رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحقيقات مقتل "أسقف أبومقار": مضروب بآلة حادة على رأسه من الخلف

جريدة الدستور

- راهب: مختل عقليًّا دخل الدير خلسة منذ أسبوع
- شهود: ليست له عداوة مع أحد
- البابا يترأس صلاة الجنازة عليه بالدير اليوم


انتقل المستشار أحمد حامد، المحامى العام الأول لنيابات جنوب دمنهور الكلية، إلى دير القديس مكاريوس الكبير، الشهير بـ«أبومقار»، فى وادى النطرون، لإجراء المعاينة التصويرية الثانية لموقع مقتل الأنبا أبيفانيوس، أسقف الدير، بعد العثور عليه غارقًا فى دمائه، أمس الأول.
وأسفرت المعاينة الأولية التى أجرتها نيابة وادى النطرون، أن الأنبا عثر عليه مقتولا فى ممر مظلم لا تتوافر فيه أى إضاءة ويقع بين مسكنه «القلاية» وإحدى كنائس الدير، مشيرة إلى وقوع الكنيسة على بعد ما بين ٣٠٠ و٤٠٠ متر من «القلاية».
ووفق المعاينة، فإن «أبيفانيوس» خرج من مسكنه، وسار نحو ١٥٠ مترا فى طريقه إلى الكنيسة، لحضور صلاة القداس، حتى باغته الجانى وقتله داخل الممر المشار إليه.
وأظهرت مناظرة النيابة العامة للجثة، إصابة المجنى عليه بتهشم فى الجمجمة من الخلف، وخروج أجزاء من المخ، نتيجة التعدى عليه بأداة حادة لم يعثر عليها فى مسرح الجريمة.
ورفع خبراء الأدلة الجنائية- عقب معاينة النيابة- الآثار البيولوجية من مسرح الجريمة، بجانب عينة من الدماء، وانتدبت النيابة الطب الشرعى لتشريح الجثة، لتحديد أسباب الوفاة وتوقيتها.
وعن احتمالية تسلل أحد من الخارج وتنفيذ الجريمة، أسفر فحص النيابة عن أن الدير مؤمن بشكل كامل، إذ يرتفع سوره وتتمركز عدة سيارات شرطة خارجه وتتواجد بصفة مستمرة خدمات مباحث ونظامية وقوات أمن مركزى، بجانب كاميرات مراقبة على باب الكنيسة التى كان المجنى عليه متوجها إليها، والتى تم تحريزها والتحفظ عليها، ويتولى المحامى العام مراجعتها وتفريغها بنفسه لبيان مدى التقاطها الواقعة أو المساعدة فى تحديد هوية الجانى.
واستمعت النيابة لأقوال ١٢ شاهدًا من المقيمين برفقة الأنبا أبيفانيوس بالدير، الذين أكدوا عدم وجود عداوات له، فيما قرر خادمه الخاص أنه رآه آخر مرة فى قلايته عصرا، حين قدم له الغداء، ولم يره بعدها حتى عثر عليه مقتولًا فى الرابعة والنصف فجرا.
إلى ذلك، يترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، فى الثانية عشرة من ظهر اليوم الثلاثاء، مراسم صلاة الجنازة على جثمان الأسقف الراحل، داخل الكنيسة الكُبرى فى دير «أبومقار».
ومن المُقرر أن يدفن الأنبا أبيفانيوس داخل ديره بشكل مؤقت، لحين الانتهاء من إقامة المزار الخاص به، والذى سيشهد رسم «أيقونات» وتعليق صور نادرة له منذ الصغر، مع كتابة قصة حياته وتأليف المديح الخاص به، وفق مصادر من داخل الدير.
وأضافت المصادر: «دير (أبومقار) من أهم الأديرة داخل الوسط الكنسى، الأمر الذى يستدعى عدم بقاء الدير دون راع لفترة طويلة، لذا سيسند البابا تواضروس مهمة الإشراف عليه إلى أحد الأساقفة الذين ترهبنوا فى الدير، على أن يكون اختياره من قبل لجنة من قساوسة الدير وكباره، تشمل على الأرجح القمص إثناسيوس المقارى والقمص سرجيوس المقارى والقمص أنجيلوس المقارى والقمص باسيليوس المقارى، وهم تلاميذ القمص الراحل متى المسكين».
وأكدت أن التقرير الطبى المبدئى الذى أفاد بضرب الأسقف الراحل بآلة قطعية حادة على رأسه من الخلف، يشير إلى أن أحدا كان ينتظره وعلى علم بموعد خروجه للقداس بمفرده، وارتكب جريمته من الخلف حتى لا يراه.
من جهته، كشف الراهب شنودة المقارى، عبر قناة «سى تى فى» التابعة للكنيسة، عن أن الدير شهد منذ أسبوع واقعة تجاوز أحد الأفراد سور الدير وتسلقه واختبأ بالداخل، ثم تبين بعد ذلك أنه مختل عقليا، مضيفا: «عثرنا عليه وأخرجناه».
فيما روى الرهبان المرافقون لجثمان الأنبا الراحل فى مشرحة مستشفى دمنهور العام، اللحظات الأخيرة له، قائلين لـ«الدستور»: «فوجئنا أثناء صلاة القداس الإلهى بتأخر وصوله لرئاسة القداس، كعادته اليومية باستيقاظه مبكرا فى الساعات الأولى من الصباح، فخرجنا للبحث عنه لنجده على السلالم عقب خروجه من قلايته فى حالة إغماء مع دماء كثيرة أسفل رأسه».
وتابعوا: «اتصلنا بالإسعاف ومركز شرطة وادى النطرون»، مشيرين إلى أن مرتكب الجريمة استخدم آلة حادة هشم بها رأس الأسقف الراحل.