رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عميد معهد القلب: أنهينا قوائم الانتظار فى شهر.. وقوافل للكشف المبكر عن المرض

جريدة الدستور

- د. جمال شعبان قال إن المرضى كانوا يهربون للمستشفيات الخاصة بسبب التعقيد المتعمد للإجراءات
-فتح الاستقبال من السابعة صباحًا لإنهاء الطوابير
- أمراض المصريين سببها التدخين والطعام المُصَنّع وخلو الموائد من الفول

قال الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب القومى، الذى تولى المسئولية قبل أقل من شهر ونصف الشهر، إن لديه خطة لرفع كفاءة العمل داخل المعهد، بوصفه إحدى ركائز قطاع الصحة.
وأوضح «شعبان»، فى حواره مع «الدستور»، أن فى مقدمة بنود هذه الخطة إعادة افتتاح أقدم قسم على مستوى الجمهورية لجراحة القلب لحديثى الولادة والحضانات، برئاسة الدكتور أحمد عزمى، استشارى جراحة القلب.
وأشار إلى امتلاكه تصورًا واضحًا للاستعانة بالخبرات الإيطالية فى مجال تدريب ورفع كفاءة قطاع التمريض.

■ بداية.. ماذا دار بينك وبين وزيرة الصحة قبل استلامك خطاب التكليف؟
- قالت لى الدكتورة هالة زايد: «يا جمال نحن فى حرب حقيقية من أجل أهلنا، فهل أنت قادر على خوض هذه الحرب، خاصة أن مرضى القلب الذين بحاجة إلى إجراء عمليات جراحة أو قسطرة يحتلون تقريبًا أكثر من نصف حالات قوائم الانتظار، وبالتالى سيكون هناك ضغط كبير على المعهد».
وأضافت: «نريد أن نقدم لأهلنا خدمة طبية إنسانية»، وأكدت لى دعم الوزارة الكامل للمعهد، وقالت: «نريد أن ننهى قوائم الانتظار ونحقق وعد الرئيس لأهلنا».
فقلت لها: «أنا معكم فى هذه المهمة العظيمة، من أجل أهلنا»، فقالت: «اذهب إلى مكتبك، وأريد الشعور بوجود اختلاف بعد ساعة واحدة من وصولك مكتبك».
■ ماذا فعلت بعد وصولك المكتب؟
- ذهبت فى السابعة صباحًا للمعهد، وطالبت بتنظيم الشارع الرئيسى المؤدى إليه، وفض الإشغالات حوله، لتتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليه بسرعة وسهولة، وذلك بالتنسيق مع مسئولى الحى والمحافظة.
كما أمرت بفتح أبواب أقسام الاستقبال بدءًا من السابعة صباحًا للقضاء على طوابير المرضى التى كانت توجد أمام المعهد فى ساعة مبكرة، إضافة لعدد من الإجراءات التى أسهمت فى رفع الروح المعنوية لطاقم العمل، مع الحرص على الارتقاء بمستوى ما نقدمه من خدمة طبية.
■ ما تقييمك للأداء حاليًا بعد أن مر عليك قرابة الشهر ونصف الشهر عميدًا للمعهد؟
- أرى أننا فى تقدم مستمر، وكانت الانطلاقة الحقيقية لنا يوم ٢٨ سبتمبر الماضى، إذ أطلق المعهد «يوم الميترالى» الذى اختير فيه ٨ حالات تعانى ضيق الصمام «الميترالى» أجرينا لها عمليات توسيع باستخدام تقنية البالون، وهى تقنية حديثة تغنى عن إجراء جراحات القلب الكلاسيكية المعروفة.
وكانت البالونات المستخدمة فى العمليات هدية من منظمات المجتمع المدنى، وما يدعو للفخر هو قبول الأطباء إجراء تلك العمليات بعد أوقات العمل الرسمية، لدرجة أن عددًا من شباب الأطباء قطعوا إجازاتهم وشاركوا فى العمليات خلال الفترة السابقة.
■ ما خطتك بخصوص الأقسام التى أغلقت فى السابق؟
- للأسف هناك أقسام كثيرة وحيوية خرجت من الخدمة دون مبرر، ما انعكس على أداء المعهد وقدرته على تقديم خدمة طبية مميزة، وبعد دخولى المعهد بساعات قليلة قررت إعادة افتتاح أقدم قسم على مستوى الجمهورية لجراحة قلب حديثى الولادة والحضانات، برئاسة الدكتور أحمد عزمى، استشارى جراحة القلب.
كما بدأنا فى تنفيذ برامج توأمة مع مركز الحرس الوطنى بالرياض، الذى يعد أحد أكبر المراكز المتميزة فى نقل الصمامات الرئوية أو العنقية أو الشرايين من الأشخاص المتوفين أو الحيوانات، ووجهت لهم الدعوة لزيارتنا قريبًا.
