رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د. ميلاد إسحق.. أستاذ علوم الأجنة


وُلد د. ميلاد إسحق ميخائيل فى ١٥ يناير ١٩٣٠ بمدينة الأقصر. حصل على دبلوم الشهادة الثانوية من كلية الأمريكان بأسيوط عام ١٩٤٥، بكالوريوس فى العلوم من كلية العلوم، جامعة فؤاد الأول «القاهرة حاليًا» عام ١٩٤٩، ماجستير فى العلوم فى علم الأجنة من كلية العلوم جامعة الإسكندرية عام ١٩٥٣، ثم دكتوراه الفلسفة فى علم الأجنة من كلية العلوم جامعة الإسكندرية عام ١٩٥٦.
عمل معيدًا بقسم علم الحيوان بكلية العلوم جامعة فاروق الأول «الإسكندرية حاليًا» عام ١٩٤٩، ثم بنفس الجامعة مدرسًا عام ١٩٥٨، أستاذًا مساعدًا عام ١٩٦٥، أستاذًا لعلم الأجنة التجريبى عام ١٩٧٢، ثم رئيسًا لقسم علم الحيوان ١٩٧٥-١٩٨١، ثم وكيلًا لكلية العلوم للدراسات العُليا والبحوث بجامعة الإسكندرية فى الفترتين «١٩٨١ – ١٩٨٣، ١٩٨٦ – ١٩٩٠». كان د. ميلاد إسحق فى مجلس الدراسات العليا بجامعة الإسكندرية بمثابة الأستاذ الحكيم صاحب المشورة الصالحة والمُدرك تمامًا دور وكيل الكلية للدراسات العليا فى إدارة الدراسات العليا بكليته وبالجامعة، وكم أشاد به زملاؤه وكلاء الدراسات العليا ببقية الكليات.
ولأنه ابن بار ببلدته الأقصر فقد غرس فى نفس نجله المحبوب د. ماجد ميلاد إسحق– عالم علم الحاسبات بإحدى الجامعات الأمريكية – حُب التاريخ المصرى، حتى غدا النجل يردد أسماء ملوك مصر القديمة من ذاكرة حديدية ربما تفوق المتخصصين فى علم الآثار المصرية وتاريخ مصر القديمة. ليس هذا فحسب بل يتمكن من قراءة الحروف الهيروغليفية بطلاقة ومطالعة النصوص الهيروغليفية بجدارة ووعى وفهم. وقد نشأت تلك المواهب لديه وهو فى سن صغيرة، مما يدُل على التأثير الإيجابى للأب الحكيم على نجله. كان د. ميلاد إسحق من الرواد على المستوى العالمى فى علوم الأجنة وتجدد الأطراف فى الحيوانات البرمائية. أبحاثه العلمية كان لها تأثير على مسار هذه المجالات على مدى العقود، ولا يزال يُرجع إلى هذه الأبحاث عالميا حتى العقد الحالى. فى الخمسينات نشر دراسات مستفيضة مفصلة عن أطوار نمو خلايا العظام والعضلات فى أجنة الضفادع كان لها تأثير بالغ على النظريات العلمية فى هذا المجال وتصحيح مفاهيم سابقة. أبحاثه عن تجدد الأطراف شملت دراسات دقيقة على مستوى الخلايا العظمية والغضروفية للأطراف الجديدة فى الأطوار الأولى للضفادع تحت تأثيرات كيميائية وميكانيكية. واكتشف قدرة نوع من الضفادع على نمو أطراف جديدة فى الطور البالغ وليس فقط فى الأطوار الأولى، بخاصيات فريدة للخلايا العظمية لم تكن معروفة من قبل.
نشر أبحاثًا عديدة فى مجلات علمية دولية، وقدم أبحاثه فى مؤتمرات فى هولندا وإنجلترا ومصر وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والهند واليونان وفرنسا. كما قام بإلقاء العديد من المحاضرات فى جامعات عالمية فى الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإنجلترا وفرنسا واليابان.
من مؤلفاته: «١» تاريخ علوم الحياة وتطور علم التشريح المقارن - دار المعارف ١٩٨٥، «٢» اشترك فى ترجمة كتاب «الأساسيات المتكاملة لعلم الحيوان» «أساسيات علم الخلية – الأنسجة – الأجنة – الوراثة» الجزء الأول - الدار العربية للنشر والتوزيع ١٩٨٩.
فى عامى ١٩٥٦، ١٩٥٧ قام بتأسيس متحف قسم علم الحيوان بجامعة الإسكندرية وحضّر محتوياته التى استفادت منها أجيال عديدة من الباحثين.. أشرف على العديد من الرسائل الجامعية لدرجة الدكتوراه والماجستير فى علم الحيوان بكلية العلوم والأجنة والتشريح المقارن بكلية الطب البشرى بجامعة الإسكندرية.
نُشرت سيرته الذاتية فى كل من: الموسوعة القومية للشخصيات المصرية البارزة «١٩٩٢»، والموسوعة الأمريكية Who is Who.. كان عضوًا بالجمعية الدولية لبيولوجيا التكوين، عضوًا بمجلس إدارة المنظمة الأوروبية لبيولوجيا التكوين، عضوًا بجمعية علم الحيوان المصرية، عضوًا بالجمعية المصرية الألمانية لعلم الحيوان، عضوًا شرفيًا فى جمعية «ماركس سنجر» بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما كان عضوًا باللجنة الدائمة لترقيات أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية لدرجة أستاذ. ومُحّكم أبحاث لمؤتمرات ودرويات عالمية.. عُين فى وظيفة أستاذ متفرغ بكلية العلوم جامعة الإسكندرية عند بلوغه سن المعاش فى يناير ١٩٩٠ واستمر فى التدريس والإشراف على رسائل الدكتوراه.. غادر عالمنا– فى هدوء بالطبيعة الهادئة التى عاش بها- فى ٢٥ مارس ٢٠١٤ عن ٨٤ عامًا تاركًا ذكريات طيبة فى نفوس كل الذين تعاملوا معه لدماثة خلقه وقدوته الطيبة. وكان معروفًا بالتواضع والصدق والأمانة والإخلاص والإنصاف فى كل تعاملاته. ومازالت ذكراه حية فى نفوس تلاميذه وزملائه ومعارفه، ومنهم كاتب المقال.