبنى الغيطانى»، ما هذا الجمال يارب العالمين؟، لقد قرأتُ مقالها الشجى الشفاف عقب رحيل الغيطانى، لكن صوتها وهى تحكى لمحمد الباز قصتهما أعادتها على الشاشة فتاة مراهقة جميلة ما زالت تحب الجمال الغيطانى، ويضحك قلبها كلما ذكرته.
- نسيت المقص.. هاروح أجيبه وأصلى الضهر وأرجع.
- إلهى يخرب بيتك فصلناك يا مصطفى.. غوور يا شيخ.