■ ما تعليقك على القول إن مرضى المعهد كانوا يهربون إلى المستشفيات الخاصة الموجودة حوله؟
- ما كان يحدث فى الماضى انتهى، بالفعل كان المرضى يهربون من المعهد إلى المستشفيات الخاصة المجاورة، بسبب التعقيد «المتعمد» للإجراءات وأوراق قبول المرضى، الذى كان يحدث أحيانًا، ولكننا الآن نلبى احتياجات المرضى فى أسرع وقت.
والجيد بالنسبة لنا أنه كان هناك مرضى يستعدون لإجراء عمليات فى أماكن أخرى، لكنهم طلبوا أن يتم إجراء عملياتهم فى معهد القلب، بعد أن سمعوا عن تغيير الأداء.
والآن يمكن القول إننا لا نعانى من وجود تكدس لحالات قوائم الانتظار بالمعنى القديم، وبعد أن كان المريض يضطر للانتظار لفترات طويلة تصل إلى شهور، الآن أنهينا قوائم الانتظار، خلال شهر، والمريض الذى يدخل المعهد يصبح على قائمة العمليات لحين تجهيزه بشكل كامل، وإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة.
■ هل تغيرت خريطة أمراض المصريين؟
- طبعًا يمكن القول إنها تغيرت لأسباب كثيرة، منها أسباب صنعها الإنسان بيده، وأخرى خارجة عن إرادته. لو تحدثنا عن متاعب القلب التى أصبح قطاع كبير من المصريين يعانون منها، فسنجد أن عاداتنا الغذائية تغيرت.
ففى الماضى كان طعام الأجداد من الأرض، وكانت موائدنا عامرة بالخضروات الطازجة ومضادات الأكسدة والمواد الغنية بالفيتامينات والبروتينات، وكلها أطعمة صحية، لكن الآن طعامنا قاتل، وبعد أن كانت الأسر المصرية تفطر على الفول والبصل والجرجير والعيش البلدى، توجد الآن أسر تقدم لأطفالها رغيف فينو وكيس شيبسى كوجبة إفطار، وهذه كارثة.
حتى فى الريف أصبح الناس يشربون اللبن الجاف، ويأكلون الجبن المعلب، والفراخ المستوردة، إضافة إلى التدخين الذى انتشر بين فئات عمرية كثيرة، خاصة تدخين الشيشة، وهى سبب مباشر فى أمراض ومتاعب القلب.
بالتالى أصبحنا الآن نعاين مرضى كثيرين بالقلب من فئة الشباب، بعد أن كانت هذه الأمراض مقتصرة على كبار السن، وهذا بسبب الأكل المصنّع والمعلّب، والتدخين، ووسائل التواصل الاجتماعى التى جعلت الإنسان يجلس ساعات متواصلة دون أن يتحرك.
■ ما خطتك بشأن قطاع التمريض خاصة أن كثيرًا من الانتقادات توجه له؟
- جزء كبير من هذه الانتقادات صحيح، رغم أننى أعتقد أن لدينا كفاءات وكوادر تمريضية لا يوجد مثيل لها، حتى فى الدول المتقدمة، لكن دون شك لدينا أوجه قصور ومشكلات قاتلة، أهمها عدم حصول عناصر هذا القطاع على القدر الكافى من التدريب، إضافة إلى تقاضيهم مقابلًا ماديًا ضعيفًا جدًا.
لدىّ خطة سأعرضها على وزيرة الصحة، تتعلق بالاستعانة بالخبرات الإيطالية لتدريب طواقم تمريض معهد القلب، من خلال مبادرات المجتمع المدنى، أى أننى لن أكلف الدولة مليمًا واحدًا.
كما أسعى لجلب خبراء حقيقيين فى العمليات المعقدة لتدريب شباب الأطباء عليها، وتدريب باقى الطواقم، مع الوضع فى الاعتبار زيادة الحوافز المادية، لأنك لن تستطيع أن تقنع أى إنسان بتقديم أفضل ما لديه دون أن تعطيه مقابلًا عادلًا، وهذه المعادلة الصعبة أسعى لإيجاد حلول لها.
■ ما الخطط المستقبلية لهذا الصرح الطبى الكبير؟
- وضعنا مجموعة من الخطط، أعتقد أنها سوف تنقل المعهد نقلة عظيمة، حيث نسعى لإتمام عدة «توأمات» مع عدد من مراكز القلب محليًا ودوليًا، وكذلك تنظيم قوافل وندوات فى جميع المحافظات للتوعية بأمراض القلب، وسوف نذهب بقوافلنا إلى كل ربوع مصر، بهدف التشخيص المبكر، الذى هو بمثابة نصف العلاج.
■ ما ردك على الحديث عن وجود مخالفات إدارية رصدتها تقارير الجهات الرقابية؟
- المعهد يخضع لرقابة عدة جهات حكومية، ولها أن تتخذ ما تراه من إجراءات مع أى مخالفة ترصدها، وأنا لم آتِ للتحقيق فى هذه المخالفات، بل أتيت للعمل فقط والنهوض بالمعهد.