رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصغر مصممة أزياء مصرية: أول أعمالى «فستان من ورق الجرائد»‏

آن ماريك
آن ماريك

شغفها المستمر، ورغبتها فى وضع اسمها بين كبار المصممين، جعلاها تتحدى ذاتها، قبل الجميع، وعلى الرغم من سنها الصغيرة، لكونها فتاة فى ربيع العشرينات من عمرها، فإنها ‏استطاعت أن تتخطى هذا الحاجز لتسير على درب الهواية، التى تحددت لديها فى تصميم الأزياء. ‏

بدأ الأمر عندما سافرت «آن ماريك» المصرية إلى لندن، وهى فى عمر الـ١٢، لتلتحق بمعسكر صيفى يتبع أفضل جامعة فى العالم لتعليم موضة الأزياء «‏Central‏ ‏Saint Martins‏»، حيث تخرج فيها كبار المصممين، ‏وأشهرهم جون جاليانو، لتضع أولى خطوات نجاحها فى عالم كان مجهولًا بالنسبة لها.‏
وعلى الرغم من أن «آن» لم تكن تهوى تصميم الأزياء، وكان حلمها أن تكون محامية أو طبيبة، لكن دفعها فضولها للالتحاق بذلك المعسكر، الذى استمر أسبوعًا كاملًا فى مكان غريب لا يوجد به سوى مصممين ‏وفنانين فى مختلف المجالات، وكان لزامًا عليها أن تختار «الكورس» الذى تريده، فوقع اختيارها على الـ«جرافيك ديزاين» وفن اختيار الخامات.‏
تقول «آن»، لـ«الدستور»: إنها لم تتوقع أن تقضى حياتها بين مجموعة من قصاصات الورق المتناثرة التى تجعل وقتها الفعلى يتلاشى، فلا تجد مكانًا للعائلة أو الأصدقاء، لكن هذا المعسكر جعلها تكتشف نفسها ‏وموهبتها، خاصة عندما وجدت إعجابًا بتصاميمها، وبالفعل كان أول تصميم لها فى المعسكر «فستان من ورق الجرايد».‏
التحقت بعد ذلك بمدرسة لتعليم الفنون، فتعاملت مع «أشكال مختلفة من مجانين الفن»، وفق تعبيرها، لتكون مؤهلة للالتحاق بجامعة «‏Central Saint‏ ‏Martins‏»، التى يصعب دخولها إلا بعد تجاوز عدد من الاختبارات ‏الصعبة
ولأن دخولها كان حلمًا بالنسبة لها، أقدمت- دون استشارة أهلها- بعد إتمام المرحلة الدراسية، على تقديم ملفها الشخصى إلى الجامعة، بالتزامن مع ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، فى أيام ساد فيها حظر التجول.‏
ومن بين ٢٠٠٠ طالب تقدموا للجامعة، وقع الاختيار عليها مع طالب آخر فقط من مصر، لتحقيق طموحاتها، التى أخذت تكبر يومًا بعد يوم، حتى إن قسوة العاملين فى الجامعة كانت سببًا فى تعليمها الأسس الصحيحة ‏وإتقانها مهنتها.‏
واستطاعت «آن» بمشروع تخرجها عام ٢٠١٧ إدخال خط جديد أحدث صدى واسعًا، تحدث عنه الكثير من الصحف والجرائد العالمية المتخصصة، منها مجلة «فوج» الفرنسية الشهيرة.‏
وتوضح: «المشروع عبارة عن مجموعة من الأزياء المصرية، لكن بصورة مختلفة أردت أن أجسدها من خلال رحلة نيلية، فكل تصميم يعبر عن بلد بعينه يمر على نيل مصر، ضمت الحرانية حيث مركز غزل ويصا ‏واصف، وكوم أمبو والجيزة والإسكندرية وأسيوط والأقصر وأسوان وسيوة».‏
وبعد العديد من التدريبات التى تلقتها «آن»، وعملها لمدة سنة كاملة مع العلامة التجارية المشهورة فى نيويورك «‏ALEXANDER WANG‏» تستعد حاليًا لإطلاق «البراند» الجديد «‏TIYI‏» فى سبتمبر المقبل، وهى ‏مستوحاة من اسم الفرعون المصرى توت عنخ آمون. وقالت آن إنها تتوقع نجاح هذه «الماركة» لأنها تمثل المرأة المصرية فى القوة والثقة والجرأة فى فعل ما تريد دون ضغوط.‏