رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصائد

محمد الحديني
محمد الحديني

رجلٌ أفرغ جيوبه من النقود وبطاقات البنك
وأراد أن يموت للمرة الأخيرة
بعد سلسلةٍ من الميّتات البطيئة،
وبعد أن حقنه كل من حوله بمرض الوِحدة
نعم وداعًا
أنا بيتٌ مهجور
هجره مُلاكه
وعرضوه للبيع ولم يأتِ أحدٌ لشرائِه
فأضحى ملاذًا لنزلاءٍ جدد
من الزواحف، الخفافيش والطحالب.
كائناتٌ طيبة تملأ حياة شبح رجلٍ
وُجِد مشنوقًا فى إحدى الغرف
رجلٌ أفرغ جيوبه من النقود وبطاقات البنك
وأراد أن يموت للمرة الأخيرة
بعد سلسلةٍ من الميّتات البطيئة،
وبعد أن حقنه كل من حوله بمرض الوِحدة.

انتشاء
الرصاصة تخترق الرأس
وتُخلف ثقبًا
الثقب يُخلف دمًا
الدم يُخلف بقعًا
البقع تُخلف عيونًا
والعيون مفتوحة باتساع
تنظر إلى السماء
السماء تُمطر
المطر يمحو العيون
والبقع والدم
وفى الحائط تستقر الرصاصة
منتشية بنصوعها.
نافذة مفتوحة على فضاء مغلق
من نافذة غرفتى أرى
ذئبا باسطًا ذراعيه أسفل قاعدة ساعة الميدان
يعوى ناظرًا إلى أعلى
مترقبًا ظهور قمر ضال فى سماء
تتساقط منها أوراق روزنامة ممسوحة.
من نفس النافذة
أتابع موتى ومختفين يسقطون من ذاكرتى
التى نفضتها توًا
كانوا يضحكون وكنت
ألوح لهم وأنا أدندن على وقع أغنية
قديمة تنبعث من سماعات راديو
يسكن فتحاتها سربٌ من النمل ينظر إلى بغضب.