رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحدث عنها مؤتمر الشباب السادس.. من هى "مس كوري"عالمة الفيزياء؟

مس كوري
مس كوري

عُرفت بـ"مس كوري".. وهى تلميذة الدكتور مصطفى مشرفة وأول عالمة ذرة مصرية وأول أستاذة بجامعة القاهرة، هى بنت قرية "سنبو الكبرى" مركز زفتى بمحافظة الغربية، ولدت فى عام 1917.. إنها العالمة المصرية سميرة موسى، التي تُعد أبرز أبناء جامعة القاهرة، وواحدة من الشخصيات التي تحدث عنها المؤتمر السادس للشباب.

تعلمت سميرة القراءة والكتابة واهتمت منذ طفولتها بقراءة الصحف اليومية، ووهبها الله ذاكرة فوتوغرافية تمكنها من حفظ أى شىء بمجرد رؤيته ما ساعدها كثيرا فى تفوقها العلمى.

حظيت "موسى" بوالد ذى عقل مستنير متفتح عاشق للفن والشعر يهوى السياسة ولا يحترفها وقرر ألا يفرق بين أبنائه الذكور والإناث وأن يكسر التقاليد كى يساند ابنته لاستكمال مسيرتها العلمية، ومن حسن حظها أيضًا أنها ولدت أثناء ثورة 1919 التى نادت بالحريات وبعدها تم إصدار دستور 1923 الذى نص على أن التعليم الابتدائى هو تعليم إلزامى للذكور والأناث.

وفى عام 1925 تم إنشاء أول مدرسة بقرية سنبو وكانت سميرة أول من دخلت المدرسة وبعد ذلك قرر الأب أن يغير حياته خوفًا على عبقرية ابنته والمناخ السائد في ذلك الوقت بعد ثورة 1919 كان بمثابة التربة الخصبة للتغيير إلى الأفضل ومن ثم جاء رحيل الأب من قريته الصغيرة إلى القاهرة وتغيير مهنته من صاحب أطيان إلى صاحب فندق فى منطقة الحسين بالقاهرة.

التحقت سميرة وقتها بمدرسة "قصر الشوق" وانتقلت بعد ذلك إلى مدرسة "الأشراف" الثانوية تحت إدارة نبوية موسى التى أُعجبت بموهبة ونبوغ سميرة وقررت أن ترعاها علميًا فاشترت معملا خاصًا للمدرسة حينما سمعت يومًا أن سميرة تنوي الانتقال إلى مدرسة حكومية يتوفر بها معمل وذلك لأن حينها كان الطالب المتفوق له الأفضلية فى مدرسته حيث تقوم الدولة بمنح المدرسة التى يخرج منها الطالب الأول معونة مالية وبالفعل كانت سميرة الأولى على التوجيهية وكان ذلك أمرا فريدا من نوعه فلم يكن حصول الفتيات على هذا المركز أمرًا مألوفًا.

بدأت سميرة أولى خطواتها نحو التفوق العلمى، فاختارت كلية العلوم لتحقق حلمها الذى طالما سعت إليه ودخلت معامل الكلية شغوفة لتحصيل العلم وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور على مشرفة، فاهتم بتلميذته كل الاهتمام حتى حصلت على بكالوريوس العلوم بتفوق وكانت الأولى على دفعتها.

سافرت سميرة موسى إلى لندن وحصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات ثم سافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة.

وكانت أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه، كما حصلت على منحة «فولبرايت» لدراسة الذرة بجامعة كاليفورنيا، واستطاعت الحصول على نتائج في مجال أبحاث الذرة أذهلت الأوساط العلمية في أمريكا وأوروبا؛ فسمح لها بزيارة المعامل السرية للذرة بالولايات المتحدة الأمريكية، لتكون المصرية الوحيدة التى سُمح لها بذلك.

وتلقت عددًا من العروض لتستمر في أمريكا، وتحصل على الجنسية الأمريكية، لكنها رفضت وفضلت العودة للوطن لمواصلة رسالتها العملية.

كان الدكتور مصطفى مشرفه هو الشخصية الأبرز في حياة سميرة، وكان أول مصري يتولى عمادة كلية العلوم فاهتم بتلميذته كل الاهتمام حتى حصلت على بكالوريوس العلوم بتفوق وكانت الأولى على دفعتها ولكن لم يتم تعيينها كمعيدة بالكلية إلا بعد مساندة أستاذها د.مشرفة ودفاعه عن تعيينها ضد الأساتذة الأجانب فوضع استقالته على مكتب مدير الجامعة إذا لم يتم تعيينها معيدة بالكلية حتى استجابوا لطلبه وبالفعل عُينت كأول معيدة بجامعة القاهرة.

كان هدف سميرة هو أن تُسخر الذّرة لخير الإنسان وتقتحم مجال العلاج الطبي حيث كانت تقول: "أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذّرة مثل الأسبرين"، فكانت عضوًا في كثير من اللجان العلمية المتخصصة على رأسها "لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية" التي شكلتها وزارة الصحة المصرية.