باحثة تؤطر لشكل العلاقة التى يجب أن تقوم بين الصحفى ومصادره
صدر حديثًا عن دار الفارابي للنشر والتوزيع٬ كتاب "عندما تتكلم المصادر.. الصحافيون ومصادر معلوماتهم" للباحثة الدكتورة٬ وفاء أبو شقرا.
مع بداية هذا القرن، تزايدت الإشكاليات المحيطة بالمهنة الإعلامية، ومنها إشكالية التباس العلاقة بين الصحفي ومصادر معلوماته وتظهيرات هذه العلاقة في عمله وإنتاجه، فطريقة استخدامات المصادر في النصّ الصحفي، تعكس صورةً "طبق الأصل" عن تعاطي الصحفي مع أبرز أُسس المهنة وشروط ممارستها، أيْ: تقديس الحقيقة، توخي الدقة، اعتماد الإشهار، مراعاة الموضوعية، التزام الأخلاقيات.
يتقصّى هذا الكتاب في استخدامات المصادر الصحفية في الإعلام اللبناني، ولا سيما منها، تلك الصيغ المتوالدة، لمصادر معلومات يتمّ توظيفها من قِبَل الصحفي في تعابير تجهِّلها، ولا تذكر مصدرَها للجمهور، وهذه الصيغ، المُسمَّاة في التداول الصحفي بـ"المصادر المجهولة"، إنّما هي مجهَّلة في الواقع يموِّهها الصحفي، أحيانًا، بشكلٍ مطلق أو يحجبها، في أحيانٍ أخرى، عبر تسميات ونعوت وتراكيب، يحاول أن يجعلها تدلِّل (ولا تدلّ)، إلى الجهة التي تقف وراءها، ولكن من دون الكشف عن صاحب المعلومة الحقيقي.
أما الدافع الأساسي لهذا المؤلَّف، فهو ملاحظات للمؤلفة حول الإفراط والعشوائية اللذيْن يطبعان طريقة الإسناد المصدري في الوسائل الإعلامية اللبنانية، بشكلٍ يتنافى بوضوح مع القوانين والاتفاقات والمواثيق الصحفية الدولية التي نظّمت حقوق الصحفي وواجباته، في سياق أدائه لدوره، ومن ضمنها حدود وشكل العلاقة التي يجب أن تقوم بين الصحفي ومصادر معلوماته.
